"ضربة الـ30 دقيقة".. الإعلام الأمريكي يصف "قصف بايدن" بـ"الرد المحدود": مهمة شبه مستحيلة

شفق نيوز/ وصفت قناة "سي ان ان" الامريكية الغارات التي نفذتها الولايات المتحدة تبدو حتى الآن أنها بمثابة "رد محدود نسبيا" على ما وصفته بأنه أسوأ خسارة في أرواح جنود الجيش الأمريكي في المنطقة منذ نحو 3 سنوات.

وبعد ساعات على الغارات التي وقعت بعد منتصف ليل الجمعة، قالت قناة "سي ان بي سي" الأمريكية، في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، ان المزيد من الغارات الامريكية متوقعة في الايام المقبلة، وان الضربات التي وقعت تساهم في تفاقم النزاع الإقليمي منذ اندلاع الحرب بين اسرائيل وحركة حماس. 

وبحسب تقرير "سي إن إن"، فانه كان من المفترض أن تبدو الغارات مدمرة، وأنه من المحتمل أن "الميليشيات الموالية لإيران ربما شعرت بذلك"، الا ان الضربات الجوية التي نفذت ليلة الجمعة ضد أكثر من 80 هدفا داخل العراق وسوريا كانت، حتى الآن، "ردا محدوداً نسبياً" على حادثة وقوع قتلى امريكيين، موضحا ان الغارات بعيدة عن الالم الاقصى الذي بمقدور البنتاغون انزاله. 

وتابع التقرير أن الغارات الامريكية كانت "قصيرة، حادة، لكنها لا تصدم"، مضيفا أن ما جرى "كان خيارا واضحاً ومحسوباً". 

واعتبر التقرير أن إدارة بايدن كانت بمواجهة "مهمة شبه مستحيلة" بحيث انه يتحتم عليها أن توجه ضربات بقوة كافية، وفي الوقت نفسه أن تضمن من قدرة الخصم على استيعاب الضربة من دون أن يرد في المقابل. 

وبينما قال التقرير ان واشنطن ظلت تتحدث عن ردها طوال أكثر من 5 أيام، حيث ظل كبار المسؤولين الأمريكيين يتحدثون عن طبيعة الهجوم وخطورته، بل وحتى اطلاق تلميحات حول الاهداف المنوي ضربها، اوضح التقرير انه من المرجح أن يكون هذا التحذير هدفه الحد من مخاطر حدوث سوء فهم، وربما أن تتمكن الميليشيات المستهدفة من تبديل مواقعها، والحد من وقوع الخسائر في الأرواح. 

وتابع التقرير انه "ربما كان الهدف من ذلك أيضا ضمان عدم حدوث خلط بينها حتى لا تظهر الغارات الامريكية على أنها فعل من جانب إسرائيل، الأمر الذي كان من الممكن أن يؤدي الى حدوث انتقام ضد الاسرائيليين ويثير مجازفة باندلاع دورة جديدة من التصعيد.

الى ذلك، ذكر التقرير أن الضربات الامريكية قد تكون بداية لسلسلة من الهجمات الواسعة النطاق على الميليشيات المدعومة من ايران، وان الغارات جاءت بعد قليل من مشاركة الرئيس بايدن بمراسم استقبال جثامين الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في الهجوم على القاعدة الامريكية في التنف.  

ولفت التقرير إلى أن الغارات الامريكية استمرت 30 دقيقة، مشيرا الى ان الإدارة الأميركية تحاول السير على نهج دقيق، اذ تسعى الى ردع ووقف الهجمات التي تتعرض لها قواتها، وفي الوقت نفسه تريد تجنب اندلاع صراع واسع النطاق مع إيران في المنطقة المضطربة بسبب الحرب المتواصلة بين اسرائيل وحماس في غزة.

ونقلت "سي إن إن" عن مسؤول في البنتاغون قوله إن قاذفات "بي-1" التي بامكانها اطلاق ذخائر دقيقة وغير دقيقة، شاركت في الضربات. 

وتابع التقرير، ان "الميليشيات المدعومة من إيران" هاجمت الامريكيين اكثر من 160 مرة منذ أكتوبر الماضي، بينما دعا العديد من النواب الجمهوريين الى توجيه ضربات داخل إيران نفسها لتوجيه رسالة واضحة لها، لكن المسؤولين الأمريكيين كانوا واضحين بان أي رد يجب ان يكون "متناسبا" بحيث لا يؤدي الى تصعيد الأوضاع في المنطقة. 

من جهتها، أكدت صحيفة "الفايننشال تايمز"، أن الغارات استهدفت مواقع تابعة للحرس الثوري الايراني، وهو ما اعتبرته، الصحيفة، في تقرير ترجمته، وكالة شفق نيوز، يمثل المرة الاولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة هذه القوة بشكل مباشر في اطار حملتها العسكرية في أنحاء المنطقة، وهو ما يثير المخاوف بأن واشنطن تنزلق نحو الانخراط أكثر في حرب إقليمية أوسع، بسبب حرب غزة.

أما القناة الفرنسية "فرانس 24"، فقد قالت إن الغارات على منطقتي دير الزور والميادين، أدت إلى مقتل 23 شخصا، 10 في دير الزور و13 في الميادين، وأن 9 من القتلى هم من السوريين، و6 من العراقيين. 

وذكرت القناة الفرنسية، في تقرير لها، قامت بترجمته وكالة شفق نيوز، أن العديد من المحللين الأمريكيين يعتقدون ان النظام الايراني لا يسعى الى نزاع أكبر مع الولايات المتحدة، إلا أنها تستفيد بحصولها على المزيد من الشعبية في العالم العربي بسبب دعمها لحركة حماس.

إلى ذلك، ذكرت قناة "سي ان بي سي" الامريكية ان بريطانيا وصفت الولايات المتحدة بأنها حليفتها "الثابتة"، وأنها تدعم حق واشنطن في الرد على الهجمات.

ونقل تقرير للقناة، بترجمة وكالة شفق نيوز، عن وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي، قوله في بروكسل، إن الضربات الأمريكية هي نتيجة "لعب وكلاء إيران بالنار".

إعداد وترجمة وكالة شفق نيوز