شيعة العراق يحيون ليلة "غير عادية" في النجف (صور)

شفق نيوز/ تستعد محافظة النجف لاستقبال أكثر من 3 ملايين زائر لإحياء مناسبتين متزامنتين هذه الليلة، من خلال وضع خطة "مختلفة ونموذجية"، تتضمن استنفار الجهود الأمنية والخدمية والصحية كافة، فضلاً عن استنفار الجهات الساندة ممثلة بمديريات الدفاع المدني والمرور والماء والمجاري وغيرها.
ويصادف اليوم الجمعة، الذكرى السنوية لاستشهاد الإمام علي بن أبي طالب (ع)، في ليلة الواحد والعشرين من شهر رمضان، وتتزامن هذه الليلة مع ليلة القدر التي يحييها المسلمون الشيعة في العتبة العلوية بمدينة النجف حيث مرقد الإمام.
وفي هذا السياق، يقول الناطق باسم الحكومة المحلية في محافظة النجف، أحمد الفتلاوي، إن "المحافظة تتشح بالسواد الكامل بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي، فيما يتزامن مع هذه المناسبة إحياء ليالي القدر".
ويضيف الفتلاوي لوكالة شفق نيوز، أن "الحكومة المحلية برئاسة محافظ النجف، يوسف كناوي، عقدت اجتماعات مع المؤسسات الأمنية والخدمية والصحية للوصول إلى خطة متكاملة وشاملة".
خطة مختلفة ونموذجية
وعن تفاصيل هذه الخطة، يوضح الفتلاوي، أنها "تمثلت بتأمين الطرق ومحاور الدخول إلى المدينة القديمة من قبل الجهات الأمنية بصنوفها كافة، من الشرطة والأمن الوطني والاستخبارات، وكذلك بمعونة من هيئة الحشد الشعبي وقيادة فرقة الإمام علي القتالية اللتين ستكونان على محاور بادية النجف مع حرس الحدود".
أما الخطة الخدمية والصحية، فقد تمثلت، بحسب الفتلاوي، بـ"استنفار المجهودات كافة في المدينة القديمة وكذلك بلدية النجف ومديرية البلديات في الأقضية والنواحي وكذلك بلدية الكوفة، فضلا عن استنفار المؤسسات الصحية لجهودها كافة ونشر مفارز طبية داخل المدينة القديمة وخارجها وفي الطرق المؤدية إليها".
وعن خطة النقل والمرور، يؤكد، أن "الخطة لم تتضمن أي قطوعات للشوارع المؤدية إلى المدينة القديمة، بل أن كل الشوارع وحتى التي فيها تأهيل تم فتحها بالكامل للزوار، من أجل الدخول بانسيابية إلى محافظة النجف والمركز ومن ثم الوصول إلى المدينة القديمة".
ويتابع، "كما أن هيئة النقل استنفرت كافة مجهوداتها بتوفير العديد من عجلات النقل بمختلف أنواعها من محاور المدينة القديمة إلى المرآب الشمالي والجنوبي".
وإلى جانب تلك الجهود، يضيف الفتلاوي، أن "هناك جهات ساندة للخطة متمثلة بمديريات الدفاع المدني والمرور والماء والمجاري، وكل هذه الدوائر هي مستنفرة جهودها من أجل أن تكون زيارة هذه السنة مختلفة ونموذجية عن سابقاتها من خلال تقديم الخدمات للزائرين".
ويزيد بالقول: "كما تقوم هيئة المواكب الحسينية بعملها من تقديم المأكل والمسكن للزائرين، والجميع متعاون من أجل إظهار زيارة هذه السنة بالمظهر اللائق والمريح للزائرين".
ويشير إلى ان "المحافظة تشهد حالياً ذروة الزيارة بعد حلول مناسبة جرح الإمام علي وإحياء ليلة القدر الأولى والتي صادفت كلتا المناسبتين يوم 19 رمضان، ولم يتم تسجيل أي مشاكل تتعلق بالزيارة حتى الآن".
وفيما يتعلق بالأعداد المتوقعة للزائرين، يبين الفتلاوي، أنه "من المتوقع أن تستقبل محافظة النجف بحدود 3,5 ملايين زائر كما في العام الماضي، وربما يتجاوز هذا العدد في زيارة هذه السنة".
