(صور) معركة الأرصفة في بغداد.. عربات جوالة تحتل الأماكن ومواطنون يطالبون بإخلائها

(صور)  معركة الأرصفة في بغداد.. عربات جوالة تحتل الأماكن ومواطنون يطالبون بإخلائها
2022-09-26T17:00:37+00:00

شفق نيوز / عند تجوالك في مدينة بغداد، عاصمة العراق، وتحديداً في المناطق التجارية والشعبية منها، ستجد نفسك محاصراً بين عربات متحركة تبيع كل شيء، بدءاً من العصائر والشاي والمأكولات مروراً ببيع الخضروات وصولاً الى بيع الاحذية وحتى "أحجار فك السحر ووزن الجسم"، مع تسجيل صوتي بسعر البضاعة يتكرر وبشكل مستمر، أو وضع يافطة كارتونية أو خشبية عليها، إن كان هناك من يراعي "ضجيج الصوت" في الشارع، فيما يقع الرصيف ضحية "المعركة" بين المواطن والبائع، والذي يُستغل من قبل الباعة، فيما يطالب المواطنون بإخلائه.

أصحاب البسطات يرمون الكرة في ملعب الحكومة

يبيع علي وهو صاحب عربة جوالة (بسطية)، في بغداد العصائر في منطقة السنك، وسط بغداد، وهي منطقة تجارية معروفة في العاصمة.

علي الذي يعيل اسرة مكونة من (7) أشخاص يقول لوكالة شفق نيوز إن "الخلل في تواجد أصحاب البسطيات وممن يسمون المتجاوزين على الشارع هو بالحكومة ذاتها، لأنها لا تقدم فرص عمل للشباب، فيضطر الشاب الى (التبسيط) في الشارع لانه يريد ان يعيش".

ويضيف علي قائلا" اذا لم يتوافر لك مصدر رزق، فمن سيبادر ويساعدك (وشلون تعيش)".

وينفي الرجل أن تكون "بسطيته"، على الأقل، قد تضايق المارة لأنه "وضعها" بمكان مناسب لا يزعج المارة، قائلا في ظل ابتسامة بدت على محياه "المواطن يمر، حتى وان كان بشكل متعرج، فهو لا يسير بسيارة على الرصيف".

بدوره يقول فؤاد مصطفى وهو صاحب احدى البسطيات أيضاً على الرصيف ويبدو عليه "التعب والامتعاض" من وضعه الحالي "منذ الصباح الباكر وحتى الآن تحصلت على 7 آلاف دينار فقط"، مبينا أننا لن نلجأ اعمال متعبة، اذا وفرت الحكومة وفرت فرص عمل للمواطنين العاطلين".

ويشرح فؤاد وضعه الصحي قائلا أنا "معاق ولدي الصرع وعانيت سابقا من اصابتي بجلطتين وحينما قدمت على الرعاية الاجتماعية يقولون لي انك لا تستحق، ولو كان لدي راتب ثابت فلن أقدم على هذا العمل".

ويضيف فؤاد قائلا أن "الفساد وصل لمديات واسعة بل وصل الى محاربة المواطن الفقير في رزقه".

الرصيف للبسطات وبعض من الشوارع لهم

تجد الحاجة أم مريم صعوبة في عبور الشارع التجاري بمنطقتها وسط العاصمة بغداد نتيجة لوجود عدد من البسطيات والباعة الجوالين الذين يبيعون على الرصيف.

وتقول الحاجة لوكالة شفق نيوز أن "المواطن أصبح محاصراً بين اصحاب البسطيات الذين تجاوزوا على الارصفة وبات يسير بشكل متعرج بين هذه التجمعات، فمن المعروف ان الارصفة للمواطنين ولكننا بتنا ومن كثرة تواجد الباعة الجوالين نلجأ الى الشارع العام للسير والذي أصبح أيضا وفي جزء منه خاضعا لهم بسبب العلامات التي يضعها اصحاب المحال او رغبة احدهم بوضع بضاعته على الرصيف والشارع كي يراها المارة وأصحاب السيارات، مع خطر حوادث السير التي تحدث نتيجة سير احدهم أمام السيارات المارة وعدم انتباه بعض السائقين".

وتضيف الحاجة أن "ملامح الأرصفة نسيناها في ظل سيطرة الباعة الجوالين وكذلك تجمع الشباب من كل حدب وصوب عليهم".

