في ذكراها الـ153.. السلطة الرابعة تحتفي بعيدها وسط "انتهاكات مستمرة" وشكوى نسائية مضاعفة
شفق نيوز / تحتفل الصحافة العراقية في الخامس عشر من حزيران من كل عام بعيدها الوطني الذي يتزامن مع صدور أول صحيفة عراقية (زوراء) في عام 1869، وفيما يوضح صحفيون ومراصد متخصصة "الانتهاكات" التي يتعرض لها أبناء المهنة "مجتمعياً وقانونياً وأمنياً"، توضح نساء صحفيات نوعاً آخر من الانتهاكات ضدهن بحجة "العادات والتقاليد".
إنتهاكات مستمرة
ويقول رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية هادي جلو مرعي لوكالة شفق نيوز إن "عيد الصحافة يمكن أن يكون دافعاً لتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة بحق الكوادر الصحفية والتي تأخذ أوجهاً متعددة منها ما كان في السابق إبان فترة تنظيم (داعش) الإرهابي وعمليات القتل التي وقع ضحيتها العديد من الصحفيين، وكذلك حالات التضييق ومصادرة المعدات والمحاكمات التي نشهدها حالياً بالإضافة إلى الدعاوى القضائية ضد الصحفيين من قبل جهات رسمية وجهات محلية مرتبطة بمؤسسات رسمية وغير رسمية تتعلق بحرية التعبير والانتقادات كذلك التهديدات التي تطال الصحافيين بسبب نوع الآراء التي يقومون بطرحها".
وأضاف مرعي أن "جهود نقابة الصحفيين للتقليل من هذه الانتهاكات كانت كثيرة حيث يتعرض 75% من الاسرة الصحفية الى انتهاكات مستمرة يضاف اليها دعاوى قضائية وصلت العام الحالي الى 20 دعوى"، مبينا أن "الأسرة الصحفية في بغداد هي الأكثر تعرضاً لهذه الانتهاكات بعدها المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط".
حقوق الانسان
من جهتها طالبت العضو السابق في مفوضية حقوق الإنسان فاتن الحلفي عبر شفق نيوز، أن "تكون هناك حماية حقيقة من الحكومة للصحفي العراقي من ناحية حرية النشر والوضع الأمني والمشاكل التي تتعرض لها الكوادر، بالإضافة الى ضرورة توفير الحماية القانونية والأمنية وتوفير ابسط مستلزمات الحياة الكريمة".
صعوبات جمة
بدوره يكشف الصحفي سعد منصور من محافظة نينوى عن أبرز الصعوبات التي تواجه المنضوين تحت قبة الصحافة قائلا " أجد أحياناً صعوبة في استحصال المعلومة حتى وان كفلها الدستور إلا أنها تبقى مرهونة بالحصول على موافقات امنية قد تمنع إكمال المادة الصحفية أو عدم الخوض بتفاصيلها أبداً".
ويضيف منصور في حديث الى وكالة شفق نيوز أن "هناك من يمارس المهنة بخوف مستمر حيث يجب ان يحصل على ما يحتاج اليه دون ان يراه منتسب أمني أو عنصر في الجيش، الامر الذي قد يقود أحيانا إلى قطع الأمل بإكماله المادة".
للنساء في الصحافة باع طويل
وعلى الرغم من أن للنساء في الصحافة بصمات مميزة وباع طويل الا ان ذلك لا يعني بالضرورة ان الصحفيات يمارسن دورهن دون معاناة حيث ترى الصحفية من النجف براء الموسوي ان "العادات والتقاليد وعدم تقبل المجتمع لفكرة عمل المرأة وخاصة في شاشات التلفاز يعد مبرراً لممارسة العنف اللفظي تجاه والذي قد يتطور أحياناً الى الجسدي حين سحب أحد المارة الميكروفون قائلاً : لا يجوز للنساء الظهور في التلفاز".
ويوافق اليوم ذكرى عيد الصحافة العراقية في وقت لا يزال فيه العراق من اشد البلدان خطرا على العمل الصحفي حيث قضى المئات من العاملين في هذا الحقل على مدى العقد المنصرم.
وينص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 59 لسنة 1946 ((أن حرية تداول المعلومات من حقوق الإنسان الأساسية )),وجاء الإعلان العالمي لحقوق الانسان لعام 1948 أيضا ويؤكد حرية الرأي والتعبير، والحق في الإعلام والصحافة, إذ نصت المادة 19 منه ((لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة ,وفي التماس الانباء والافكار وتلقيها ونقلها الى الآخرين ,بأي وسيلة ودونما اعتبار للحدود الجغرافية)).