3 محاور لخطة الدفاع المدني
من جهتها، تؤكد مديرية الدفاع المدني العامة، استكمال إمكاناتها وقدراتها كافة، ودخول خطتها حيز التنفيذ في محافظة النجف، لتأمين ذكرى استشهاد الإمام علي، بمشاركة تشكيلاتها كافة من فرق الإنقاذ والإطفاء والمعالجة وفريق الاستجابة لحوادث المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN)، بالإضافة إلى شرطة حماية البيئة.
وتضمنت خطة الدفاع المدني ثلاثة محاور، بحسب ما تحدث به مدير علاقات وإعلام المديرية، نؤاس صباح، لوكالة شفق نيوز، مبيناً أن "المحور الأول استباقي، من خلال تنفيذ الكشوفات على الفنادق والأسواق التجارية لتوفير شروط السلامة والأمان".
ويلفت صباح الى انه "ومن شروط السلامة والأمان، توفير مخارج وسلالم الطوارئ، وتوفير صيانة متحسسات الحريق ومنظومات الإطفاء الرطوبة والجافة في الفنادق، وإلزام أصحابها بإزالة المخالفات، ومنها السندويج بنل، وتغليف الايكوبوند، وكذلك تأمين المولدات الكهربائية".
أما المحور الثاني، وفق المتحدث فهو "تنفيذ حملات توعية لأصحاب المحال التجارية والمواكب الحسينية، تضمنت نشر وصايا وإرشادات مديرية الدفاع المدني بتفادي مسببات الحوادث، واتخاذ الحيطة باستخدام المواقد عند الطبخ في المواكب، والتأكد المستمر من سلامة التوصيلات الغازية، وكذلك أهمية توفير مطفأة الحريق، وسرعة الاتصال برقم الدفاع المدني 911 في حالات الطوارئ".
ويردف بالقول: "فيما يُنفذ المحور الثالث والأخير عند اقتراب ساعات الزيارة وتجمع حشود الزائرين، من خلال نشر مفارز الدفاع المدني بكل أصنافها وتشكلاتها، وعلى وجه الخصوص مفارز الإنعاش والإسعاف التابعة إلى مديرية الدفاع المدني من أجل تقديم خدماتها إلى الزائرين وتأمين حياتهم، خصوصاً لكبار السن والمرضى والأطفال".
ويؤكد صباح، أن "فرق الدفاع المدني ستواصل جهودها في الانتشار والاستنفار حتى الانتهاء الكامل من مراسم الزيارة وعودة الزائرين".
مناسبتان متزامنتان
بدوره، يوضح الباحث الاسلامي الشيخ حيدر التميمي، عن تزامن مناسبة استشهاد الإمام علي مع ليلة القدر، أن "الإمام علي جُرح في ليلة 19 رمضان وفي ليلة 21 استشهد، وكلتا الليلتين من ليالي القدر المحتملة".
ويضيف التميمي لوكالة شفق نيوز، أن "ليالي القدر هي في العشر الأواخر من رمضان من الأيام الفردية، تبدأ من (19 و21 و23 و25 و27 و29)، لكن بعد تقصي العلماء لموعد نزول القرآن في ليلة القدر، كما في الآية القرآنية، توصلوا إلى أنها الليلة 23 من شهر رمضان، وبهذا يكون موعد ليلة القدر هو اليوم الجمعة، ليلة الواحد والعشرون من رمضان".
وعن عبادات هذه الليلة والأيام الأخيرة من رمضان، يقول، إن "من أهم ما يمكن فعله في هذه الأيام هي التقرب إلى الله بزيارة مراقد أئمة أهل البيت، وقراءة القرآن الكريم، والأدعية المأثورة، وكل ما يتعلق بالسيرة النبوية التي جاء بها النبي في ثواب هذه الأيام".
وليلة القدر هي ليلة مميزة تتكرر كل عام هجري في شهر رمضان، فهي أحد ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، جاء ذكرها في القرآن الكريم وسيرة النبي محمد، لذلك فهي ذات أهمية وخصوصية كبيرة عند المسلمين.