قمة بغداد.. كيف تقيّمها إيران وماذا تتوقع منها؟
شفق نيوز/ رسمت صحيفة "طهران تايمز" الايرانية صورة لقراءة ايران وتوقعاتها فيما يتعلق بالقمة الاقليمية التي دعت حكومة بغداد الى استضافتها على اراضيها في وقت لاحق من شهر آب/اغسطس الحالي، ولم تعول على خروج نتائج كبيرة منها.
وبعدما اشارت الصحيفة الايرانية في تقريرها الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان قيام الحكومة العراقية بالترتيبات لعقد القمة الاقليمية، يبدو ان المنطقة تتجه نحو نوع من التهدئة ما من شانه تأجيل الخلافات لبعض الوقت، مشيرة ايضا الى ان حكومة مصطفى الكاظمي تحاول "صنع السلام" من خلال مؤتمر يركز على التحديات الاقليمية وسبل التغلب عليها.
ولفتت الصحيفة الى انه بالاضافة الى الدول الخمس المجاورة للعراق، فان دولا اخرى مثل فرنسا ومصر وقطر والامارات، ومؤسسات دولية مثل الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، ستشارك، فيما لم يتقرر مشاركة سوريا التي هي جارة للعراق، حتى الان.
وبحسب الصحيفة الايرانية فان قمة بغداد هذه تشكل المرة الاولى التي يتخذ فيها العراق مبادرة دبلوماسية لتهدئة التوترات في المنطقة بما يتجاوز الوساطة الدبلوماسية، موضحة انه خلال السنوات القليلة الماضية، سعى العراقيون الى تهدئة التوترات بين ايران والسعودية من خلال الوساطة، واحيانا من خلال، الدبلوماسية المكوكية.
وتابعت ان هذه المرة مختلفة اذ تتخطى بغداد الوساطة لتقدم نفسها كمنبر دبلوماسي لدول المنطقة للالتقاء سوية ومعالجة خلافاتهم بطريقة علنية، مشيرة ايضا الى ان العراق يخطو من احياء مكانته كلاعب اقليمي.
ولفتت الصحيفة الى الوزراء والمبعوثين الذين ارسلهم الكاظمي حاملين الدعوات الى القمة المقترح انعقادها في 29 الشهر الحالي، وهو تاريخ يتناسب مع انتهاء زيارة كربلاء الدينية التي يحشد من اجلها كل الجهود الامنية والعسكرية لتأمين سلامة ملايين الزوار والحجاج.
وقالت الصحيفة ان اجندة القمة المقترحة ومستوى مشاركة القوى الاقليمية، وخاصة ايران والسعودية فيها، ستكون بمثابة "اختبار حقيقي لما اذا كانت محادثات خفض التصعيد في المنطقة، بما في ذلك بين طهران والرياض، قد اتت ثمارها".
وبينما لفتت الصحيفة الى ان ايران رحبت بالفعل بالقمة المقترحة ووصفها الرئيس ابراهيم رئيسي بانها "خطوة مباركة"، اشارت الى ان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين وصف القمة بانها في "سياق الترتيبات الهادفة الى دعم العملية السياسية والنمو الاقتصادي للعراق"، بينما اعتبر رئيس المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني ان بامكان دول المنطقة تسوية خلافاتها والحفاظ على السلام من دون تدخل القوى الاجنبية.
وفي المقابل، فان السعودية التي زارها الوزير العراقي قبل طهران، "التزمت بصمت شديد بشان قمة بغداد، ويبدو انهم يفكرون في مستوى تمثيلهم في قمة بغداد"، حيث اشارت تقارير صحفية اقليمية الى ان السعوديين ينتظرون الحكومة العراقية لابلاغهم بمستوى التمثيل التركي والايراني، وليحدد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ما اذا كان سيشارك شخصيا ام لا.
وفي حين اشارت الصحيفة الايرانية الى ان الامر نفسه ينطبق على قطر والامارات، اللتين كانتا على خلاف منذ العام 2017، خلصت الى القول ان هذه "التعقيدات تجعل من الصعب توقع انفراج من مؤتمر بغداد".
وبرغم ذلك، ذكرت الصحيفة بتصريحات وزير الخارجية العراقي الذي قال ان هذا الحدث لن يكون مجرد مناسبة لالتقاط الصور، وسيكون حافزا لفهم اكبر للتحديات الاقليمية، وسيؤمن اجواء ممتازة لعقد اجتماع سعودي ايراني على مستوى رؤساء الوفود المشاركة.
ومع ذلك، عادت الصحيفة لتقول ان المؤتمر العراقي قد ينجح في عقد اجتماع عفوي بين وفدي طهران والرياض، لكن من غير المرجح ان يحقق الاجتماع نجاحا كبيرا، لان "الخلافات الايرانية السعودية عميقة للغاية لدرجة انه من غير المرجح ان تحلها فرصة لقاء".
وختمت بالقول ان الاجتماعات السعودية-الايرانية التي عقدت مؤخرا، كانت خلف ابواب مغلقة، وانه "حتى دعوة ايران للسعودية لمراسم تنصيب ابراهيم رئيسي فشلت في حمل الخصمين على الاعلان عن محادثاتهما". واوضحت انه "قد يكون هذا بسبب عدم رغبة السعودية في اتخاذ الخطوة الاولى تجاه ايران، ويمكن لقمة بغداد ان توفر للطرفين مكانا محايدا وتكسر الجليد بينهما ايضا".