قصة "امرأة فولاذية" اقتحمت مهنة الرجال وهزمت العوز والحرمان
شفق نيوز/ في اروقة ورشة صيانة مزدحمة بالاجهزة الكهربائية تجلس "ام بلسم" حاملة العدد الكهربائية وامامها غابة من الاجهزة الكهربائية والالكترونية وهي تمارس مهنة الاصلاح والصيانة في سابقة فريدة في ناحية يثرب جنوبي صلاح الدين.
"ام بلسم" أو خولة الاعرجي امرأة مكافحة اقتحمت مهنة الرجال بارادة فولاذية هزمت ظروف وتحديات العوز والحرمان المعيشي، وكسرت قواعد هيمنة الرجال على المهن والمسؤوليات المعيشية.
وتقول أم بلسم لوكالة شفق نيوز؛ بدأت مهنة تصليح الاجهزة الكهربائية اصابة زوجي جراء حادث إرهابي بعوق تام واصبحنا بدون معيل ما دفعني الى الطلب من زوجي تعليمي مهنة صيانة وتصليح الاجهزة الكهربائية والمعدات واللوازم الكهربائية الأخرى في محل بسيط في ناحية يثرب جنوبي صلاح الدين.
وتواصل حديثها؛ أن "أهم أسس نجاحي ووصولي الى هذة المرحلة واتقان هذه المهنة الصعبة؛ هي الارادة واستحصال قوتنا المعيشي واجوري رمزية لا تتعدى تأمين جانب من قوتنا اليومي مع استثناء الارامل والايتام وأسر ضحايا الارهاب من أجور التصليح ومحلي مفتوح مجانا للشرائح المنكوبة والمتضررة التي ذكرتها في بادرة انسانية اسعى من خلالها لتقديم ابسط سبل العون والمساعدة".
الظروف الامنية عام 2014 والحرب مع داعش لم ترأف بـ"أم بلسم" التي أُجبرت مع عائلتها على النزوح الى كركوك ومعاودة مهنتها التي اعتادتها "الصيانة الكهربائية" على الرغم من الحرب والضغوطات والممارسات اللاإنسانية التي واجهتها من بعض أصحاب محال صيانة الاجهزة الكهربائية بسبب مواقفها الانسانية واجورها الزهيدة جدا.
"كنا أول العائدين إلى ديارنا بعد تحرير مناطقنا" تروي بقية تفاصيل قصة النجاح والعودة من النزوح بعد تحرير يثرب من داعش؛ وتضيف "اعدت افتتاح ورشتي في منزلي من جديد وممارسة مهنتي لتأمين المتطلبات المعيشية".
ام بلسم تحمل شهادة جامعية بادارة المكاتب تخوض حربا معيشية وتعيل بعض عوائل ابنائها وسط حرمان من أبسط فرص التعيين التي سعت جاهدة لنيلها، إلا أن "المحسوبيات والواسطات" بددت جميع مساعيها للحصول على أبسط فرص التعيين لها او لاولادها.
طموح أم بلسم ونجاحها وتفانيها تعدى حدود صيانة أجهزة التلفاز والعارضات والاجهزة الاخرى لتبتكر وتصنع اجهزة كهربائية "محولات اوتوماتيكية" و"بوردات ولوحات كهربائية" متكاملة بمستوى عال من الكفاءة العالمية وبأسعار زهيدة.
وتبين الأعرجي؛ أن الابتكار والإبداع لا يقف عند حدود الرجال او الظروف وقيود المجتمع التي تحاول تحجيم دور المرأة العراقية.
احتراف "لم بلسم" لمهنة الصيانة الكهربائية يفتح الأبواب أمام النساء لإنهاء احتكار الرجال لمهن علمية وفكرية ويضعهن أمام مسؤوليات مواجهة المصاعب المعيشية وقهرها بالارادة والصمود.
وتطالب اسرة "ام بلسم" وعبر وكالة شفق نيوز الحكومة العراقية ومسؤولي صلاح الدين بدعم ومساندة ام بلسم التي اغتالها الإهمال الحكومي على مر السنوات الماضية
وأجبرت أحداث العنف التي شهدتها عدة محافظات عراقية شرائح النساء إلى اقتحام مهن الرجال لتأمين الاحتياجات المعيشية جراء فقدان معيلهن وانعدام وقلة الدعم الحكومي وفرص التعيين في القطاع الخاص.