روايات عن ساعات الخوف والفتوى والموت في المنطقة الخضراء

روايات عن ساعات الخوف والفتوى والموت في المنطقة الخضراء
2022-09-07T20:59:58+00:00

شفق نيوز/ قدم موقع "ميدل إيست آي" البريطاني رواية للساعات التي سبقت ورافقت أحداث الاشتباكات الدموية الاخيرة في المنطقة الخضراء في بغداد، والتباين والخلافات داخل صفوف الصدريين، والجهات التي تصدت للمتظاهرين الصدريين الغاضبين بعد إعلان زعيمهم مقتدى الصدر اعتزاله السياسي.

ووصف التقرير البريطاني مشهد المتظاهرين المعتصمين في المنطقة الخضراء واحساسهم بالصدمة وتخلي القيادات الصدرية عنهم وضياعهم إزاء ما يتحتم عليهم فعله، وارتباكهم بعدما تلقوا أنباء تقاعد المرجع الشيعي كاظم الحائري، ثم اعتزال الصدر نفسه.

واستهل التقرير الرواية بما جرى مع كاظم (36 سنة) الذي كان قد امضى عدة ليال مع الصدريين في المنطقة الخضراء، عندما صدر بيان آية الله الحائري، حيث استيقظ حوالي الساعة 11 صباحا في احدى خيام الاحتجاج أمام مبنى البرلمان، ليتابع اتهام الحائري المقيم في قم، للصدر بتشتيت أبناء الأمة والطائفة وتشكيكه في شرعية قيادته للتيار الصدري.

وتساءل جعفر مع رفاقه الصدريين عما إذا كان بيان الحائري حقيقيا بالفعل، وما الذي يمكن أن يفعله الصدر ردا على ذلك، ونقل التقرير عن جعفر قوله ان الجميع كانوا مثله في حالة ارتباك وانتظار لرد الصدر.

 ولفت التقرير إلى أنه منذ وفاة اية الله محمد محمد صادق الصدر، فان الحائري كان بمثابة مرشد روحي للتيار الصدري بناء على توصية الاب، وقال جعفر "لقد قدم لنا نوعا من الحماية".

ولكن الان، لفت التقرير الى انه يبدو ان هذه الحماية قد تبددت بشكل مفاجئ وغاضب، وقال جعفر "كنا متوترين جميعا. تصريح الحائري كان فتوى ضدنا".

 وتابع التقرير أن المنطقة الخضراء كانت تشبه بشكل متزايد منطقة حرب، خلال الأيام التي سبقت تدخل الحائري في 29 أغسطس/آب، مذكرا بأن اللهجة التصعيدية للصدر وخصومه المدعومين من ايران، تسببت باثارة قلق الكل بينما كانت الاسلحة وقوات الامن والمسلحين يتكدسون في المنطقة المحصن.

وبعدما أشار التقرير إلى أن رد الصدر على الحائري الذي اعتبر فيه أن تقاعده لم يكن بمحض إرادته، ثم إعلان الصدر تنحيه عن العمل السياسي بشكل دائم وقوله لاتباعه ان "كل واحد حر مني"، اوضح ان ذلك تبعته الفوضى وان الصدريين المعتصمين قرب البرلمان منذ أسابيع، اعتبروا ان كلمات الصدر هي بمثابة ضوء اخضر لهم للتحرك.

وتابع التقرير، أن المعتصمين الصدريين قسموا أنفسهم إلى مجموعات، وتوجهوا نحو ساحة 14 تموز، وتوقفوا هناك لمدة ساعة تقريبا، وهم ينتظرون مجيء المزيد من الناس للانضمام إليهم أو تلقيهم تعليمات، لكن احدا لم يأتي.

واستذكر جعفر ما جرى قائلاً، إن "أحدا لم يتصل بنا ولم يكن هناك من يرد على اتصالاتنا. اختفى الجميع بشكل مفاجئ وكأنهم ليسوا موجودين".

