عملا بمبدأ "الطرد اكثر رحمة".. الكورد يطردون عشرات الموالين لداعش

عملا بمبدأ "الطرد اكثر رحمة".. الكورد يطردون عشرات الموالين لداعش
2015-06-27T15:32:12+00:00

شفق نيوز/ ساعد أربعة رجال بعضهم البعض في تسلق الجانب الآخر من خندق إلى أرض فضاء بين خطوط المواجهة داعش والقوات الكوردية في العراق وهم يخشون ما ينتظرهم إلا أنهم لا يستطيعون العودة.

ووفقا لرواية أحد الرجال ويدعى أبو مهند تقدم الأربعة تحت أشعة الشمس الحارقة وهم يناورون الألغام الأرضية إلى أن وصلوا بعد ذلك بساعات لحدود المناطق التي يسيطر عليها داعش.

وكان الأربعة بين عشرات -يقول عرب في المنطقة إنهم مئات - أغلبهم من العرب السنة الذين جرى إبعادهم من مناطق واقعة تحت سيطرة القوات الكوردية في الشهور الأخيرة للاشتباه في تعاطفهم مع تنظيم داعش في إجراء يقول بعض العرب إنه يخلق حالة من الاستقطاب العرقي الخطير في مناطق استعادوا السيطرة عليها من المسلحين.

وقال أبو مهند عبر الهاتف "قام الكورد بنقلنا بالسيارات إلى خط المواجهة ثم طلبوا منا الذهاب إلى داعش... نزلنا من السيارة وأعطوا لكل منا زجاجة مياه وذهبنا".

وينفي أبو مهند انه عضو أو متعاطف مع داعش ويقول إنه طرد من قريته بعد اعتقاله لثلاثة أسابيع دون أي وسيلة لتبرئة نفسه.

وأضاف "المسألة لا تتعلق بالتهمة أو البراءة فهم يريدون تحويل المنطقة إلى منطقة كوردية لأنفسهم"، وفق ما نقلت عنه وعن غيره في تحقيق اطلعت عليه شفق نيوز.

وبالرغم من أن حجم عمليات الطرد هذه من المناطق الكوردية لم يتضح إلا أن رويترز افادت بانها تحدثت مع أربعة أشخاص جرى ترحيلهم بشكل منفصل من منطقتي سنجار وزمار وبعضهم في مجموعات من أكثر من عشرة. وتحدث أقارب وأصدقاء لآخرين طردوا أيضا عن أن هذه الممارسة واسعة الانتشار.

وأكد مصدران أمنيان كورديان في المنطقة وقوع حالات طرد ولكنهما وصفا هذه الممارسة بأنها محدودة.

وقال مصدر في المخابرات الكوردية في المنطقة إن الطرد إجراء "وقائي" وقال إن سبب عدم إجراء محاكمات أولا لمن يشتبه في تعاطفهم مع داعش هو أنه لا يوجد قانون قائم يمكن محاكمتهم بمقتضاه.

وأضاف أن 50 شخصا تقريبا طردوا وكلهم كان يمكن أن تصدر عليهم أحكام بالسجن لفترات طويلة إذا كانت هناك طريقة لإدانتهم. وتابع "الطرد أكثر رحمة".

ورفض متحدث باسم مجلس الأمن الكوردي في المنطقة التعليق على "مزاعم ليس لها أساس" بأن مشتبها بهم جرى طردهم على الفور ولكنه أضاف "أوضحنا أننا لن نتسامح مع أي أنشطة لتنظيم الدولة الإسلامية أو أعوانه أو المتعاطفين معه في مناطقنا".

ويستخدم تنظيم داعش العنف الشديد في جميع أنحاء المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا لكن سيطرته على سنجار وزمار في العراق كانت دموية حتى وفقا لمعاييره.

وتضم المنطقة سكانا ايزيديين وهم افراد طائفة دينية كوردية قديمة يرى المتشددون أنهم من الوثنيين الذين يجب إبادتهم. وقالت الجماعة المتشددة إنها ستقتل كل الايزيديين البالغين من الرجال الذين لم يقبلوا اعتناق الإسلام وإنها ستستعبد النساء والفتيات.

وقتل آلاف الأشخاص واغتصبت آلاف النساء. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن هناك احتمالا لحدوث إبادة جماعية لتبرير شن حملة ضربات جوية مازالت مستمرة إلى الآن ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وعلى الرغم من أن كثيرا من مسلحي داعش أجانب تمكنت الجماعة المتشددة من اجتذاب بعض المجندين المحليين ويرجع ذلك جزئيا إلى تصوير نفسها كمنقذة للأقلية من العرب السنة في العراق الذين يعتقد كثيرون منهم أنهم تعرضوا للتهميش.

وفي نهاية المطاف طردت قوات الأمن من إقليم كوردستان العراق مسلحي داعش من المنطقة في ديسمبر كانون الأول في هجوم مضاد حظي باشادة واسعة ومنذ ذلك الحين أكد المسؤولون الكورد على المصالحة في المقام الأول.

وفي وقت سابق هذا العام دعا مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان شيوخ العشائر العربية السنية من سنجار وزمار لمناقشة المستقبل.

وقال لهم بارزاني إن الذين يرتكبون الجرائم يجب أن يدفعوا الثمن لكن بطريقة قانونية وإن الذين لم يرتكبوا جرائم يجب ألا يدفعوا ثمن جرائم الآخرين.

وبعدما انتهت كلمة بارزاني أشاد الشيوخ بالزعيم الكوردي وتعهدوا بالتخلي عن افراد عشيرتهم الذين تعاونوا مع تنظيم داعش. وقدم أحدهم جوادا هدية للبارزاني.

ويقول مسؤولون كورد إن معظم المتشددين قتلوا أو فروا من المنطقة بعد استعادة السيطرة عليها لكن يبقى بعض أنصار داعش ويجب التعامل معهم.

وتشكلت لجان تجوب القرى لتدوين احتياجات السكان وأيضا لوضع قوائم بأسماء الأشخاص المشتبه في تعاونهم مع داعش.

وقال أحمد خلف وهو ممثل عربي بإحدى اللجان "ليس عددا صغيرا." وجمعت اللجان قائمة باسماء حوالي 500 مشتبه به من 76 قرية.

واعترف خلف بأنه في بعض الأحيان يمكن اعتقال أشخاص بالخطأ بسبب تلفيق المخبرين للاتهامات لتصفية حسابات شخصية. وقال إنه لم يتم طرد سوى عدد قليل من الأشخاص وبشكل مؤقت.

ويقول بعض العرب إنهم يعتقدون أن تهديد تنظيم داعش يستخدم كذريعة لطردهم من الأراضي المتنازع عليها والتي يطالب الكورد بضمها للاقليم.

وقال رجل عربي طلب عدم نشر اسمه خوفا من الانتقام إن بعض الناس الذين كانوا سعداء برؤية طرد المتشددين سيرحبون بهم إن عادوا الآن.

وقال أحد أولئك الذين طردوا من منطقة زمار مع مجموعة من حوالي 20 شخصا وهو تاجر سلع استهلاكية يبلغ من العمر 41 عاما "حالما تنتصر الدولة الإسلامية بإذن الله سوف نعود لديارنا".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon