صحيفة اسرائيلية تشبه التدخل الايراني بخطر داعش وتتساءل: أين أمريكا ؟!

صحيفة اسرائيلية تشبه التدخل الايراني بخطر داعش وتتساءل: أين أمريكا ؟!
2022-01-03T14:49:00+00:00

شفق نيوز/ تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة ليست مهتمة بالتدخل الإيراني في المنطقة وسعيها للسيطرة على "الدولة الفاشلة" كما في لبنان والعراق وسوريا، مثلما كانت قلقة في السابق من خطر تنظيم داعش. 

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى ان ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن أعلنت انتهاء المهمة القتالية للجيش الأمريكي في العراق، لكنها برغم ذلك ستحافظ على بعض الوجود الأمني ​للتعاون مع العراق في مجالات الاستخبارات والتدريب والعمل الاستشاري لصالح الجيش العراقي.

وذكر التقرير؛ بأن الامريكيين كانوا يحاولون خلال العقدين الماضيين الخروج من الشرق الأوسط، وأن ذلك بدأ في عهد باراك أوباما عندما سحب معظم القوات الامريكية البالغ عددها 200 الف جندي من العراق، مثلما سحب الرئيس دونالد ترامب قوات امريكية من شمال سوريا، مضيفا ان على غرار إدارتي ترامب واوباما، فان ادارة بايدن ركزت عملها خلال الشهور الماضية على تحقيق مهمة محددة تتمثل في تحقيق النصر على داعش، وريث القاعدة ، المهزوم في العراق خلال عهد أوباما.

وبعدما اعتبرت الصحيفة الاسرائيلية ان التحالف الدولي تمكن من القضاء على حكم داعش، برغم ان خلايا داعش الارهابية ما زالت تنشط حاليا على الأرض في كل من سوريا والعراق وربما في جميع أنحاء العالم، تساءلت "هل انتهى الخطر على استقرار الشرق الاوسط؟ وهل تخلصنا من ظاهرة الإسلام الراديكالي وصار بمقدورنا الآن بناء مجتمعات مزدهرة وديمقراطية في الشرق الاوسط؟". 

وفي حين انتقد التقرير فكرة ان وسائل الاعلام الامريكية لا تشير على مخاطر التدخل الإيراني في المنطقة، تساءلت "لماذا لا يهتم الامريكيون بالتدخل الايراني او الاستيلاء على الدول الفاشلة في المنطقة، كلبنان وسوريا والعراق، مثلما كانوا قلقين من سيطرة داعش؟".

وتابعت الصحيفة تساؤلاتها قائلة لماذا يعتبر الأمريكيون أن "الاذرع الطويلة لاخطبوط الاسلام السني المتطرف، أكثر خطورة من الأذرع الشيعية؟"، مضيفة ان "الايديولوجيتين متطرفتان وغير مقبولة لغالبية المسلمين في العالم، وهما تتعارضان تماما مع القيم الغربية وتقودان إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والاضطراب في البلدان التي لها نفوذ فيها"، مشيرة إلى "أفغانستان السنية" كمثال رئيسي.

ثم تساءلت الصحيفة قائلة "ماذا سيحدث في العراق؟"، موضحة أن إنهاء المهمة القتالية للأمريكيين يكاد لا يشكل فرقا على المستوى العملي، حيث أن العدد الكلي للجنود الامريكيين في العراق في السنوات القليلة الماضية كان 2500 فقط، ومن غير الواضح عدد الأشخاص الذين سيستمرون في المهمة الجديدة المتمثلة في الاستخبارات والتدريب والاستشارة.

اما على الصعيد الرمزي النفسي، بحسب الصحيفة الاسرائيلية، فهي ان "الرسالة للإيرانيين واضحة: مفتاح العراق تم تسليمه الى الحكومة العراقية. حظا سعيدا مع ذلك". لكن الصحيفة اعربت عن اسفها لان "الحكومة العراقية فشلت برغم حسن نوايا العديد من اعضائها والعديد من المواطنين العراقيين، في إنهاء التدخل الإيراني في شؤونها". 

وكمثال على ذلك، ذكرت الصحيفة أنه قبل شهرين حاولت "طائرات ايرانية مسيرة" اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في منزله، مشيرة إلى ان "ميليشيا الحشد الشعبي"، تسعى بشكل مستمر الى تقويض استقلال العراق، وهي تعمل في داخل العراق كوكيل لإيران، وتتعاون مع وكلاء ايران الآخرين في المنطقة.

وخلص التقرير الى القول ان "الاخبار السيئة هي أن حركة النجباء مستمرة في محاربة أي شخص ينظر الى الولايات المتحدة كصديق، واي وجود أميركي محدود في العراق"، مضيفة ان "القضية هنا ليست الاحتلال، وإنما صدام ايديولوجي". 

وبرغم اشارة التقرير الى تفهم لحاجة الامريكيين الى اخراج جنودهم من الشرق الأوسط حيث خسر العديد منهم حياتهم بعيدا عن أوطانهم، إلا أنه تابع قائلا انه "من المهم أن نتذكر أن ما يحدث في الشرق الأوسط لا يبقى في الشرق الاوسط". 

وبالاضافة الى ذلك، يتم النظر الى السياسة الامريكية الحالية على أنها نقطة ضعف ورسالة لإيران مفادها أنه ما من مشكلة في استمرار تدخلها في العراق وسوريا ولبنان وبقية الشرق الاوسط.

وختمت الصحيفة بالقول إنه بغض النظر عما ستختار الادارة الامريكية القيام به سواء بالانسحاب أو البقاء، فإنه "من المهم أن تكون الرسائل النفسية والعملية التي يتم توجيهها لقادة الأيديولوجيات المتطرفة في الشرق الاوسط، من كابول إلى طهران، تتمثل في أن الولايات المتحدة لن تسمح بالتطرف بإلحاق الأذى بحلفائها، وأنها لن تتخلى عنهم وستقاتل من اجل المصالح الأمريكية في المنطقة". 

وتابعت قائلة إن من المهم التعبير عن مثل هذه الرسالة القوية بشكل راسخ وواضح من جانب كل ادارة امريكية، وان هناك الكثير من الوسائل لنقلها"، والتي لا يجب أن تتضمن بالضرورة ارسال جنود الى الميدان على الأرض. 

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon