أسر أنبارية تستغيث لإنقاذها من براثن الفقر: نريد لقمة العيش
شفق نيوز/ يشكو سكان المناطق الغربية بمحافظة الأنبار، من تفاقم أزمة البطالة، نتيجة ما تعرضت اليه المحافظة من دمار طال البنى التحتية إبان سيطرة تنظيم داعش على المحافظة.
علاوة على ذلك فأن المعامل والمصانع غير مؤهلة، اضافة الى انعدام الدعم الخاص بالفلاحين والعديد من المهن التي تعد مصدر دخل غالبية سكان مناطق غرب الأنبار.
وتفاقم الأزمة يهدد آلاف الأُسر، وسط مطالبات ودعوات للحكومات المركزية والمحلية في الأنبار، باتخاذ حلول تسهم بالحد من الظاهرة وانقاذ هذه العوائل من حالة الفقر التي رافقتهم منذ سنوات.
ويقول قائممقام قضاء الرطبة اقصى غرب الأنبار، عماد الدليمي لوكالة شفق نيوز، إن "ما سببه تنظيم داعش من دمار وخراب للمناطق الغربية من المحافظة، أثناء سيطرته عليها، أسفر عن تزايد كبير جداً بنسب البطالة، نتيجة تدمير الكثير من المفاصل الحيوية، مما اثر سلباً على الحياة اليومية للسكان".
واضاف الدليمي، "نعمل على توفير فرص العمل للعاطلين والحد من هذه الظاهرة، وذلك من خلال تهيئة مشاريع تجارية واقتصادية تسهم بتوفير الفرص، ويتم ذلك بالتنسيق مع ديوان محافظة الانبار والمنظمات الدولية".
واعرب عن أمله بأن "تلتفت المنظمات الى قضاء الرطبة، ودعمها بمشاريع تخدم فئة الشباب".
ويصف المواطن عبد الله صالح ( 31 سنة ) الظروف المعيشية في بلدته بقضاء القائم غربي الأنبار بـ"المزرية" ويقول، "برقبتي زوجة وطفلتين، واشتغل عمالة ( بناء ) ومنذ اسبوعين وانا جالس في البيت، بسبب عدم تمكني من ايجاد عمل اخرج اليه".
ويتسائل صالح في حديثه لوكالة شفق نيوز، قائلاً "كيف اجد من يبني او يعمر داره لأعمل عنده، والناس تنزح مجدداً بسبب انعدام الكهرباء ؟".
ليكمل عنه صديقه محمود حسين ( 34 سنة ) ويقول "اين الحكومة التي تدعي أنها تعمل على البناء والتطوير ؟ عمي منريد لا تبليط ( إكساء الشوارع ) ولا انارة، نريد شغل حتى نعيش يا سياسيين الانبار".
فيما يرى الخبير بالشأن الاقتصادي في الأنبار، سليمان الجميلي، بأن "ابرز الأسباب التي فاقمت أزمة البطالة هي تأخر الحكومة المحلية بتأهيل المناطق الغربية من الأنبار، فضلا على عدم تأهيل المصانع المتواجدة بكثرة هناك، والمتوقفة عن العمل منذ التحرير من داعش، رغم أنها كانت تسهم بتوفير آلاف فرص العمل، بالإضافة الى بعد مركز المحافظة عن تلك المناطق".
ودعا الجميلي، الحكومات المركزية والمحلية لمعالجة الأزمة، من خلال "فتح مشاريع استثمارية لا سيما وأنها مناطق غنية بالموارد الطبيعية والبتروكيمياوية".
من جهته قال مدير مديرية العمل والشؤون الاجتماعية في الانبار، مجيد الحلبوسي لوكالة شفق نيوز، إن "عملنا هو تأهيل الباحثين عن العمل من خلال دورات تدريبية، توفير فرص العمل للخريجين منها، ولكن بسبب قلة التخصيصات المالية فإن عملنا شبه متوقف ونعتمد على المنظمات الدولية بتمويلنا بمبالغ مالية تساعدنا على تدريب اعداد محدودة من الباحثين عن العمل".
واضاف "اننا نواجه صعوبة في تنقل الراغبين بالتدريب، بسبب دمار وخراب بعض مراكز التدريب المهني، كما هو الحال في قضاء القائم".
وتابع، "كان لي لقاء مع المنظمة الالمانية لمكافحة المجاعة، وقدمنا عدة مطالب لتوفير سبل المعيشة لسكان المناطق الغربية خاصة، منها فتح مشاريع ودفع الاموال للعائدين من النزوح، فضلا على توفير مخصصات لتشغيل عدد من العاطلين بأعمال كري الانهر او تنظيف المبازل، ولا تزال المساعي متواصلة لوفير الفرص".
ولفت الحلبوسي، بالقول "نقوم من خلال نافذة الرعاية الاجتماعية بتسليم الاسر المعدومة الدخل رواتب رمزية، وذلك بحسب معيار خط الفقر الذي وضعته وزارة التخطيط، لكن حتى الآن لا يوجد قرار لشمول أسر أخرى".
وأوضح ،أن "قبل اقرار موازنة عام 2021 الحالي، كان هناك مخطط لشمول 400 ـ 500 ألف عائلة ضمن الرعاية الاجتماعية، لكن اثناء التصويت على الموازنة في البرلمان تم حذف 2 ترليون من حصة الوزارة، وتحويلها لفئات اخرى، مما جعلنا في موقف لا يسمح لنا بإسعاف هذه العوائل".
وطالب الحلبوسي، بمنحه "تخصيصات مالية تمكننا من شمول أكبر عدد ممكن من العوائل الفقيرة في المناطق التي تعد "منكوبة" مثل القائم والرطبة وغيرها، وعلى الحكومة المحلية دعم القطاع الخاص بتلك المناطق".