"عرائس داعش".. من الدعارة إلى القيادة
شفق نيوز/ شغلت نساء تنظيم داعش، اللواتي أُطلق عليهن لقب "عرائس داعش" الكثير من الباحثين والخبراء في مجال دراسة التنظيمات المتطرفة، بقصد فهم أفضل لظاهرة وجود النساء داخل هذا التنظيم المتطرف.
ومن الصحافيات اللواتي حاولن فهم الظاهرة، الصحافية الجزائرية ناهد زرواطي مراسلة قناة الشروق نيوز الجزائرية.
فقد عادت زرواطي مؤخرا من ليبيا التي تحولت إلى بؤرة للتوتر، بفكرة أن التنظيم لا يزال ناشطا في ليبيا، وما زالت هناك معسكرات تدريب ومناطق تحت سيطرته، حسب قولها.
أرادت زرواطي فتح ملف "عرائس داعش"، أو "العلبة السوداء"، كما وصفتهن في مقابلة مع "موقع الحرة".
عملت زرواطي أكثر من ست سنوات على ملفات متعددة في ليبيا، وهي الآن بصدد عمل فيلم وثائقي عن نساء داعش، قالت إنه سيرى النور قريبا.
داعش بين المشرق العربي ومغربه
لم يكن سهلا دخول زرواطي إلى مدينة سرت الليبية التي كانت تعتبر معقلا للتنظيم، ولكنها تمكنت من إجراء مقابلات مع "داعشيات" تدربن على أيدي ضباط في الجيش العراقي السابق وحتى الجيش المصري، حسب قولها.
ويعتمد التنظيم في بلدان المغرب العربي، على استغلال النساء الأفريقيات من بلدان مثل نيجيريا والسنغال وغيرهما للقتال في صفوفه، ويمكنهن من الوصول إلى مواقع قيادية.
وترى زرواطي أن شبكات التجنيد تنشط على نحو سري داخل بلدان المغرب العربي، وتكمن مهمتها في "استقدام أكبر عدد من النساء وتوفير وسائل نقلهن من أمام منازلهن" إلى مناطق الصراعات لاستخدامهن في مهام عديدة كسجانات وجلادات أو الجنس أو العمليات الانتحارية أحيانا.
ألغاز الالتحاق بالتنظيم
وتتعدد أسباب التحاق النساء بالتنظيم المتطرف، فإلى جانب انخداع بعضهن بدوافع دينية، تلعب السياسة وانعدام الحريات في بعض البلدان دورا كبيرة في جعل هؤلاء النسوة صيدا سهلا لعناصر داعش.
والنقمة على النخب السياسية الحاكمة، عامل مهم في هذا المضمار، حسب زرواطي.
وفي المجال الاجتماعي، تشير زرواطي إلى دور الأفلام الدعائية التي يبثها التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي في إيهام بعض النسوة بإمكانية حل المشاكل التي يعانين منها.
"هناك العنوسة التي تقابلها فيديوهات للتنظيم يعرض خلالها شبابا جهاديين وسيمين يخيل للفتاة أنه فارس أحلامها".
وما أثار انتباه زرواطي في بحثها عن خبايا نساء داعش " التونسيات الموجودات بشكل رهيب جدا داخل التنظيم"، مبينة أن المهام القيادية تناط بهن مثل "إدارة السجون ومضافات السبايا وتطبيق العقوبات على النساء الأخريات".
وتقول زرواطي إن "أكبر نسبة من التونسيات (اللواتي التحقن بتنظيم داعش) كن مستقدمات من شبكات الدعارة، نساء وجدن المقابل المادي والزوج الذي قد لا يحظين به في بلدانهن"، مضيفة أن انتماءهن إلى التنظيم وحصولهن على القوة يعني لهن انتقاما "من مجتمع كان يضطهدهن لكونهن بنات ليل".
حرقهن أحياء كتما للأسرار
إن "الحقائق الأكثر خطورة" التي كشفت عنها وثائق حصلت عليها الصحافية الجزائرية خلال رحلتها إلى ليبيا، تؤكد قيام التنظيم بحرق نساء وهن أحياء بسبب امتلاكهن معلومات خشي التنظيم وصولها إلى السلطات في حال تم اعتقال تلك النساء.
"ولهذا أقول إن نساء داعش هن العلبة السوداء، الأسرار التي يحملنها جعلت البغدادي يأمر بحرقهن أحياء عوض إلقاء القبض عليهن واعترافهن بأمور سرية".
ترى زرواطي أن منطقة المغرب العربي قد تعاني أمنيا في المستقبل، بسبب عوامل منها شبكات التجنيد التي لا تزال تنشط داخل دول المنطقة، والتي غالبا ما يكون أعضاؤها من النساء المتطرفات.