صور.. 4 أعوام من الإهمال تجهض أحلام الموصليين بإعادة بناء منارة الحدباء
شفق نيوز/ أربعة أعوام مضت على تفجير تنظيم داعش لمنارة الحدباء في الجامع النوري الكبير التاريخي، في مدينة الموصل القديمة، وما زال الحال كما هو عليه، كومة من الأنقاض يتوسطها من تبقى من المنارة الشهيرة من دون أن تمد لها يد الإعمار حتى الآن.
في 21 حزيران من كل عام يستذكر الموصلون منارة الحدباء التي تعد جزءاً من هوية الموصل ومن أبرز معالمها الشاخصة منذ قرون من الزمن، ومنذ قيام تنظيم داعش بتفخيخ المنارة وتفجيرها في العام 2017 ولغاية الآن يعاني الجامع ومنارته من الاهمال على الرغم من تبني منظمة اليونسكو إعادة اعماره بدعم مالي من الامارات وبمنحة مالية وصلت الى 50 مليون دولار للحفاظ على هذا المعلم التراثي واعادته كما كان.
ووضعت اليونسكو الحجر الاساس لبدء عمليات الاعمار عام 2018 وحددت مدة لانجاز المشروع تستغرق خمس سنوات، وكانت أولى خطوات إعادة الإعمار هي جمع احجار المنارة المتناثرة وعزلها وخزنها للحفاظ عليها.
وفي العام الماضي أطلقت اليونسكو مسابقة لتصاميم جديدة لإعادة بناء الجامع والمنطقة المحيطة به، وبعد الاعلان عن التصميم الفائز تعرض لانتقادات عدة من الاثاريين الموصليين.
ويقول المختص بالتاريخ الاسلامي الدكتور احمد قاسم جمعة، لوكالة شفق نيوز، ان لديه جملة من الملاحظات حول التصاميم الجديدة من بينها استخدام المواد الحديثة في البناء وليس الحجر الكلسي وهذا ما سيغير من ملامح العمارة بالاضافة الى طرق بناء الابنية المحيطة بالجامع وخصوصا المدرسة.
ويؤكد جمعة "يجب اعادة الاعمار بذات التفاصيل القديمة دون اجراء اي تغييرات للحفاظ عليها"، اما فيما يخص المنارة فهو غير معترض لان اعادة بنائها سيكون كما كان سابقاً.
اما مدير مركز الدراسات في جامعة الموصل الدكتورة ميسون ذنون العبايجي، فتقول لشفق نيوز، ان المركز لديه مطلب وحيد من اليونسكو هو ان يكون الاعمار بذات التفاصيل القديمة لتبقى ملامح الهوية التاريخية لهذا المكان واضحة.
هذا وما يزال العمل متوقفاً في اعمار الجامع منذ الاعلان عن المسابقة الخاصة بالتصاميم وحتى هذا اليوم.
مفتشية اثار نينوى قالت في وقت سابق لمراسلنا، على لسان مصعب محمد، وهو ممثل المفتشية المشرفة على اعمال الاعمار، انه لم يكن لديهم دوراً واضحاً في اختيار التصميم الفائز، كما ان لديهم العديد من الاعتراضات وقد كتبوا بذلك كتاباً رسمياً الى وزارة الثقافة والاثار وشرحوا جميع التفاصيل فيه.
ويرى الموصليون في الجامع النوري ومأذنته الحدباء مكانة كبيرة لديهم، ويعتبرون المكان هويتهم التاريخية، حيث يقول مضر احمد، وهو احد سكان محلة حمام المنقوشة، المجاورة للجامع، انه يتألم كلما نظر الى الجامع والمنارة وهما بهذا الشكل.
واشار الى ان اعمارهما قد تأخر كثيراً وهذا المكان التاريخي لا يستحق ان يبقى على هذه الحال لفترة طويلة، متمنياً ان يرى المنارة والجامع بعد اعمارهما بذات التفاصيل القديمة التي كانا عليها.
ويعود تاريخ الجامع النوري الى القرن السادس الهجري وهو ثاني جامع يبنى في الموصل بعد الجامع الاموي، وشيد الجامع على يد الوالي العثماني نور الدين زنكي، واشتهرت مأذنته الحدباء بميلها الواضح وطريقة بنائها المميزة والتي ابقتها صامدة لقرابة تسعة قرون حتى اطاحت بها الحرب الاخيرة.