شفق نيوز تفتح ملف التحويل المالي للطلبة في روسيا: تخوف وحيل ومصير مجهول
شفق نيوز/ يبدي طلبة عراقيون يدرسون في الجامعات الروسية حالياً، استقصت شفق نيوز آرائهم، "تخوفاً ملحوظاً" بشأن آلية تحويل الأموال من العراق لتغطية مصاريفهم الدراسية في جامعاتهم بعد حزمة العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على موسكو، وفيما يؤكدون اللجوء إلى "حيلة" لتحويل الأموال، تتخوف مصادر دبلوماسية من "آثار العقوبات" على الطلبة العراقيين وسط صمت حكومي بشأن وضع الطلبة في روسيا.
وفرضت الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين عقوبات اقتصادية واسعة النطاق ضد روسيا بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا، ما قد يجعل عملية التحويل المالي من الاسر العراقية لابنائها الدارسين في الجامعات الروسية ضمن دائرة هذه العقوبات ويسبب مشاكل حقيقية لهذه الاسر والطلبة
"حيلة" للحصول على الحوالات
وتقول ملاك العبيدي وهي إحدى طالبات الجامعة الطبية الحكومية في روسيا لوكالة شفق نيوز إنها "تمكنت من الحصول على حوالتها المالية من أهلها عبر أحد الوسطاء بعدما عجزت عن ذلك بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها روسيا إثر الحرب على أوكرانيا".
وتوضح العبيدي انها "عجزت عن استلام حوالتها المالية بسبب اغلاق اغلب المصارف إثر تداعيات الحرب، الأمر الذي اضطرها للتواصل مع أحد شركات السفر والسياحة في موسكو والتي لها فروع عدة في العراق حيث تكفل صاحب الشركة بقيمة الحوالة على أن يتسلمها أحد وكلائه في بغداد من عائلتي هناك".
من جهته؛ يؤكد محمد الشميلاوي، طالب جامعي في كلية هندسة النفط والغاز في إحدى جامعات مدينة گازان لوكالة شفق نيوز؛ إن "الأمور تسير حاليا بشكل طبيعي في استحصال الحوالات المالية، لأنها تصلنا عن طريق الشركات السياحية التي لديها منافذ عدة خارج روسيا سواء في العراق أو سورية".
وأضاف الشميلاوي أن "غالبية الطلبة العراقيين يتوزعون على الجامعات المتخصصة بهندسة النفط والغاز وذلك لأسباب عدة، أهمها ضمان فرصة الحصول على تعيين سواء في الشركات الروسية في موسكو او تلك العاملة في العراق مثل (غاز بروم) وغيرها من الشركات الروسية التي لديها عقود عمل خارج روسيا".
وأشار الطالب العراقي الى ان "الحوالات المالية التي تصلنا من عائلاتنا صار لزاماً علينا استلامها بالعملة المحلية الروسية (الروبل)، رغم انها تحوّل بالدولار الأميركي".
الطلبة بانتظار المجهول
من جهة أخرى؛ كشف مصدر دبلوماسي رفض الكشف عن اسمه لوكالة شفق نيوز، انه "لا تكهنات بعد بشأن ما ستخلفه الحرب من آثار التي قد تطال الطلبة العراقيين لاسيما إذا ما اقفلت المصارف والشركات المالية أبوابها وانقطعت الحوالات".
صمت حكومي و"تفاؤل حذر"
ورغم محاولات وكالة شفق نيوز، الحصول على إحصاءات رسمية من السفارة العراقية في موسكو بما فيها محاولات التواصل مع الملحق الثقافي المعني بتفاصيل الطلبة العراقيين هناك، الا انها لم تفلح، في ظل صمت حكومي رسمي عن وضع العراقيين في روسيا وتأثيرات الحرب عليهم.
بدوره؛ يقول رئيس الجالية العراقية في روسيا حيدر الشمري لوكالة شفق نيوز، إنه "حتى الآن، فان الأوضاع حالياً مستقرة، والطلبة العراقيين يمارسون أنشطتهم الدراسية بانسيابية تامة حيث يتواجد أكثر من (8) آلاف طالب موزعين على أكثر من عشرين جامعة روسية من أصل (1000) ألف جامعة في عموم روسيا".
ويضيف الشمري أن "هناك أكثر من (400) مقيم عراقي حاصلين على الجنسية الروسية موزعين على أنحاء مختلفة من روسيا".
وبشأن الحوالات المالية يوضح الشمري أنه "حتى الآن، فلا توجد مشاكل في مسألة الحوالات المالية الواردة الى الطلبة العراقيين من ذويهم، حيث يرسل ذوو الطلبة الأموال الى أبنائهم بواسطة الشركات السياحية المعتمدة، والاخيرة تتكفل بإيصالها للطلبة المعنيين، ومن ثم يتم تسليمها للطالب بالعملة المحلية (الروبل) عوضاً عن الدولار بسبب الظروف الاستثنائية وتزايد الطلب على العملة الصعبة (الدولار) الأمريكي".
ويشير رئيس الجالية العراقية في روسيا إلى أن "أغلب الطلبة العراقيين الوافدين يلتحقون بالجامعات المتخصصة بهندسة النفط أو تلك المعنية بصناعة النفط والغاز والتي تتراوح تكلفة الدراسة فيها بين (3000-4500 دولار) سنوياً".
ويورد بعض أصحاب شركات السياحة وأخرى معنية بتقديم التسهيلات الدراسية خارج العراق استقصت شفق نيوز آرائهم بشأن أهم الجامعات التي يرغب الطلبة العراقيون بالدراسة فيها وهي "جامعة أرخانجيلسك الحكومية الفنية (المعهد العالي للنفط والغاز)، وجامعة استراخان الحكومية التقنية (المعهد العالي للنفط والغاز)، وجامعة داغستان الحكومية التقنية (المعهد العالي للنفط والغاز)، وجامعة الشرق الأقصى الاتحادية (المعهد العالي للنفط والغاز)، وجامعة غروزني الحكومية التقنية للنفط المعروفة باسم (ميليونشيكوفا)، وجامعة إيركوتسك الحكومية التقنية (كلية النفط والغاز) وجامعة كازان (المعهد العالي للنفط والغاز)".
ويضيف أصحاب شركات السياحة الى القائمة أيضاً؛ جامعة كوبان الحكومية التقنية (كلية النفط والغاز)، ومعهد كامسك العالي للإنسانية والهندسة التكنولوجيات، وجامعة موسكو الحكومية المفتوحة (المعهد العالي للنفط والغاز)، وجامعة مايكوب الحكومية التقنية (كلية النفط والغاز) ومعهد موسكو العالي لأعمال الغاز والنفط، والجامعة الشمالية الاتحادية (المعهد العالي للنفط والغاز)وجامعة شمال القوقاز الحكومية الفنية (المعهد العالي للنفط والغاز).
كما تنضم الى القائمة أيضاً "جامعة أومسك الحكومية التقنية (كلية النفط والغاز)، وجامعة بيرم الحكومية التقنية (كلية النفط والغاز)، والجامعة الحكومية الروسية للنفط والغاز المعروفة بإسم (غوبكين)، وجامعة الجنوب الروسية الحكومية الفنية (المعهد العالي للنفط والغاز)، فضلا عن معهد سانت بطرسبرغ العالي الحكومي للتعدين، والجامعة التقنية (كلية النفط والغاز)".