عقبات جمة تصدم صحافيي الاقتصاد في العراق وشكاوى عن "شح" المعلومات
شفق نيوز/ تناول موقع "دويتشه فيله" الألماني تحديات عمل الصحفيين الذين يغطون القضايا الاقتصادية في العراق، وهو ما يعتبر ضروريا من اجل شرحها للعراقيين ومن اجل دعم القضايا الإصلاحية في بلدهم.
وتحدث التقرير الالماني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، عن تجربة الصحفية العراقية الكوردية زيران محمد امين التي كانت في التاسعة من عمرها، عندما غزت القوات الامريكية وحلفائها، العراق، والتي قالت، إنه "برغم الدمار الذي ألحقته الحرب ببلدها الا انها هي وعائلتها عاشوا بطريقة ما "حياة طبيعية" لا تتسم بالاضطراب".
لكن احداث الحرب الدرامية تركت اثارها الدائمة على الصحفية أمين وشعرت بالاضافة الى ذلك باهتمامها بالتاريخ، وهو ما جذبها نحو الصحافة، وبدأت في العام 2013، العمل في "راديو دنغ" في اقليم كوردستان، الى جانب مساهمتها بكتابة تقارير لجريدة "نوزين" في اربيل. وفي العام 2017، كانت بمثابة مشرفة في الجريدة، وانخرطت في ندوات محلية للاطلاع اكثر على كيفية تغطية النزاعات وكتابة المقالات والتقارير حول الانتخابات والصحافة الجندرية.
ونقل التقرير عن زيران امين قولها، "هناك الكثير من القصص خاصة تلك المتعلقة بالحياة اليومية للعراقيين، مثل الضرائب". ولفت التقرير الى ان "زيران امين بدأت بالتركيز على اعداد التقارير الاقتصادية، ثم شاهدت منشورا على "فيسبوك" يتعلق ببرنامج لتدريب صحافيي الاعمال تنفذه "اكاديمية دوتشيه فيله "، بالتعاون مع مشروع تطوير القطاع الخاص وتعزيز الوظائف في العراق والتابع للوكالة الالمانية للتعاون الدولي.
ولفت التقرير الى ان برنامج "صحافيو الاعمال من اجل التغيير" الذي يستغرق 6 شهور، بدأ في ايلول/سبتمبر، وهو ينفذ ما بين اربيل وعبر الانترنت، ويركز على برامج متعلقة بمبادرات الاصلاح الاقتصادي وطرح حلول لبعض القضايا المالية في العراق.
واشار الى ان زيران امين تعتبر واحدة من 12 صحفيا جرى اختيارهم من بين 80 شخصا تقدموا للبرنامج من كافة انحاء العراق، حيث يتعلم المتدربون فهم القضايا الاقتصادية المعقدة والتنمية المستدامة واعداد تقارير تتميز بالدقة حولها.
ونقل التقرير عن مدير مشروع "اكاديمية دوتشيه فيله" في العراق سلام عمر وهو المدرب الرئيسي في البرنامج، قوله إن "هذا البرنامج يعلم المشاركين كيفية الصحافة الموجهة نحو الحلول، بالاضافة الى المنهجية القائمة على الحلول لاعداد تقرير عن مبادرات الاصلاح الاقتصادي في العراق".
وتابع التقرير ان "المشاركين الـ12، استكملوا اعداد تقييمات للاحتياجات من اجل تطوير البرنامج وابراز نقاط القوة والتحديات التي يواجهونها، حيث اشاروا الى رغبتهم في فهم قطاع النفط بشكل افضل بالاضافة الى قضايا الميزانية والمشاريع الاستثمارية والاسواق المالية الاقليمية، والتعلم حول صحافة البيانات وجمع الاخبار".
ولفت التقرير الى انه "من بين الجوانب المثيرة في البرنامج هو انه يجمع بين الصحفيين العراقيين والكورد وتدريس الدورات باللغتين العربية والكوردية". واضاف التقرير ان الصحفي من بغداد محمد سعد حكمت، بدأ مسيرته الصحفية في نفس عمر زيران امين، وذلك بعيد تخرجه من كلية دجلة الجامعية في العام 2015، مشيرا الى انه كتب تقارير عن السياسة والاقتصاد للصحف ومحطة اذاعية، بينما صقل مهاراته كمصور وكمصور فيديو، وهو يعتبر ان تغطية اخبار الاعمال بشكل مسؤول، مسألة بالغة الاهمية من اجل الاصلاحات الديمقراطية في العراق.
ونقل التقرير عن حكمت قوله، إن "التقارير الاقتصادية الاكثر اهمية هي تلك المتعلقة بقطاع الطاقة"، مضيفا ان "العراقيين مهتمون بذلك ايضا، بسبب الايرادات والوظائف التي يمكن ان توفرها للشباب".
لكن حكمت اشتكى من ان "الحصول على الاحصائيات في العراق يكاد يكون امرا مستحيلا، بالاضافة الى تعقد الارقام الاحصائية بشكل عام"، وهو ما ايدته زيران امين مشيرة الى ان "صحافة الاعمال اقل جاذبية بالنسبة الى العديد من الصحفيين لانهم ليسوا متخصصين في هذا المجال، الى جانب ان هناك نقصاً في الشفافية حول قضايا مثل الضرائب والايرادات".
لكن امين ختمت بالقول، إن "منهج الصحافة البناء مفيد بشكل خاص، وانا حاليا لم اعد انظر فقط الى المشاكل، وانما ايضا الى الحلول".