سجون سوريا تثير الشجون في العراق.. ما قصة حادثة "البكارة" ؟
شفق نيوز/ أكد عدد من أهالي المناطق الواقعة في محيط قاعدة البكارة العسكرية السابقة، أن تنظيم داعش نفذ جريمة
نكراء في العام 2014 عندما أقدم على قتل المئات من أبناء القضاء والمعتقلين في
سجونه، لافتين إلى أن مجموعة من السجناء الذي كانوا لدى التنظيم جرى نقلهم إلى
سجون التنظيم في المناطق التي كانت تخضع لسيطرته بسوريا.
وتسلّمت القوات العراقية قاعدة البكارة الواقعة بالقرب من قضاء الحويجة
جنوب غرب مدينة كركوك يوم 16 ايار 2011، والتي تعد اكبر معسكر للقوات الأميركية،
تنفيذا لبنود الاتفاقية الأستراتيجية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة.
وأكد ممثل قائد القوات الأميركية في العراق المقدم اندرو أولريك، أن ثقتهم
عالية في الجيش العراقي وشركائه من قوات الأمن، مشيراً الى انهم جاهزون لهذا الانتقال
الذي استغرق ثماني سنوات.
ووفق جدول مراسم تسليم السلطة، فإن المعسكر تم تسليمه الى ممثل رئيس
الوزراء سمير حداد، الذي لم يلاحظه الحضور، فيما أكد قائد القوات الأميركية في
كركوك، العقيد بابل أن الوضع في كركوك معقد وبحاجة الى دعم ومساعدة المواطنين
للأجهزة الأمنية.
بدوره، أكد آمر اللواء 46 التابع للفرقة 12 من الجيش العراقي العميد الركن
محسن محمد، جاهزية القوات الأمنية العراقية في مواجهة أي تحديات.
كما قال رئيس مجلس محافظة كركوك حسن توران، إن "المسئولية باتت على
عاتق العراقيين الذين عليهم بذل المزيد"، فيما أشار نائب محافظ كركوك راكان
الجبوري، إلى أن تسليم قاعدة البكارة ينهي الذرائع والحجج التي اعتمد عليها
"الارهابيون" للقيام بالعمليات المسلحة.
وبالرغم من الإعلان عن جاهزية القوات العراقية لاستلام الملف الأمني في
محافظة كركوك، إلا أن هناك تصريحات لمسؤولين تؤكد حاجة المحافظة إلى بقاء القوات
الأميركية لحين حسم الملفات السياسية العالقة في المحافظة.
في هذا الصدد، أفاد خلف الجبوري، (أحد أهالي المنطقة)، لوكالة شفق نيوز، بأن
"قاعدة البكارة العسكرية كانت واحدة من اهم القواعد الجوية في زمن النظام
السابق قبل 2003 وعند احتلال العراق من قبل القوات الامريكية اصبحت قاعدة عمليات
للقوات الامركية وكانت تسطير على مناطق جنوب غربي كركوك واليوم مع إعلان فريق من
حقوق الانسان عن العثور على قرابة 100 جثة عادت الذكريات الأليمة معها".
وأضاف أن "القاعدة كانت أحد أهم سجون التنظيم وقبل دخول القوات
العراقية الاتحادية، قام التنظيم بتنفيذ عمليات قتل جماعي للمعتقلين، ونقل آخرون
منهم إلى سجون الموصل ومنها الى سوريا ومع سقوط النظام في سوريا، هناك ضرورة
لمعرفة هل هناك عراقيون جرى نقلهم من سجون العراق إلى سوريا".
وتابع أن "هناك مقابر جماعية اخرى في القاعدة يصل عدد الذي اعدوا فيها
بنحو 400 شخص وهناك من جرى نقلهم من السجون الى مواقع مجهولة الى غاية هذا اليوم".
من جانبه، لفت سعدون حازم العبيدي، إلى أن "سقوط النظام السوري وفتح
السجون واطلاق سراح السجناء يفتح معها قلوب عشرات العراقيين من الذين تم قتلهم أو ما
زالوا مفقودين في سجون داعش الإرهابي حيث لا أحد يعرف مصير المئات منهم".
وأشار العبيدي، إلى أن "الكشف عن 100 جثة من مقبرة البكارة هي جزء من
سلسلة مقابر موجودة يصل عدد الذين قتلوا فيه من قبل داعش بحدود 400 شخص وهي جريمة
اشبه بجريمة سبايكر في تكريت وكذلك التنظيم الارهابي قام بنقل عشرات المعتقلين الى
سدون في سورية ولا احد يعرف مصير هذه المجاميع الذين جرى نقلهم قبل دحول القوات
العراقية الى الحوجية في العام 2017".
في المقابل، قال الناشط العراقي والمختص في مجال حقوق الانسان، أحمد العلي
لوكالة شفق نيوز، أن "ما يجري في سوريا من فتح السجون في دمشق وغيرها يفتح
معه ملف سجون داعش الإرهابي الذي قام بقتل وتغييب المئات من المعتقلين لديه، وخاصة
في سجون قضاء الحويجة".
وأكد أن "الكشف عن مقبرة البكارة خير دليل على أن هناك جرائم ما زالت
لم يكشف عنها حيث توجد اكثر من مقبرة جماعية في القاعدة وكذلك العراق بحاجة لمعرفة
هل هناك معتقلين من العراقيين في سجون النظام السوري وهذا يحتاج لبعض الوقت".
إلى ذلك، قالت والدة أحد الذين قتلهم داعش في البكارة وتدعى أم محمد
العبيدي، للوكالة إن "أحداث سوريا وفتح مقبرة البكارة فتح شجون فقدان ابني
الذي لا أعرف ما هو مصيره، فهل هو جثة في مقبرة البكارة أم مغيب قسرياً من قبل داعش وجرى نقله إلى سجون سوريا".
وقبل ذلك، قال عضو جمعية حقوق الإنسان، رأفت علي، إنه جرى رفع نحو 100 جثة من
ضحايا مقابر البكارة في محافظة كركوك، وتمت المباشرة بإجراءات الحفر والتنقيب
واستخراج الرفات من ثمانية مواقع لمقابر جماعية في محافظة كركوك - قضاء الحويجة
(البكارة) لضحايا تم إعدامهم من قبل داعش".
وأضاف علي: "وفق المعلومات المتوفرة لدينا فقد قام الفريق برفع ما
يقارب( 96 رفات ) من هذه المواقع وتم ارسالها الى الطب العدلي لاجراء الفحوصات
لمعرفة هويتها وفق فحوصات DNA"، مؤكدا أن "داعش الارهابي مارس
سياسة اعدامات واسعة بحق الابرياء في المناطق التي اجتاحها بعد حزيران 2014".