 وذكر التقرير، أنه كان يتحتم على المتظاهرين ان يختاروا وجهتهم التالية حيث انه إلى يمينهم يقع المجمع الرئاسي والسفارة الأمريكية، بينما في الجهة المقابلة يقع القصر الجمهوري، فاختاروا التوجه نحو القصر الجمهوري.

وبحسب التقرير، فقد كان لدى قوات الأمن في "المنطقة الخضراء"، أوامر مشددة بأن لا يستخدموا السلاح ضد المتظاهرين "مهما كان الامر". 

ونقل التقرير عن قائد عسكري خدمته العسكرية في هذه المنطقة قوله إن العناصر العسكرية المحيطة بالقصر الجمهوري كانت تنطبق عليها هذه التعليمات، موضحا أنه عندما اتخذ  الصدريون القرار باحتلال المجمع والقفز في المسبح المائي هربا من حرارة 50 درجة، لم يتصدى لهم أحد.

وتابع، أن نحو ساعة ونصف مرت، ولم ترد انباء عن منظمي الاحتجاج حيث اختفى قادة "سرايا السلام" الذين كانوا مسؤولين عن حماية المتظاهرين وتوفير الدعم اللوجستي لهم، ولهذا فإن تقدير الوضع ترك للقادة الميدانيين الأصغر في "سرايا السلام" لتولي قيادة هذا الحشد الجامح المؤلف من عدة مئات من الرجال.

واضاف ان 50 صدريا طلب منهم البقاء في القصر الجمهوري، في حين اتجه الباقون نحو الاعتصام القائم من جانب انصار الإطار التنسيقي الذين كانوا يقيمون معسكر اعتصامهم خارج المنطقة الخضراء. ونقل التقرير عن جعفر قوله إنه "هذه الخطوة فتحت ابواب جهنم بوجوهنا".

وفي حين وصل متظاهرو التيار الصدري الى الجسر المعلق الذي كانت قوى الإطار التنسيقي تتمركز فيه عند الساعة 2:45 ظهرا، فقد بدأ جنود من "الفرقة الخاصة" بضرب الصدريين في محاولة عبثية من أجل منعهم من عبور نهر دجلة.

وقال جعفر، إن جنود الفرقة الخاصة "كانوا يتوسلون الينا الا نعبر (الجسر)، وقالوا إن عبورنا يعني حتمية الموت، ولم نستمع إليهم ولم نتوقف".

وبعدما اجتاز الصدريون الحواجز الاسمنتية، ذكر التقرير أن أنصار الإطار التنسيقي كانوا يتربصون لهم وألقوا الحجارة عليهم وضربهم بالعصي، الا ان قائدا عسكريا قال انهم ينجحوا في إجبارهم على ان يتراجعوا.

 ثم لفت التقرير إلى أن خمسة مسلحين ظهروا بشكل مفاجئ من خلف الخيام، ويرتدون بزات سوداء ويخفون وجوههم باقنعة سوداء وهم يحملون بنادق الكلاشينكوف، وراحوا يطلقون النار على الصدريين الذين كانوا يتسلقون فوق الحواجز الاسمنتية.

لكن جعفر الذي كان متواجدا على قمة أحد  تلك الحواجز في هذه اللحظة، قال "بصراحة، لم يطلقوا النار علينا، ولو انهم اطلقوا النار علينا مباشرة ، لكانوا قتلوا الكثيرين منا".

 واضاف التقرير انه في ظل احتدام الموقف، عاد الصدريون باتجاه القصر الجمهوري، لكنهم لم يكونوا على علم بأن رفاقهم قد جرى طردهم وتم تحشيد القوات هناك لمواجهتهم. وتابع أن سحب الدخان عمت الموقع وتعرض المتظاهرون الصدريون لاطلاق النار بكثافة.

