أزمة النفط الابيض في السليمانية: بين الوعود الحكومية وغياب الحلول

شفق نيوز/ يعبر المواطنون في السليمانية عن استيائهم من عدم حصولهم على مادة النفط الأبيض المخصص للتدفئة، حتى الآن،. في وقت حذر نشطاء بيئيون من توجه المواطنين لقطع الأشجار كبديل عن المحروقات النفطية.

وكانت الإدارة المحلية في السليمانية أعلنت في وقت سابق حصول المحافظة على 21 مليون لتر من النفط الأبيض، وذلك بعد ابرام اتفاق بين وزارة النفط الاتحادية متمثلة بشركة توزيع المشتقات النفطية مع حكومة إقليم كردستان، ينص على إرسال 50 مليون لتر من هذه المادة الى محافظات الاقليم.

استياء شعبي 

ويقول حاجي احمد هو أحد مواطني السليمانية في حديثه لوكالة شفق نيوز؛ إن "المواطنين اصبحوا يستخدمون المدافئ منذ فترة وخاصة من هم في المناطق الجبلية العالية، لكن الحكومة لم توزع النفط الابيض حتى الان".

وكان محافظ السليمانية هفال ابو بكر قال في مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز؛ عقده في 8 تشرين الثاني الماضي؛ ان "وزارة النفط الاتحادية ومن خلال شركة توزيع المنتجات النفطية، قررت تزويد الإقليم بكمية 50 مليون لتر من مادة النفط الابيض".

ويضيف المواطن حاجي احمد؛ "نتخوف من أن يتم توزيع النفط في وقت متأخر أي بعد انقضاء الشتاء، كما فعلت العام الفائت".

وأعرب عن أمله؛ أن "يتم توزيع المحروقات باقرب وقت ، لان الناس اصبحوا يستخدمون المدافئ منذ ايام، واضطروا على اللجوء الى بديل النفط وهو قطع الاشجار".

أسباب الأزمة 

وفي الاثناء؛ يبين عضو لجنة الطاقة في مجلس محافظة السليمانية كريم علي في حديث مع وكالة شفق نيوز؛ ان "أسباب الأزمة تكمن في عدم حصول الإقليم على حصته الكافية من النفط الابيض من بغداد حيث ان الاقليم بحاجة الى 250 مليون لتر من النفط الابيض بينما ترسل بغداد 50 مليون لتر وهذا يعني ان كل خمسة عوائل تحصل على برميل واحد من النفط الأبيض خلال فصل الشتاء".

ويشير إلى أن "وزارة الثروات الطبيعية في حكومة اقليم كوردستان  وبسبب الازمة المالية اوقفت توزيع النفط الابيض على المواطنين منذ العام 2014 بسبب الازمة والحرب على داعش".

ووافقت وزارة النفط الاتحادية ومديرية توزيع المشتقات النفطية، في 8 تشرين الثاني الماضي؛ على إرسال 50 مليون لتر من النفط الابيض لمواطني الإقليم.

وأبلغ مصدر مطلع وكالة شفق نيوز؛ أن حصة محافظة السليمانية وإدارة گرميان و رابرين ستكون (21) مليونا و (500) الف لتر من النفط الابيض، وستكون (15) مليونا و(800) ألف لتر لمحافظة أربيل، فيما ستذهب (5) ملايين و(250) الف لتر لمحافظة حلبجة، في حين ستكون حصة دهوك (7) ملايين و(900) ألف لتر.

ويلفت كريم إلى أن "حصة السليمانية بما فيها إدارة كريمان ورابرين من الكمية التي ترسلها بغداد هي 21 مليون لتر في وقت تحتاج السليمانية إلى أكثر من 110 مليون لتر من النفط الابيض وهذا ما تسبب بازمة في توزيع النفط الابيض على العوائل حيث توجد عوائل لم تتسلم حصتها من النفط الأبيض منذ عامين .

الحلول المقترحة

وطالب كريم حكومة الاقليم بإيجاد حل ملائم لازمة النفط الابيض اما عن طريق توفيرها من المصافي الموجودة في الاقليم او عند طريق الاتفاق مع بغداد بتوفير حصة كافي كل مواطني الاقليم.

ويواجه سكان إقليم كردستان مشكلة مزمنة منذ سنوات وتتكرر في مثل هذا التوقيت من كل عام اسمها غلاء أسعار الوقود والمحروقات في الأسواق المحلية، وفي كل عام، تتعهد السلطات بحلها، لكن المشكلة تتفاقم في العام التالي حتى غدت هذه السنة بمثابة معضلة لا يبدو من الممكن حلها في المدى المنظور.