فقدت 11 فرداً من عائلتها.. مرح الموصلية قصة ألم ممزوجة بحلم

شفق نيوز/ بمشهد يعتليه الحزن والحسرة تقف "مرح شهاب" ذات الاربعة وعشرين ربيعاً قرب احدى اللوحات التي رسمتها وعرضتها في معرض فني اقيم داخل كلية الفنون الجميلة بجامعة الموصل.

وخلف هذه اللوحة قصة ألم تريد مرح الحديث عنها وتحكي من خلالها الوجع والحرمان اللذين تعيشهما بعد ان فقدت 11 فرداً من عائلتها في معركة تحرير الموصل قبل اربع سنوات.

تتحدث مرح لمراسل وكالة شفق نيوز، عن قصتها وتقول "كانت حياتي طبيعية واعيشها مثل اي فتاة اخرى مدللة وسط عائلتها وانا احب الرسم وقد بدأت بالرسم عندما كنت في المتوسطة لكن ما إن احتل الارهاب الموصل حتى توقفت الحياة".

وكانت مرح تشير إلى اجتياح داعش لمناطق شاسعة في شمالي وغربي البلاد شملت ثلث مساحة العراق بينها الموصل، وهي ثاني أكبر مدينة بالعراق بعد العاصمة بغداد.

لحظة  الحرية.

تقول مرح انها كانت تنتظر مع أفراد عائلتها داخل منزلهم في حي السكر لحظة وصول القوات العراقية لتحريرهم وتخليصهم من الاسر عام 2017.

وبينما كانت مرح وعائلتها يعيشون لحظات ممزوجة مابين الامل بالحرية والخوف من ازيز الرصاص واصوات الانفجارات حتى تغير كل شيء في لحظة وتهاوى المنزل فوق مرح وعائلتها بقصف جوي عنيف واصبح المنزل اشبه بالقبر الذي انطبق عليهم.

وبعد محاولات عديدة نجحت مرح في سحب والدتها واختها فقط من بين الانقاض وبقي جميع افراد عائلتها  يعيشون ساعات الموت البطيئة حتى فارقوا الحياة وتوفي على اثر هذا الحادث  11 فرداً من عائلتها.

واصيبت مرح بجروح بسيطة فيما فارقت اختها الحياة بعد انتشالها من تحت الانقاص اما والدتها فقد اصيبت بشظية في بطنها وتلقت العلاج بعد ذلك لكن تعاني من فقدان السمع بدرجة جزئية وفقدت النظر باحدى عينيها بعد ان استقرت بداخلها احدى الشضايا الصغيرة.

عودة إلى الهواية

عادت مرح للرسم وتحاول اليوم ان تنسى ماحدث لكنها تقول، إن "هذا الامر صعب جداً كيف ان ابي الذي كان سندي في الحياة واختي الصغيرة التي كنت انتظرها تكبر يوما بعد يوم لتكون صديقتي التي تشاركني تفصيل حياتي".

وتضيف، "احاول اليوم من خلال الرسم ان احكي قصتي وان اضع الوجع والفقد والحرمان الذي اعيشه في اللوحات التي ارسمها، اريد ان اصرخ من خلال فرشاة الرسم، فانا لا استطيع البكاء في المنزل امام والدتي لانها مريضة ولانستطيع التأثير على حالتها النفسية".

وتتابع "احاول كتمان كل شي من اجلها ومن اجل اخي الذي ترك دراسته وتحطم مستقبله من اجل ان اكمل دراستي انا ومن اجل ان يوفر تكاليف العلاج لوالدتي . وهذه هي قصتي مع الحرب والحرية".