شهدت تراجع هجمات التنظيم في العراق.. 2022 سنة قاسية على قادة داعش
شفق نيوز / أجرى مركز "مير آميت" لمعلومات الاستخبارات والإعلام الإسرائيلي، إحصاءات لحصيلة نشاط تنظيم داعش في أنحاء العالم خلال العام 2022، أظهرت أن عدد عملياته تراجعت بنسبة 24%، وأن العراق جاء ثانيا في الاستهداف، وأن حصيلة ضحايا التنظيم تراجعت أيضا بنسبة 16%، وذلك بالمقارنة مع العام 2021.
وأوضح الموقع الإسرائيلي، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "الإحصاءات المستندة على بيانات تنظيم داعش حول عملياته، أنه خلال العام 2022، حدث انخفاض بحجم العمليات حول العالم مقارنة بالعام 2021.
وأضاف الموقع، أن "خلال العام 2022 قام عناصر التنظيم بتنفيذ 2058 عملا إرهابيا قتل وجرح فيها 6881 شخصا على مستوى العالم".
وخلال العام 2021، وقعت 2705 هجمات، قتل وجرح فيها 8147 شخصا، وهو ما يعني أن العام 2022 شهد انخفاضا بنحو 24٪ في عدد الهجمات ونحو 16٪ في عدد الضحايا.
وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن العدد الأكبر من العمليات نفذته ولاية غرب إفريقيا التابعة لداعش والناشطة بشكل رئيسي في نيجيريا، بالاضافة إلى تشاد وشمال الكاميرون وجنوب النيجر.
واشار التقرير، إلى أن "التنظيم نفذ 547 هجوما ارهابيا خلال العام 2022، قتل وجرح فيها 1589 شخصا"، موضحاً أن "الدولة الأكثر تعرضاً للعمليات الارهابية من جانب داعش خلال العام 2022، كانت نيجيريا (517)، ويليها العراق (484)، ثم سوريا (297)، وأفغانستان (ولاية خراسان) (181).
وفي هذا السياق، ذكر التقرير، أن "إفريقيا أصبحت القارة المهيمنة التي ينشط فيها تنظيم داعش، على حساب الدول الأصلية التي ظهر فيه التنظيم أساساً، أي العراق وسوريا.
وتابع التقرير، أن "أكبر عدد من الضحايا (قتلى وجرحى) نتيجة عمليات تنظيم داعش خلال العام 2022 كان في نيجيريا (1،412)، تليها افغانستان (1،188) ثم وسوريا (887) ثم العراق (833).
وأظهر التقرير، أن "ذروة عمليات داعش خلال العام 2022، كانت في نيسان/ ابريل وأوائل ايار/ مايو، حيث أن التنظيم شن خلال هذه المرحلة حملة اعتداءات للثأر لمقتل زعيم التنظيم أبو ابراهيم الهاشمي القرشي والمتحدث باسم داعش ابو حمزة المهاجر، اللذين قتلا في عملية أمريكية في سوريا قبل ذلك بشهرين".
طبيعة الهجمات
ولفت التقرير، إلى أن أهداف الهجمات اختلفت وتنوعت ما بين دولة إلى أخرى، إلا أنها شملت أهدافا عسكرية وحكومية، ومدنيين، وخصوصا الشيعة في أفغانستان والعراق، وسكان الأرياف من المسيحيين وخصوصا في موزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا، بالاضافة الى عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة وخاصة في منطقة الساحل الافريقي. وعن شكل هذه العمليات، فإن غالبيتها الكبرى كانت على شكل هجمات صغيرة نسبيا نفذتها خلايا صغيرة مستخدمة اسلحة خفيفة ومتوسطة، وعبوات ناسفة وعمليات قتل لمدنيين.
لكن بالاضافة الى ذلك، فإن "العديد من الهجمات التي نفذت في منطقة الساحل وأفغانستان (ولاية خراسان) كانت أكبر مقارنة بأماكن اخرى، حيث كان عناصر التنظيم بالعشرات وربما مئات".
وأشار التقرير إلى أن "أحد الأشكال البارزة لنشاط التنظيم خلال العام 2022 هو العمل من أجل تحرير سجناء داعش من السجون في عمليات اقتحام معقدة، ونفذ في هذا الإطار ثلاث عمليات لإطلاق سراح سجنائه كما جرى في اقتحام سجن الحسكة المركزي (20 كانون الثاني / يناير 2022)، والهجوم على سجن كوجي في جنوب غرب العاصمة النيجيرية ابوجا، في 5 تموز/ يوليو، واقتحام سجن كانغوانجورا في شمال شرق الكونغو في 10 أغسطس/ آب، وهي عمليات ادت الى اطلاق سراح المئات من معتقلي داعش، وهو ما يعتبر انجازا كبيرا للتنظيم، خصوصا انه يواجه صعوبات في تجنيد العناصر، وهو ما وصفه التقرير بانه بمثابة انجاز مهما لداعش على صعيد "معركة القلوب والعقول".
