قرب جبهات القتال.. قمة لـ"الناتو" بحضور بايدن ورهان على "ضعف" بوتين
شفق نيوز/ استعرض تقرير أمريكي، التحديات التي تواجه الرئيس جو بايدن، خلال اجتماعه مع الحلفاء في حلف الناتو في ليتوانيا الثلاثاء المقبل، في ظل الحرب المتأزمة بشكل متزايد في أوكرانيا، إذ تراهن واشنطن، على حدوث تحول جوهري في مسار الحرب وسط التباينات بين دول الحلف.
وقال رئيس مؤسسة "مجموعة أوراسيا" لتقييم المخاطر في نيويورك إيان بريمر، لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أضعف حالة له منذ توليه السلطة"، مشيراً إلى أن "المخاوف من التصعيد القائم عندما بدأت الحرب، تراجع بشكل متزايد".
وبحسب تقرير للصحيفة الأمريكية، ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن بايدن غادر اليوم الأحد، في جولة سيكون محورها "قمة الناتو في ليتوانيا"، والتي يأتي توقيتها متزامنا مع نقطة انعطاف في غزو روسيا لجارتها أوكرانيا.
قرب جبهات القتال
وأوضحت الصحيفة، أن "اجتماع الحلفاء ينعقد في فيلنيوس، على بعد بضع مئات الكيلومترات من جبهات القتال حيث بدأت أوكرانيا هجومها المضاد ببطء".
وأشارت إلى أن "بايدن سيزور بعد ذلك فنلندا للمشاركة في قمة دول البلطيق، حيث سيرفع شخصيا علم الغرب الرمزي (حلف الناتو)، على أرض العضو الجديد في حلف شمال الأطلسي".
وسيلقي بايدن، خطابا أمام قمة الناتو يحث فيه بقوة على مضاعفة الدعم الغربي لأوكرانيا، إذ سيعلن ضرورة أن تكون كييف مسلحة بدرجة كافية لأجل تحقيق تقدم حقيقي قبل أن يتباطأ موسم القتال بالوحول ثم الثلج في الشتاء المقبل، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
عمر الحرب الروسية
ونوهت الصحيفة في تقريرها، إلى أن "التوتر يتزايد بين العديد من هؤلاء الحلفاء إزاء طول مدة الحرب والكلفة المتوقعة لاستمرار كييف في تلقي هذا الدعم، في وقت ارتفعت بعض الأصوات الحذرة في واشنطن من جانب عدد متزايد من الجمهوريين في الكونغرس، وكبار المرشحين للرئاسة من الحزب الجمهوري، حول اعتراضهم على تمويل التصدي لفلاديمير بوتين
ورأت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن "هذا الأمر أثار بدوره مخاوف في جميع أنحاء أوروبا من أن نجاح الحزب الجمهوري بالوصول إلى البيت الأبيض في انتخابات العام المقبل، يمكنه أن يؤدي إلى تدمير حلف الناتو".
ورجحت الصحيفة الأمريكية، ظهور العديد من نقاط التوتر خلال قمة فيلنيوس، بما في ذلك الانقسامات الحادة حول وضع أوكرانيا على طريق الانضمام إلى حلف الناتو".
وتحدثت الصحيفة، عن نقاط ضعف محتملة جديدة ظهرت حول بوتين بما في ذلك "تمرد مجموعة فاغنر وزعيمها يفغيني بريغوجين" الذي لطالما اشتكى من الغزو الروسي المتعثر، وكشف عن تصدعات ضخمة في المعدات العسكرية الروسية واستراتيجيتها التي كلفت آلاف الرجال حياتهم.
وفي هذا الصدد، قال مساعدون لبايدن، خلال حديثهم للصحيفة الأمريكية، إن "الرئيس سوف يجادل خلال القمة بأن تلك الثغرات الروسية جاءت بسبب مقاومة أوكرانيا الشرسة، والتي تغذيها الكميات الكبيرة من الأسلحة والأموال التي أرسلها الغرب".
انضمام أوكرانيا
ونقلت الصحيفة أيضاً عن إيان بريمر، قوله إن التمرد الفاشل يعطي "دفعة لضغط أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، ويمنح الغرب سبباً أقل بكثير للقلق إزاء الخطوط الحمراء المفترضة لبوتين".
وتابعت: "الهجوم المضاد الذي طال انتظاره في كييف بدأ بداية بطيئة في ظل الإرهاق الذي أصاب العديد من كبار العسكريين الأوكرانيين أو عجزهم بعد قرابة 18 شهراً من القتال".
وذكرت الصحيفة، أن "في ظل محاولة كييف الضغط مجددا من أجل الحصول على عضوية الناتو، فإن من المؤكد أن يكون نقطة اشتعال في قمة فيلنيوس".
يأتي ذلك، في وقت يسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى الحصول على إشارة واضحة من زعماء الحلف، بشأن موقفهم من هذه المسالة، والتي يبدو أنها "تثير الانقسام بين عضوين رئيسيين في الحلف"، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
وأوضحت "بوليتيكو"، أن "بايدن ما يزال يعارض انضمام أوكرانيا إلى الحلف سريعاً، وهو موقف يشاركه فيه العديد من الحلفاء بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون"، مشيرة أيضا إلى قضايا انضمام السويد وفنلندا، في ظل الاعتراضات التي كانت سجلتها تركيا، والمجر بدرجة أقل".
لكن تقرير الصحيفة الأمريكية، لفت إلى مسالة الإبقاء على ينس ستولتنبرغ في منصب الأمين العام لحلف الناتو، وهو ما يعكس رغبة بايدن الذي يريد الحفاظ على الوضع الراهن والتماسك العام داخل الحلف المعقد الذي ما يزال يواجه حرباً على حدوده.
وخلصت الصحيفة، إلى التذكير، بأن لندن ستكون المحطة الأولى لبايدن في أول زيارة له للقاء الملك تشارلز الثالث منذ تولي الملك العرش، ومن أجل لقاء رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، قبل التوجه إلى ليتوانيا، ثم إلى هلسنكي حيث ستعقد قمة البلطيق.