وفي هذا الوقت، كان جعفر ومجموعته يحاولون فهم ما الذي يحدث، وظهرت قوة كبيرة من محيط القصر الجمهوري، ممن كانوا مقنعين ويرتدون الزي الأسود ويتحركون في ثلاثة صفوف، حيث حمل عناصر الصف الأول الهراوات، وحمل عناصر الصف الثاني الغاز المسيل للدموع، بينما كان الصف الثالث مسلحاً بالبنادق.

وقال جعفر إن هؤلاء "واصلوا التقدم نحونا، وتجمعنا من كافة الأمكنة، وأعدادنا بالمئات، وتوسلنا إليهم. قلنا لهم نحن عراقيون وانتم عراقيون ولا ضرورة لهذه القسوة، الا ان احدا لم يستمع إلينا"، مضيفا "انهم كانوا يطلقون الفلفل الحارق والغاز المسيل للدموع بكثافة غريبة، ولم يسمحوا لنا بمساحة او الوقت للتراجع او الانسحاب. وتصرفوا بحقد وكراهية".

وقال جعفر "أحسست باليأس، وكنت اتنشق الفلفل الحارق ولم تتوقف دموعي التساقط. لقد كنا، حرفيا، في وسط الجحيم".

ورغم أن حوالى كيلومترين تفصل ما بين القصر وبين معسكر الاحتجاج خارج البرلمان، الا ان المتظاهرين الذين كانوا جوعى وعطشى وخائفين ويشعرون بالتخلي عنهم، شعروا وكأنها أطول رحلة لهم في حياتهم.

وبعدما بلغت الساعة السابعة مساء، كانت السماء فوق المنطقة الخضراء غارقة  بوابل الرصاص والصواريخ، الى ان وصلت التعزيزات التي كان جعفر ورفاقه ينتظرونها، وانتهى الهجوم الصدري المضاد، بعدما استمر قرابة 20 ساعة، وذلك بمقتل ما لا يقل عن 49 مسلحا من "سرايا السلام"، وأصيب مئات آخرون منهم بالاضافة الى متظاهرين.

ونقل التقرير عن احد القادة في السرايا قوله، إن "اصابات معظم المقاتلين كانت في الرأس والصدر، بينما كانت إصابات البقية عشوائية"، وان غالبية الخسائر كانت من بين الأشخاص العزل الذين كانوا مشاركين في الاعتصام رفضوا الانسحاب، وقتلت غالبيتهم جراء اطلاق النار العشوائي، وسقط بعضهم بالخطأ لأنهم وقعوا وسط مصادر النيران.

الضربة الايرانية القاصمة للظهر

وذكر التقرير، أنه عندما ظهر الصدر في الساعة الواحدة ظهرا في اليوم التالي في مؤتمر صحفي من مقر إقامته في الحنانة، بدا منهكا وغاضبا حيث أمر أنصاره بالانسحاب، ثم بدأت بغداد تستعيد هدوءها خلال دقائق.

 واعتبر التقرير، أنه بينما "صمتت البنادق، فان الاسئلة بقيت"، متسائلا "هل جرى التخطيط لأعمال العنف؟ وهل كان الصدر واتباعه يحاولون تنفيذ انقلاب؟ وإذا لم يكن انقلابا، فما الذي حدث؟.

ولفت التقرير إلى أن العديد من معارضي الصدر والحلفاء، وكذلك المراقبين، يعتقدون أن الصدر كان يخطط  منذ شهور للسيطرة على المنطقة الخضراء، إلا أنه استهان بقوة خصومه عسكريا في المنطقة.

ونقل التقرير عن العديد من معارضي الصدر قولهم إن قادة "سرايا السلام" فشلوا في تنفيذ الخطة التي يفترض أنها كانت تشتمل على اغتيال نوري المالكي، عدو الصدر اللدود، وضرب مقرات الحشد الشعبي.

الا ان التقرير اشار الى ان مسار الاحداث التي روتها الشخصيات الرئيسية من كلا طرفي الصراع، بالاضافة الى شهود العيان والمسؤولين، توحي بأن هناك رواية مختلفة تماما.