قادة التنظيم
ووصف التقرير الإسرائيلي، العام 2022 بانه السنة التي عانت فيها قادة التنظيم من أضرار جسيمة، ففي شباط/فبراير، قتلت القوات الامريكية في ادلب ابو ابراهيم الهاشمي القرشي، الزعيم الثاني لداعش، وفي تموز / يوليو قتلت القوات الامريكية القيادي الكبير ماهر العقال، وفي ايلول / سبتمبر افادت التقارير عن اعتقال القيادي البارز بشار الصميدعي من جانب قوات الأمن التركية، ثم في أكتوبر / تشرين الأول، قُتلَ أبو الحسن الهاشمي القرشي، خلفا لابو ابراهيم الهاشمي القرشي، في جنوب غرب سوريا.
وإلى جانب الصف القيادي، تم القضاء على المئات وربما الآلاف من العناصر على مدار العام (لا تتوفر أرقام دقيقة)، وهو ما شكل ضربة قاسية لداعش بعد فشل التجنيد الذي يتبعه على ما يبدو في تجنيد العناصر.
الى ذلك، بين التقرير أن القيادة المركزية الامريكية "سينتكوم" أعلنت أن قواتها بالتعاون مع قوى محلية (مثل قوات سوريا الديمقراطية، والجيش العراقي، والقوات الكوردية في العراق) نفذت خلال العام 2022، 313 عملية ضد داعش في سوريا والعراق، ما أدى إلى مقتل عدد من كبار المسؤولين في التنظيم ونحو 600 عنصر، كما تم اعتقال أكثر من 300 عنصر في سوريا والعراق.
وإلى جانب هؤلاء، فإن العشرات بل مئات العناصر قتلوا على يد النظام السوري والقوات الحليفة له وقوات الأمن العراقية، فيما سقط ربما الآلاف من العناصر في افريقيا.
لكن التقرير حذر من أنه برغم الضربة القاسية التي تلقاها داعش، فإنه يجب التذكر بأن التنظيم أظهر في الماضي قدرته على التعافي، كما ان امكاناته في التجنيد، خاصة في افريقيا وشرق آسيا وأوروبا، لا تزال قوية. وخلص التقرير، إلى القول إن "من الواضح أن افريقيا تحولت بشكل متزايد الى البؤرة الرئيسية لنشاط داعش على حساب سوريا والعراق"، مضيفا أن "الانخفاض في نشاط التنظيم كان ملحوظا بشكل خاص في العراق، وهو ما يرجحه التقرير الى الاجراءات المضادة المكثفة التي اتخذتها قوات الأمن العراقية".
الغرب وإيران
وحول عمليات التنظيم في الغرب، رأى التقرير أن داعش لم ينفذ أي عمليات ارهابية في الدول الغربية خلال 2022، وهو ما قد يكون مؤشرا على كفاءة ومهارات الاجهزة الامنية في الدول الغربية، وهو ما يظهر في التراجع المستمر في عدد هجمات داعش منذ 2015-2016، مضيفا أن من بين الأسباب أيضا تراجع دافع الجمهور للاستجابة لدعوات داعش لتنفيذ هجمات.
وبرغم ذلك، نبه التقرير من أن احتمال شن هجمات في الغرب لا يزال مرتفعا للغاية.
أما بالنسبة إلى ايران، أشار التقرير إلى أن داعش نفذ اول هجوم له منذ أربع سنوات في إيران، من خلال عملية اطلاق نار على مصلين ورجال أمن في مزار في شيراز، قتل فيه 15 شخصا وأصيب نحو 40 بجروح.
هذا وأحبط الإيرانيون خلال العام هجمات اخرى، مما يشير الى محاولات من جانب داعش لكسب موطئ قدم في ايران. وبالنسبة لاسرائيل، خلال العام 2022، فقد ذكر التقرير أن "ثلاث عمليات ارهابية وقعت فيها بإيحاء من تنظيم داعش، وذلك في مناطق الخضيرة وبئر السبع والقدس، إلا أن داعش تبنى عملية الخضيرة فقط، ولم يتم العثور على شبكة تابعة لداعش في اسرائيل تابعة لقيادة التنظيم".
ترجمة: وكالة شفق نيوز