في الموصل.. مرضى "الثلاسيميا" يواجهون "شح الدواء" بالانتظار
شفق نيوز/ داخل قاعة صغيرة في مدينة الموصل، يجتمع عشرات المصابين بالثلاسيميا كل يوم للخضوع لعملية نقل الدم، بسبب إصابتهم بهذا المرض المزمن والخطير.
وبحسب احصائية لوزارة الصحة العراقية في العام 2019 فأن هناك نحو 22 ألف مصاب بمرض "الثلاسيميا" في العراق.
ويقول حازم صالح وهو شاب مصاب بالثلاسيميا لوكالة شفق نيوز؛ إن وضع مرضى الثلاسيميا في الموصل قد اصبح صعب جدا في الاونة الاخيرة وهم بحاجة الى الدعم المادي، فهؤلاء المرضى يحتاجون الى الرعاية والخضوع لعملية نقل الدم كل اسبوعين.
ويلفت صالح إلى أن هذه الزيارات تكلف عوائل المرضى مادياً وبعضهم لا يجد حتى مبالغ وسائط النقل، خصوصاً وان غالبية المصابين هم من ابناء القرى والارياف.
ويشير إلى نقص عقار الدسفيرال وهي عقاقير يتعاطاها المرضى لتخفيف نسبة الحديد في دم المصابين والذي يشكل ارتفاعه خطورة كبيرة على حياتهم.
ويبين صالح؛ إنهم يعانون منذ فترة من نقص هذا العلاج وهو غير متوفر في السوق السوداء وحتى ان كان متوفراً فثمنه مرتفع جداً ولا يستطيع المرضى شراءه.
وتشهد مستشفى ابن الاثير بالجانب الايسر من الموصل حملة للاعمار مما تسبب هذا الأمر باستخدام موقع بديل فيه قاعة واحدة لاستقبال المرضى في ظل تفشي فيروس كورونا.
وبحسب الاحصائيات الرسمية فإن نينوى فيها 1260 مصاب بالثلاسيميا، بينهم 900 مريض يراجعون بصورة مستمرة بحسب ما قاله الدكتور مدين فوزي آل غرير.
ويوضح آل غرير في حديث لوكالة شفق نيوز؛ ان مشكلة علاج مرضى الثلاسيميا انه تخصصي وغير متوفر في المذاخر الاهلية والصيدليات، كما أن هناك بعض النقص في مادة الديسفرال التي تعتبر مادة فعالة في إذابة الحديد وتخفيف نسبته في دم المصابين الذين ينتظرون على أمل وصول الدسفيرال في الفترة القادمة.
أما محمد فرحان وهو والد لثلاثة مرضى مصابين بالثلاسيميا يقول؛ إن الدعم لهم معدوم بشكل كامل وهم بحاجة الى دعم مادي من اجل ان يستطيعوا رعاية هؤلاء المرضى، مطالبا الحكومة المحلية بأن تخصص لهم و لعوائلهم مبالغ مالية من أجل أن يستطيعوا الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية لهم خصوصاً ان الموضوع غير متعلق بيوم او يومين انما على طول العمر وهذا يرهق كاهلهم.
وأشار فرحان في حديثه لوكالة شفق نيوز؛ الى وجود العديد من العوائل التي لا تستطيع جلب مرضاها الى المستشفى بصورة منتظمة وذلك لعدم امتلاكهم مصاريف النقل وهذه معاناة حقيقية خصوصاً وان الكثير من ذوي المرضى حالتهم المادية صعبة.
وينتج مرض الثلاسيميا عن خلل وراثي انحلالي، يؤدي إلى نقص حاد في إنتاج بروتينات خاصة في الدم تسمى الغلوبين، وهي المكون الرئيسي للهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء.
ومادة الهيموغلوبين مسؤولة عن حمل الأوكسجين من الرئتين إلى مختلف أجزاء الجسم، وبالنتيجة يؤدي نقص الهيموغلوبين إلى فقر الدم (أنيميا)، وتكسر سريع في خلايا الدم الحمراء، ونقص كمية الأوكسجين التي تصل أجزاء الجسم المختلفة.
ويؤثر مرض الثلاسيميا على عمر خلايا الدم الحمراء، حيث تحصل طفرة في مكونات الهيموجلوبين، ما يؤدي إلى تكسر هذه الخلايا.
ويحاول الجسم تعويض النقص عن طريق زيادة التكاثر وبالتالي تصبح كثير من عظام الجسم مصنعا للنخاع العظمي، ما يؤدي إلى انتفاخ جمجمة الرأس وتضخم الطحال والكبد.