"طريق بغداد".. هل يقود لطي صفحة "الكراهية الطائفية المكلفة"؟

"طريق بغداد".. هل يقود لطي صفحة "الكراهية الطائفية المكلفة"؟
2021-05-13T18:21:09+00:00

شفق نيوز/ وصف موقع "جي زيرو" التابع لمعهد "يوروآسيا" الاميركي الذي يتخذ من نيويورك مقرا له، الخصومة السعودية – الايرانية بانها من بين اكثر الصراعات مرارة ودموية على مستوى العالم، وان الطرفين تنافسا على النفوذ الطائفي والاستراتيجي في انحاء الشرق الاوسط. 

وتحت عنوان "هل بامكان السعودية وايران ان يصبحا صديقين حقا؟"، اشار الموقع الاميركي في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان السعودية وايران خاضتا حروبا بالوكالة اشاعت الفساد في لبنان والعراق وسوريا واليمن وغيرها. 

لكن الان، يبدو ان الخصمين القديمين ربما يتطلعان الى وسائل تصحيح الامور، بحسب الموقع الذي اشار الى المحادثات التي تم نفيها في البداية ثم تأكيدها، والتي عقدت بين الطرفين في العراق والتي تسعى الى تحقيق انفراج بينهما. 

كما ذكر بتصريحات ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مؤخرا الذي دعا الى علاقات جيدة مع ايران، وهو ما اعتبره الموقع الاميركي بمثابة تغيير هائل منذ العام 2018 عندما شبه مرشد الجمهورية الايرانية علي خامنئي بانه أسوأ من الزعيم الألماني هتلر. 

وللتدقيق في اسباب هذا التحول، اشار الموقع الى واشنطن كأحد الاسباب، مضيفا ان السعوديين قلقون من ادارة الرئيس جو بايدن. ونقل عن محرر نشرة متخصصة بالشؤون السعودية احمد العمران قوله ان السعودية لم تعد تتوقع الدعم نفسه الذي كانت تتلقاه ايام دونالد ترامب. 

ومنذ مجيئه الى الحكم، قام بايدن بوقف الدعم الاميركي للحرب السعودية على الحوثيين اليمنيين المدعومين من ايران، وانتقد سجل السعودية في مجال حقوق الانسان، واطلق حملة دبلوماسية واسعة من اجل احياء الاتفاق النووي الايراني، وهو شيء لطالما عارضه السعوديون. 

كما ان بايدن دفع باتجاه تخفيف الانخراط الاميركي في الشرق الاوسط، وهو ما دفع السعوديين بحسب الموقع الاميركي، الى السعي للبحث عن تسوية مع خصومهم الاقليميين الاساسيين، مشيرا الى ان المبادرة السعودية تجاه ايران، تأتي بالترافق مع مبادرات تجاه سوريا وتركيا ايضا. 

ومن وجهة النظر الايرانية، فان تخفيف التوترات مع السعودية، من شأنه ان يهدئ معارضة الرياض لاحياء الاتفاق النووي الايراني. وبحسب العمران، فان ذلك قد يؤدي الى فتح الابواب امام علاقات اقتصادية اوسع مع العالم العربي بعد ان يتم التوصل الى اتفاق جديد على الرغم من الشكوك الاسرائيلية الكبيرة ازاء هذه التطورات. 

واشار الموقع الى ان العداوات مكلفة، فما من احد يعلم بالضبط كم انفقت ايران على دعم وكلائها والحكومات الحليفة في لبنان والعراق وغزة واليمن، ناهيك عن الدعم الكبير للرئيس السوري بشار الاسد، لكن الاموال طائلة بالتأكيد، وتشير بعض التقديرات الى انها تبلغ حوالى 15 مليار دولار سنويا. 

واعتبر الموقع ان هذا الامر ليس سهلا بالنسبة لاقتصاد ضربته العقوبات الاميركية بالشلل، مضيفا ان العديد من الإيرانيين يعلمون ذلك حيث انهم في العام 2018، خلال تظاهرات احتجاج على الفساد والوضع الاقتصادي، انتقد  بعض المتظاهرين طهران لانها تنفق على وكلاء بدلا من تلبية الاحتياجات الإيرانية وصدرت هتافات مثل "لا غزة، لا لبنان، لا سوريا". 

وتابع الموقع انه بالنسبة الى السعودية فانها قد ترغب أيضا في انفاق اموال أقل على الجوانب العسكرية لأنها تتطلع إلى تطوير اقتصادها كجزء من خطة ولي العهد الكبرى لتخليص المملكة من الاعتماد على عائدات النفط. واشار الى أن السعودية خفضت بالفعل نفقاتها العسكرية خلال السنوات الماضية، وهي تسجل تخفيضا بنسبة 4 % على الاسلحة. 

واوضح الموقع ان "تحسين العلاقات مع ايران من شأنه ان يخفف الضغط لشراء المزيد من الأسلحة". 

وخلص الموقع الى القول ان "الكراهية الطائفية مكلفة". ودعا الى الحذر في التوقعات من المحادثات السعودية-الايرانية، موضحا انها محادثات حذرة وأولية بين خصمين لدودين يكرهان بعضهما البعض منذ أكثر من 40 سنة. 

وتابع ان هناك الكثير من العبء في العلاقة، دينيا واستراتيجيا واقتصاديا، ولن يكون من السهل تجاوزها، وان اي تقدم سيكون هشا.

وختم بالقول "لكن كل طريق الى الانفراج، يبدأ من مكان ما، وربما يكون هذا طريق يبدأ في بغداد؟".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon