قراءة إسرائيلية لـ"احرار سنجار" وخلفيات استهداف القوات التركية: قد يكون مرتبطا بإيران
شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية أن ظهور مجموعة مسلحة باسم "احرار سنجار" أعلنت مسؤوليتها عن هجوم بطائرات مسيرة على قاعدة عسكرية تركية في الشمال العراقي، قد يكون مرتبطا إيران ووكلائها في العراق، بهدف ضرب أهداف تركية ردا على هجمات من جانب أنقرة، ما يجعل العراق ساحة لتصفية الحسابات.
وبعدما أشار التقرير الاسرائيلي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى ان قاعدة زليكان التركية، هي بمثابة "جوهرة التاج" وتقع على حدود اقليم كوردستان ومناطق محافظة نينوى التي تسيطر عليها القوات الاتحادية العراقية وتضم ميليشيات شيعية وجماعات اخرى مؤيدة لإيران مثل، اللواء 30 في الحشد الشعبي الذي يضم مقاتلين من اقلية الشبك، اوضح ان جماعة تطلق على نفسها اسم "أحرار سنجار" اعلنت مؤخرا شن هجوم بطائرات مسيرة على القاعدة التركية في شمال العراق.
وفي حين اشار التقرير الى ان القواعد العسكرية التركية باتت تعتبر بشكل متزايد مثيرة للجدل من جانب السياسيين الموالين لإيران في بغداد إذ يعتبرون أنها تعد تغلغلا تركيا في العراق، فيما تجري اشتباكات بين القوات التركية وحزب العمال الكوردستاني، تدور عادة في جبال المحاذية للحدود مع تركيا، لكنها في السنوات الاخيرة اصبحت تتجه بشكل أعمق في شمال العراق، بالقرب من مدينتي دهوك واربيل.
ولفت التقرير إلى أن القاعدة التركية في بعشيقة تعرضت خلال السنوات الماضية الى هجمات صاروخية متكررة، تشبه الهجمات التي استهدفت القوات والمنشآت الامريكية في العراق، والتي عادة ما تستخدم فيها الصواريخ صواريخ 107 ملم تطلق من شاحنات، مضيفا أن الميليشيات الموالية لإيران، لجأت الى استخدام الطائرات المسيرة على غرار أسلوب "الكاميكازي" الذي يستخدمه الحوثيون في اليمن وحماس في غزة، وصارت تستهدف اربيل والقوات الامريكية في منشآت مختلفة وحتى منزل رئيس الحكومة.
وذكّر التقرير بان وكالة تسنيم الإخبارية الايرانية اشارت الى انه تم استخدام ست طائرات مسيرة في الهجوم الجديد، وان "أحرار سنجار" هي التي نفذت الهجوم، حيث أورد التقرير تهديدا يقول "لقد حذرنا من عواقب غزو تركيا المستمر للعراق وملاذاتها الآمنة".
وتابع التقرير ان وسائل الاعلام الايرانية كثيرا ما تتناول مثل هذه الاحداث عندما تكون مرتبطة بجماعات موالية لإيران وتتلقى البيان الاعلامي مباشرة من الجماعة المسلحة، مشيرا إلى أن الجماعات الموالية لإيران في العراق، تصطنع أسماء مزيفة جديدة لها بحيث لا يمكن استهداف "المجموعة" الجديدة لأنها قد لا تكون موجودة، وإنما هي بديل لجماعة أخرى موجودة بالفعل.
وتناول التقرير منشورات على الانترنت تتحدث عن ان الهجوم جاء ردا على "الاحتلال" التركي والعمليات العسكرية، وأن الهجمات الانتقامية ستستمر، مضيفا أن بعض من ينشرون مثل هذه التقارير هم من الموالين لإيران وكتائب حزب الله في العراق، بينما ربطت إحدى المنشورات اسم الجماعة بالأقلية الإيزيدية حيث ان بعض الايزيديين ينتمون إلى وحدات مقاومة سنجار التي سبق لتركيا أن هاجمتها سابقا حيث تقول أنقرة إنها مرتبطة بحزب العمال الكوردستاني.