أما الشابة سارة وهي تعمل بأحد المحال التجارية، شرقي العاصمة، تقول لوكالة شفق نيوز إن "هناك مضايقات عديدة نتعرض لها عند الذهاب والعودة من والى محل السكن والعمل، بسبب تواجد الباعة الجوالين وكذلك من يتجمعون لديهم من الشباب، حتى قمت أسلك طرقاً اخرى بعيدة كي يمكن لي الوصول الى محل عملي أو منزلي بلا مضايقات من هنا وهناك".

وتضيف الشابة العشرينية أن "هناك طرقاً مبتكرة في التجاوز على الشوارع ولجوء البعض إليها ومنها افتتاح مطاعم في الهواء الطلق وتثبيتها طاولاتها بالأرصفة عبر حفرها وانتشار الناس وهم يتناولون وجباتهم الغذائية في الشارع، وكذلك امتداد المقاهي والكافيهات ايضا في الشارع".

وتبين سارة أن "هذه الحالة اخذت في الانتشار خصوصا في المناطق الشعبية إذ ترى اسماء لمطاعم أو مقاهي ولكن جميع الزبائن هم في الخارج على الأرصفة اما يأكلون او يدخنون، وبالتالي من الصعوبة على المواطن وبالطبع النساء المرور من هناك لانه اصبح ملكا لهؤلاء، فضلا عن افتتاح بسطيات بجوار هذا المطعم او المقهى لبيع الشاي او غيره لتكون المنطقة مغلقة تماما على المارة، بل أن الشارع أيضا يعد مغلقا بسبب دراجات الدليفري التي تتبع هذا المطعم او ذاك".

مواطنون متعاطفون مع البسيطات

ووسط الامتعاض يبرز المتعاطفون مع أصحاب هذه البسطيات، إذ يقول المواطن ابو مهند أن "عمل البسطات تعد بطالة مقنعة لان أغلبهم خريجون جامعيون أو حاصلون على شهادات عليا، وحينما يُقدم احدهم على التعيين يجد الفرص مغلقة أمامه، فيضطر الشاب أن يفتتح بسطية أو بعمل أو مطعم جوال".

ويضيف ابو مهند أن "هذا الشاب تعب واجتهد واهله أيضا تعبوا حتى اوصلوه لهذا المستوى الجامعي، ومن المفترض ان تكون هناك فرص عمل تليق به، فلدينا جيوش من العاطلين عن العمل".

ويتابع قائلا أن "تواجد هذه البسطيات تعمل على تزاحم الطريق خصوصا في الاماكن التجارية، وتؤثر على جمالية المدن، لكن ذلك كله يصطدم بتوفير فرص عمل للشباب فإزالة التجاوزات مرهون بتوفير العمل الحقيقي لهم".

ويلفت الرجل قائلا إن "الجميع مع ازالة التجاوزات ولا أحد يقبل بأن يتم استغلال الأملاك العامة لصالحه، ولكن قبل ذلك وفر البديل الحقيقي لهؤلاء العاطلين فعليا عن العمل ، بتوفر منحة ثابتة أو غيرها، إذ لا يجب قطع أرزاق الناس بشكل مباشر بلا بدائل، بحجة الحفاظ على جمالية المدينة".

امانة بغداد لا ترد

وبشأن انتشار هذه البسطات والتجاوزات على الشوارع العامة، وكذلك مسالة مراعاة الحالة الانسانية لهؤلاء الباعة والمواطنين، حاولت وكالة شفق نيوز الحصول على ردود من أمانة بغداد بشأن اجراءاتها بهذه المسالة، ولكن وحتى ساعة إعداد هذا التقرير لم يرد المكتب الاعلامي للأمانة على كل اتصالات وطلبات الوكالة بهذا الشأن،

كما أن وكالة شفق نيوز ستبقي باب الاجابة مفتوحا لأمانة بغداد لتوضيح موقفها بشأن ما قدمته أو يمكن ان تقدمه لخدمة المواطنين والباعة الجوالين في العاصمة.

معدلات الفقر

ورغم أن العراق بلد يعوم على بحر من الثروة النفطية، لكن تلك الثروة لا تصل بأي صورة كانت إلى ربع السكان، تقريبا، الذين يرزحون تحت خط الفقر، وفق أرقام رسمية.

إذ أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، في 31 آب 2022، إن نحو 9 ملايين مواطن أي نحو ربع عدد السكان، تحت مستوى خط الفقر في العراق، فيما يرجح خبراء اقتصاد أن تكون النسبة أكبر من ذلك في ظل التغير المناخي الحالي وجائحة كورونا وكذلك تأثيرات الحرب على (داعش).

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon