سقوط الموصل.. روايات من شهود على "النكبة": كانت مؤامرة!
شفق نيوز/ لم تغِب نظرية المؤامرة عن الموصليين الذين شهدوا سقوط مدينتهم بيد تنظيم داعش في مثل هذا اليوم قبل 8 سنوات.
شهود عيان تحدثوا لوكالة شفق نيوز، عن انهيار القوات العسكرية والامنية في 10/6/2014 وتركها المدينة لتقع اسيرة بيد التنظيم لثلاث سنوات عانوا فيها القتل والدمار.
عهد الظلام والجرائم
ويتحدث العم هذال الزهيري وهو احد سكنة منطقة الزنجيلي بالجانب الايمن من الموصل لوكالة شفق نيوز عن دخول المدينة عهداً من الظلام والجرائم بعد سيطرة داعش عليها.
ويقول، إن "انفجار الصهريج المفخخ قرب فندق الموصل لم يكن يبعد عن منزله سوى مئات الامتار وكان الحدث حجة للهروب من المدينة وترك اهلها أمام فك الارهاب"، مضيفا ان "الجميع يعلم بان الاوضاع بدأت تتدهور قبل يوم السقوط ب 5 ايام وانهارت تماما يوم التاسع من حزيران وانتهى كل شيء في مثل هذا اليوم".
ويتابع، "لا أصدق ان الموصل قد سقطت حتى هذه الساعة انما جاءت اوامر للانسحاب منها وهذه مؤامرة فلا أحد يصدق بأن مئتي داعشي او ثلاثمائة يستطيعون هزيمة ثلاث فرق عسكرية بعدتها وعتادها".
ويستعيد هذال ذاكرته عندما شاهد عناصر الشرطة الاتحادية يتركون مقر الفوج الذي يبعد عن منزله 100 متر دون سبب وعندما سألهم إلى أين سيذهبون قالوا له (عمو الشغلة منتهية ومحد باقي بس احنا).
ويقول هذال إنه "تفاجأ بكلامهم وكان يعلم ان شيئا سيحدث وهذا الكلام كان قبل انفجار الصهريج المفخخ قرب فندق الموصل عصر يوم التاسع من حزيران وتبين فيما بعد كل شيء".
وينهي هذال حديثه عن تلك الايام انها "لم تكن الا البداية وقد عاشوا سنوات مؤلمة وقاسية لم تنتهِ حتى تحرير المدينة عام 2017 ".
وبين هذال؛ ان ثمن حريتهم كان الاف الابرياء من الضحايا من بينهم أبناء عمومته وجيرانه الذين تجاوز عددهم 100 ضحية سقطوا في مجزرة معمل البيبسي اثناء محاولتهم الهروب ابان عمليات التحرير.
مطالبات بمحاسبة المسؤولين
ويقول الناشط السياسي سعد الوزان لوكالة شفق نيوز، إن "استذكار سقوط الموصل يعني الحديث عن ثاني كبريات مدن العراق وأهم مدنه تاريخيا وجغرافيا واقتصاديا، وهذا يعني الحديث عن محاسبة من تسبب بسقوطها ومحاكمة من هرب من مسؤولية الدفاع عنها ولكن حتى اليوم لم يحاسب على أكبر انتكاسة امنية في تاريخ العراق ومايزال بعض المتسببين بسقوط الموصل في العملية السياسية بل لديهم مناصب رفيعة ايضاً".
ويتحدث احمد وليد لوكالة شفق نيوز عن "ماخسرته هذه المدينة منذ عام 2014 وحتى تحريرها، وقال "خسرنا آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين، وورثنا عشرات المقابر الجماعية وتركت لنا الحرب مستشفيات عملاقة لم يعد اعمارها فيما تزال المدينة تتعكز على ثلاث جسور فقط ويعاد إعمار جسرين آخرين لم يكتملا حتى الآن".
ويضيف، "أما التعويضات فلم يعوض الا 10 آلاف شخص من بين 100 الف شخص اكملو معاملاتهم بحسب آخر احصائية سمعناها من لجنة التعويضات الفرعية".
ويوضح، وليد ان "عجلة إعمار ماتسبب به سقوط الموصل متأخرة جدا ونحن نتحدث عن إكساء الشوارع الرئيسية وتوفير بعض الخدمات فقط أما المشاريع الاستراتيجية والمهمة فهي غائبة عن المشهد بشكل او بآخر واعتقد ان الموصل تحتاج الى عدة سنوات لتعود على الاقل الى نصف ما كانت عليه قبل 2014".
وفيما يخص تأخر الإعمار بشكل عام قال الناطق الرسمي في محافظة نينوى رعد العباسي في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن "تأخر الإعمار بعد تحرير المدينة كان بسبب عدم الاستقرار فيها وخصوصا الاستقرار السياسي والتخبط والفوضى في ادارة ملف الاعمار اما اليوم فهناك خطة واضحة لإعمار المدينة وأولويات لدى المحافظة حول إعمار الجسور وتوفير الخدمات والعمل مستمر فيما يخص المطار .
واشار إلى ان "بعض المشاريع الاخرى مثل إعادة إعمار المستشفيات فهي مشاريع لوزارات سيادية وتتحمل وزارة الصحة مسؤولية تأخر إعادة إعمارها".
ولفت إلى أن "الحكومة المحلية في نينوى اليوم فهي تخطط لعودة المحافظة الى افضل مما كانت عليه عام 2014، وبعد اطلاق اموال نينوى المجمدة سيكون هنالك تغيير واضح في مستوى الخدمات والمشاريع في عموم المحافظة وفي مركزها الموصل".
100 عام إلى الوراء
اما المدير التنفيذي للجنة العليا لاعمار الموصل عبد القادر الدخيل قال لوكالة شفق نيوز، ان "اللجنة وبالتنسيق مع الحكومة المحلية وحكومة بغداد نجحت في استحصال ارصدة نينوى المجمدة خلال فترة احتلالها وستترجم كلها إلى مشاريع على أرض الواقع".
واشار الى، ان "المحافظة أعلنت عن 45 مشروعا منها أما فيما يخص أهم مشاريع هذه اللجنة فهي إعادة إعمار الواجهة النهرية للمدينة القديمة وانشاء المجسرات في جانبي الموصل بالاضافة الى المطار بجري اعماره رغم كل المعوقات التي تواجههم".
وأكمل الدخيل، ان "الارصدة المجمدة بلغت قرابة 400 مليار دينار عراقي ونسعى لتكون الموصل مدينة لا ملامح لذكريات الحرب فيها"، لافتا الى ان" حجم الدمار الذي تعرضت له نينوى بشكل عام وليس الموصل كان كبيراً جداً واعادها 100 عام الى الوراء وبدأت من جديد لكن عودتها اجمل مما كانت عليه ليس إلا مسألة وقت فقط".