واضاف ان التقارير التي تتحدث عن تنسيق يجري بين الحشد الشعبي وحزب العمال الكوردستاني تعود إلى عدة سنوات، وتزايدت بعد دخول الجيش العراقي الى سنجار، حتى أن أنقرة قالت في ديسمبر / كانون الأول العام 2020 أن أعضاء من حزب العمال الكوردستاني التحقوا بصفوف الحشد الشعبي، مذكرا بأنه في أواخر العام 2021 ، جرى إرسال ثلاثة ألوية من وحدات الحشد الشعبي، الوية 21 و 14 و 33 ، الى سنجار في ظل التوترات مع تركيا، ووحدة اخرى من الحشد تضم الايزيديين.
وسائل اعلام ايرانية
واعتبر التقرير الإسرائيلي؛ أن "اللافت في أنباء الهجوم على القاعدة التركية هو مدى تركيز وسائل الإعلام الإيرانية على الهجوم والاحتفاء به"، مشيرا الى ان وكالة "إرنا" الإيرانية تقول إن على تركيا أن تتوقع المزيد من الهجمات، وتتحدث تقارير اخرى عن كفاءة الطائرات المسيرة ودقتها الكبيرة.
ويخلص التقرير إلى أن وسائل الإعلام الايرانية تدعم هذه مثل هذه الحملات، وأنه بينما تتناول وسائل الاعلام الكوردية التوترات بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا، فان وسائل الاعلام الايرانية تسلط الضوء على واقع أن تركيا "تحتل" شمال العراق، وأن ذلك يثير غضب بغداد منذ عدة سنوات.
وتتحدث وكالة "ارنا" مثلا عن أن "تواجد الجيش التركي في عمق العراق وانشاء اكثر من 40 قاعدة على الأراضي العراقية، ما يثير حساسية كبيرة لدى مختلف الجماعات العراقية، وخاصة جماعات المقاومة العراقية، بالاضافة الى الهجمات التي تشنها المروحيات والمقاتلات والطائرات المسيرة التركية على شمال العراق، وخاصة على دهوك، باعتبار أن قوات حزب العمال الكوردستاني تتمركز هناك، وهو ما وفر ذريعة لأنقرة للاستمرار بهجماتها".
وختم التقرير؛ بالقول إن القاعدة العسكرية في بعشيقة "أصبحت نقطة اشتعال، كما أن تركيا قلقة من الرد المباشر على العناصر الموالية لإيران، فيما يبدو أن تحول سنجار الى موقع اشتباكات جديدة بين الجيش العراقي والايزيديين، يجعل من المشكوك فيه ما اذا كانت ايران ستعمل بعد ذلك الى جانب الجماعات الايزيديين في سنجار او الجماعات التابعة لحزب العمال الكوردستاني لمهاجمة القاعدة التركية".
ورجح التقرير؛ أن الجماعات الموالية لايران التي شاركت في استهداف قاعدة بعشيقة في السابق، استخدمت الطائرات المسيرة التي استخدموها ضد القوات الامريكية واربيل وغيرها لمهاجمة القاعدة التركية، وقد يكون إنشاء مجموعة جديدة تسمى "احرار سنجار" هو مجرد ذريعة لهم لمهاجمة تركيا، بدعوى الرد على هجمات تركية أخرى.
وتابع التقرير "ان قيام أنقرة بتعبئة وسائل إعلامها لتحميل المسؤولية لحزب العمال الكوردستاني، يمثل طريقة اسهل بالنسبة لانقرة من لوم إيران نفسها".
وختم بالقول "وهكذا يصبح العراق ساحة معركة بالوكالة"، مشيرا الى ان "احتفاء وسائل التواصل الاجتماعي الموالية لإيران بالهجوم على القاعدة التركية، يشير الى وجود زاوية نظرة مفيدة لإيران بطريقة ما".
ترجمة: وكالة شفق نيوز