أصوات العراقيين تكشف انقساماً حول دور ايران ونفوذها

 أصوات العراقيين تكشف انقساماً حول دور ايران ونفوذها
2021-10-13T13:32:28+00:00

شفق نيوز/ تلقت الفصائل الشيعية العراقية المرتبطة بايران صفعة في الانتخابات البرلمانية التي جرت الاحد في العراق، فيما ظهر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي انتهج سياسة قومية اكبر كأقوى الفائزين السياسيين، بحسب تقرير لوكالة "اسوشيتدبرس" الامريكية.

واعتبر التقرير، الذي نشر باللغة الانكليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، أن نتائج الانتخابات اظهرت الانقسام المتزايد ازاء نفوذ ايران في العراق، وضعف حلفاء طهران العراقيين فيما يسعى الايرانيون الى احياء اتفاقهم النووي مع الدول الكبرى، والتفاوض مع خصمهم الاقليمي المتمثل بالسعودية.

وتابع التقرير، أن النتائج تظهر ايضاً التوترات القائمة بين الفصائل الشيعية، ما يساهم في مفاقمة تعقيدات التحدي العراقي من اجل تحقيق التوازن في تحالفاته مع الخصمين الايراني والامريكي.

وذكر التقرير أن "الميليشيات المدعومة من ايران، رفضت أمس الثلاثاء الاعتراف بالنتائج (غير النهائية حتى الان) بعدما تبين أن تحالف الفتح الذي يمثلها شهد تراجع مقاعده في البرلمان من 48 الى 14 مقعداً فقط".

أما تحالف سائرون التابع للسيد الصدر، وبحسب التحليل، فقد عزز مقاعده بدرجة كبيرة بحصوله على اكثر من 70 مقعداً، مشيراً إلى أن زعيم الفتح هادي العامري وقيادي في كتائب حزب الله اعلنا رفضهما للنتائج وشككا فيها.

وبين أن "الصدر برغم تمتعه بعلاقات وثيقة مع القيادة السياسية والدينية الايرانية، إلا أنه ينتقد علانية النفوذين الايراني والامريكي على السواء".

وفي السنوات الماضية، يقول التحليل، إن الصدر "انتقد تدفق الاسلحة الايرانية الى الميليشيات الشيعية في العراق، كما قاتل القوات الامريكية في السابق، وفي السنوات الماضية سعى الى تصوير نفسه على انه قومي عراقي يكافح ضد الفساد وسوء الخدمات الحكومية".

وأشار إلى أن "سرايا السلام التابعة له قاتلت أيضاً ضد تنظيم داعش في السنوات الماضية".

ورأى التحليلن أن "نتائج الانتخابات ستمنح الصدر كلمة اكبر في مسار تشكيل الحكومة".

أما بالنسبة الى "الميليشيات الشيعية المدعومة من ايران والمعروفة باسم قوات الحشد الشعبي، بحسب تعبير التحليل، فقد أشار إلى أنها "اكتسبت شعبية ونفوذاً كبيرين بعد أن لعبت دوراً رئيسياً في هزيمة مسلحي داعش، وحل تحالف الفتح في المركز الثاني في انتخابات العام 2018، وهو ما كان اعتبر بمثابة مؤشر على نفوذ طهران المتزايد في العراق".

وتابع التقرير، أن "الجماعات المسلحة تعتبر بمثابة تهديد لسلطة الدولة، واصبحت قضية السلاح الواقع خارج سيطرة الدولة مسألة مثيرة للجدل"، مضيفاً أن "الميليشيات الشيعية شاركت في قمع المتظاهرين الذين كانوا يحتجون ضد الفساد والنفوذ الايراني، كما اتهم الناشطون الميليشيات بالتورط في سلسلة من عمليات الخطف التي استهدفت المتظاهرين والشباب".

كما "شارك رجال الميليشيات الملثمون وهم يحملون البنادق الآلية والقذائف الصاروخية بعروض قوة عسكرية"، وصفتها الوكالة بانها "مشؤومة" في وسط بغداد، ما عزز صورة التهديد المتزايد الذي تشكله الميليشيات المارقة الموالية لطهران على العراق.

ونقلت عن المرشح المستقل في الانتخابات نيسان الزاير قوله، إن "الأحزاب التي تدعي تمثيل الحشد الشعبي عوقبت من قبل الجمهور بسبب مواقفها ضد حركة تشرين".

وتنافس الزاير على قائمة حركة امتداد المنبثقة عن الحركة الاحتجاجية، وحصل على أكثر من 22 ألف صوت في محافظة الناصرية الجنوبية، نقطة اشتعال في التظاهرات.

وأشار التقرير إلى أن "اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني والقائد في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في كانون الثاني/يناير 2020، أدى إلى وقوع انقسامات جديدة داخل الميليشيات، مما جعلها غير منضبطة ومتباينة بشكل كبير".

ونقل التقرير، عن المحلل السياسي إحسان الشمري قوله، إن "نتائج الانتخابات وجهت رسالة قوية لايران مفادها أن اذرعتها السياسية مرفوضة من الشارع الشيعي، حتى لو لم تتخلى طهران عن مليشياتها المسلحة".

وخلص التقرير إلى القول إن "نتيجة الانتخابات ستكون لها تداعيات على الصعيد الداخلي، وستقطع شوطاً طويلاً في تحديد علاقة العراق بجيرانه والولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة".

ومع ذلك، اعتبر التقرير أن "ايران ما زالت تتمتع بنفوذ كبير مع العديد من الكتل والشخصيات الشيعية، وستسعى لممارسة الضغط على المفاوضات، في حين ان الولايات المتحدة ودول الخليج ستظل تراقب من اجل معرفة ما إذا كان رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي سيتمكن من تأمين ولاية ثانية".

 

وخلص التقرير الى ان القول الى ان الكاظمي، المدعوم من واشنطن، والذي نجح في الموازنة بين المصالح الامريكية والايرانية في العراق، استضاف عدة جولات من المفاوضات بين الخصمين ايران والسعودية في محاولة لتخفيف التوترات، مضيفا ان هذه المفاوضات اصبحت معلقة الآن في الميزان، فيما يقرر مقتدى الصدر ما اذا كان سيختار الكاظمي مرة اخرى كمرشح تسوية.

 

 

 

 

 

 

 

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon