صور من طرق الموصل.. مليارات الدنانير تذوب تحت عجلات الحمولات الثقيلة 

  صور من طرق الموصل.. مليارات الدنانير تذوب تحت عجلات الحمولات الثقيلة 
2022-08-18T10:53:14+00:00

شفق نيوز/ تشهد مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، منذ عام تقريباً، حملة إعادة تأهيل الطرق الرئيسية في كلا جانبي المدينة، الأيمن والأيسر، بالاضافة الى مداخلها الأربع.

وتشرف على تلك المشاريع التي أطلقتها المحافظة خلال الفترة الماضية، دائرة بلدية الموصل، إلا أن ملامح بعضها قد تغيرت ولم يمض على اعادة تأهيلها سوى عدة أشهر، لتبدأ علامات الضرر ظاهرة بصورة واضحة، ما أثار سخط كبير بين المدونين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي والشارع الموصلي.

اعادة الاعمار من "الثناء" إلى "الاستياء"  

وتحولت موجة "الثناء" على حملات إعادة  الاعمار الى موجة من "النقد والاستياء" لضياع الأموال، كما يقول الناشط "احمد الزيدي"، الذي انتقد مايجري، وقال لوكالة شفق نيوز، إن الجميع يتحمل المسؤولية لما يجري، معتبراً أن الكل يشترك بذنب ضياع المليارات على حملات إعادة الإعمار للشوارع.

ويضيف إذا بقي الوضع على حاله، سيستمر الضرر ولن يبقى لدينا شارعاً واحداً كما كان، ونعود الى الصفر .

الضرر مستمر.. إن لم يتم نصب "الموازين"

اما "يوسف اليوسف"، وهو ناشط ومن المهتمين بالشأن الموصلي، فقال إن هناك مشكلة أكبر بكثير من موضوع الحمولات الثقيلة، وهي ضياع المسبب الرئيسي في مايحدث، موضحا أنه لا يمكن محاسبة صاحب الشركة المسؤولة عن التبليط (تعبيد الطرق) إذا تحجج بالحمولات الثقيلة والشاحنات، كما لا يمكن أن يوضع اللوم على المشرفين من الحكومة المحلية في العينات والفحوصات المختبرية.

ويبين، أنه إن لم يتم نصب موازين في مداخل الموصل ستبقى الحقيقة ضائعة فبعد ضبط الحمولات لايمكن لأي مقاول ان يتحجج بأي عذر واي ضرر آخر، وسيتضح انه الفساد والتقصير، أما بقاء الوضع على هذا الحال يمكن تلخيصه بعبارة واحدة (المليارات تذوب تحت عجلات الشاحنات التي تدخل الموصل كل يوم).

بلدية الموصل ترمي بكرة الموازين في ملعب بغداد

من جانبه يقول مدير بلدية الموصل عبد الستار الحبو لوكالة شفق نيوز، إن المقاولين ملزمين بإعادة تأهيل الشوارع وصيانتها لمدة عام كامل، وقد يكون هناك صيانة بعد العام في بعض الحالات،  لكن مشكلتنا اليوم هي مع الحمولات الثقيلة التي تنقلها الشاحنات وهذا ما تسبب بضرر كبير على شوارع المدينة خصوصا اننا لا نمتلك موازين لضبط الحمولات.

وأضاف "نحن كبلدية وادارة محافظة نسعى بكل جهدنا لنصب موازين في مداخل الموصل، لكن الأمر من صلاحيات وزارة البلديات، وقد خاطبناها أكثر من مرة ولكن لم يتغير شيء.

ويوضح الحبو قائلا، "في الزيارة الاخيرة لرئيس الوزراء وعدنا خيراً بهذا الموضوع، وفي حال لم تكن الوزارة قادرة على نصب هذه الموازين كفرص استثمارية، فلن نتمكن من الحفاظ على شوارع الموصل فقط، انما كل المدن التي تمر بها الشاحنات التي تنقل البضائع.

ورأى الحبو، أن "بقاء الموصل من دون موازين في مداخلها وضبط للحمولات تعرضنا لخسارة مليارات الدنانير التي أنفقتها المحافظة على شوارع المدينة عند إعادة تأهيلها".

محافظ نينوى يفتح نار الانتقاد نحو الشركات المنفذة 

أما محافظ نينوى نجم الجبوري، فلم يضع اللوم على عدم وجود الموازين والحمولات الثقيلة، إنما فتح النار على الشركات التي عملت على إعادة تعبيد تلك الطرق، وقال لوكالة شفق نيوز، إن هذه الشركات محسوبة على المدينة، لكنها لم تنفذ العمل بشكل كامل وضمن المواصفات، ما أدى الى فشلها.

وبرر الجبوري قوله، بأن الشاحنات ذاتها تمر بطرق اربيل وزاخو ودهوك في اقليم كوردستان، قادمة إلى الموصل، ولم تتسبب بتلف وضرر شوارع الإقليم فكيف تسببت بهذا الضرر خلال شهرين او ثلاثة بعد اعادة التعبيد.

ورغم ذلك، إلا أن الجبوري لم يخفي مطالبته وزارة البلديات، بالعمل على إنشاء موازين للحمولات في مداخل الموصل الاربعة، مشددا على ضرورة ضبط الحمولات، وأن لا يتم السماح بدخول الثقيلة منها.

الشركات ترد.. وتدافع عن انتاجها "وفق المواصفات"

ورداً على موجة الاستياء من تضرر الطرق الجديدة وتصريح مدير البلدية وانتقاد المحافظ، تحدث عدد من أصحاب تلك الشركات إلى وكالة شفق نيوز، وقالوا إن تعبيد الطرق كان وفق المواصفات والفحوصات المختبرية، مؤكدين أن جميع الطرق التي تم تعبيدها كانت "ضمن المواصفات".

وأرجع أصحاب تلك الشركات، ما يحدث من اضرار، إلى "نقل الحمولات الثقيلة" كسبب رئيسي، لافتين إلى أن سائقي الشاحنات يقومون بزيادة الحمولات قبل دخول الموصل ونقلها عبر المدينة الى الوسط والجنوب.

وبين اصحاب شركات المقاولات، أن الشوارع لن تحتمل هذه الحمولات الثقيلة حتى لو كانت ضمن المواصفات، وإن لم يكن هناك ضبطا للحمولات الداخلة الى الموصل فيستمر الضرر على شوارعها.

أما فيما يخص تصريح الجبوري فقد رأى أصحاب الشركات بأنه "حملة استهداف ورائها مآرب أخرى،  لفسح المجال أمام شركات أخرى من أجل العمل في الموصل وتهميش الشركات المحلية، بحجة أن عملها ليس بالمستوى المطلوب وجعل دورها ثانوي في المدينة" وفق رأيهم.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon