إسرائيل أمام خيارين.. "تفجيرات في إيران" أو تعايش مع خامنئي
شفق نيوز/ تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عمّا ستفعله تل أبيب في حال حصل ما تتمناه وتسعى إليه وهو فشل المفاوضات النووية في فيينا مع إيران، إذ أن الايرانيين عندها سينتقلون إلى سيناريو التخصيب الذي يتيح لهم امتلاك ما لا يقل عن أربع قنابل نووية خلال فترة قصيرة.
واستهلت الصحيفة الاسرائيلية، تقريرها الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بـ"استعادة المثل القائل للإشارة إلى إسرائيل وموقفها من التهديد النووي الإيراني، (احذروا ما تتمنونه)".
مستقبل الاتفاق النووي
وأوضحت الصحيفة في تقريرها، أن "معظم المؤشرات كانت تشير إلى اتفاق وشيك بين إيران والقوى الدولية، إلا أن التأخير المستمر والعنصر الجديد المتمثل بعدم الاستقرار بسبب الصراع الأمريكي الروسي حول أوكرانيا، أثار الشكوك مجدداً بإمكانية إبرام الصفقة النووية".
وذكرت أن "حكومة بنيامين نتنياهو السابقة والحكومة الحالية برئاسة نفتالي بينيت، ووزير الخارجية يائير لابيد، اتخذوا مواقف واضحة اعتراضاً على الصفقة، لأن وبغض النظر عن الفوائد قصيرة المدى للاتفاق بتأخيره للتهديد النووي الإيراني، إلا أن الصفقة ستخلق شعورا مضللاً بالأمن مع انتهاء تأثير العقوبات على إيران".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن "إيران تمتلك حاليا ما يكفي من اليورانيوم المخصب، القادرة على تخصيبه حتى مستوى 90٪ لتحويله إلى سلاح، من أجل صناعة أربع قنابل نووية، ربما في غضون أسابيع، او بضعة أسابيع لكل قنبلة"، وفق خبراء.
ولفتت إلى أن "في حال فشل التوصل الى اتفاق نووي جديد، فإن الإيرانيين سيحرصون على لفت انتباه العالم من اجل رفع العقوبات عنهم، من خلال رفع نسبة التخصيب بشكل أكبر، خاصة أن الغرب مرتعب بالفعل من نسبة التخصيب الحالية والبالغة 60%، وستكون خطوتهم المقبلة الوحيدة لممارسة المزيد من الضغط على الغرب هي الانتقال الى مستوى التخصيب بنسبة 90٪".
الرد الإسرائيلي
وطرحت الصحيفة مجدداً، تساؤلات عدة بدأتها بـ"ماذا ستفعل إسرائيل؟ وهل ستتعايش مع إيران عند هذه العتبة النووية إلى ما لا نهاية ؟ (...) وماذا ستفعل إسرائيل إذا لم تنهار إيران تحت العقوبات؟".
ووفقاً للتقرير الإسرائيلي، فإن "جهاز الموساد قام منذ تموز/يوليو العام 2020، بعمليات تخريب وتفجير استهدفت بعض منشآت إيران النووية واغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، إلا أن النظام الايراني ما زال يجد الوسائل للحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصناعة أربع قنابل نووية، وذلك بالاستفادة من عدد كبير من منشآته واتساع توزيع مخزون اليورانيوم".
ويمكن للجيش الإسرائيلي من الناحية النظرية، شن ضربة جوية استباقية واسعة النطاق لتعزيز انتكاسة البرنامج النووي الإيراني، إلا أن وبحسب الصحيفة، لا توجد أي مؤشرات على أن بينيت أو لابيد أو وزير الدفاع بيني غانتس، يعتبرون أن "إسرائيل ستكون مستعدة للقيام بخطوة كبيرة وحافلة بالمخاطر كهذه".
ونقل التقرير عن خبراء تقديرهم، بالقول: "حتى لو تجاوزت إيران عتبة تسليح اليورانيوم، فإنها قد تحتاج إلى ما بين ستة أشهر وعامين قبل التمكن من امتلاك القدرة التفجيرية، وإعداد الرأس الحربي النووي وإمكانية إطلاق الصاروخ".
انتظار محفوف بالمخاطر
وتشير التوقعات، بحسب "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أن "إسرائيل ستميل إلى الانتظار لمدة ستة أشهر على الأقل وربما لفترة أكثر طولا قبل تنفيذ أي عمل عسكري بشكل علني، بالإضافة إلى عدم وجود ضمانات بأن مثل هذه الضربة الجوية الواسعة، ستكسب إسرائيل أكثر من عامين من الوقت قبل أن ينجح علماء إيران في استعادة برنامجهم إلى نفس المرحلة".
ونوهت الصحيفة، إلى أن "الوضع هنا مختلف، فهذا ليس العراق عام 1981 أو سوريا عام 2007، واللذان كلفا الجيش الإسرائيلي بضرب موقع نووي مرة واحدة لتنتهي المسألة، فإيران في هذه المرحلة، تمتلك المعرفة والصناعة محلياً".
أما في حال إحالة القوى الدولية ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي، واحتمال أن يؤدي ذلك إلى الضغط على الصين وروسيا لكي تلتزما بالعقوبات، فإن الصحيفة اعتبرت أن "هذه العملية ستستغرق وقتا ولن يكون من المؤكد كيف ستجري الأمور".
وخلص التقرير إلى القول: "في كلتا الحالتين، قد تضطر اسرائيل إلى التعايش لعدة أشهر مع خامنئي و90٪ من اليورانيوم المجهز للتسليح، في حال لم يجد جهاز الموساد وسيلة للقيام بالمزيد من التفجيرات بشكل أسرع مما يتيح للإيرانيين استبدالها"، مشيرا إلى أن "هذا هو السيناريو الذي قالت إسرائيل إنها تريده".
وختم التقرير بالقول: إن "العقوبات ستستمر، وسيتواصل قلق العالم من التقدم النووي الإيراني، إلا أن ليس واضحا تماما كيف ستعمل إسرائيل على تحييد التهديد النووي لخامنئي، وما هي التكاليف التي قد تدفع على طول الطريق".