وأضاف أن الصدر كان يحاول بطريقة أو بأخرى منذ فترة طويلة قيادة انقلاب ضد النظام السياسي في العراق، وانه حاول بعد نتائج الانتخابات تمزيق نظام تقاسم السلطة المتبع في العراق منذ العام 2003، وهو ما كان من شأنه ان يؤدي الى الاطاحة بخصوم الصدر المدعومين من إيران، وهي مؤامرة يقول خصومه إنه يريد من خلالها لتسليم العراق إلى الغرب والقوى الخليجية.

 غير ان التقرير اوضح ان خصوم الصدر اكتشفوا نقطة ضعف في الصدر: غطرسته ومزاجه. ونقل التقرير عن احد قادة الإطار التنسيقي قوله ان "تشجيع الصدر على ارتكاب بعض الأخطاء الاستراتيجية احد اكثر التكتيكات فعالية والتي اعتمدها خصومه الشيعة".

وتابع التقرير، أن ذروة زلات الصدر تمثلت بطلب استقالة نوابه في يونيو/ حزيران، ثم تلتها التظاهرات الاحتجاجية في مبنى البرلمان ومجلس القضاء الأعلى. وبالاضافة الى ذلك، فان الصدر رفض كل حوار الى ان تتم تلبية دعوته لتحديد موعد لإجراء انتخابات جديدة.

ونقل التقرير عن زعيم سياسي شيعي مقرب من ايران قوله ان "تدخل ايران كان متوقعا في أي لحظة، إلا أن أحدا لم يتوقع ان الحائري سيكون العصا التي تستخدمها ايران لضرب الصدر"، مشيرا الى ان الايرانيين قرروا "اخيرا" التدخل "من اجل انهاء الصدر، وإخراجه من المعادلة السياسية نهائيا باستخدام الحائري".

 ونقل التقرير عن عدد من القادة الشيعة، بمن فيهم اثنان من اساتذة المدرسة الدينية في النجف، قولهم إن تصريح الحائري كان فعليا بمثابة فتوى تجرد الصدر من السلطة وتشكك في عقيدته.

وقال أحد هذه المصادر انه من وجهة النظر الفقهية، فإن هذه الفتوى نزعت عن الصدر واتباعه الشرعية العقائدية التي امّنها الحائري لهم على مدى العقدين الماضيين".

والان، اصبح الصدر واتباعه أمام مشكلة تتمثل في عدم وجود مرجعية دينية تمنحهم الشرعية.

وفي حين قال احد اساتذة الحوزة انه يتحتم على الصدريين "ايجاد حل سريع"، وصف أستاذ الحوزة الثاني فتوى الحائري بأنها "قاسية وتقصم ظهر الصدر واتباعه".

 وبعدما أشار التقرير الى ان العديد من المعاهد الدينية في النجف متفقة على فكرة ان لفتوى الحائري "طبيعة سياسية"، وانه تعرض لضغوط لاصدارها، نقل التقرير عن العديد من السياسيين الشيعة قولهم ان الحائري مات سريريا منذ مدة من الزمن، الا ان عددا من المعاهد الدينية الذين هم على اتصال بشقيق حائري الذي يدير مكتبه في النجف أكدوا أن آية الله مريض ومنهك وغير قادر على القيام بعمله اليومي إلا أنه لا يزال يتمتع بكامل قوته العقلية.

وتابع التقرير أن أحداً ليس بمقدوره القول ماذا سيحدث للصدريين الذين تقطعت بهم السبل دينيا بعدما امرهم الحائري باتباع المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

ونقل التقرير عن قياديين شيعة مقربين من ايران قولهم ان خطوة الحائري ليست عادية في ظل العداء الذي يكنه الصدر والعديد من اتباعه ازاء التدخل الايراني في العراق، موضحين ان تعليمات الحائري باتباع خامنئي، كانت اكثر ما اثار غضب الصدريين. 

وقال سياسي شيعي ان الايرانيين "استفزوا الصدريين كثيرا بفتوى الحائري"، وان موقف الحائري "كان إعلانا صريحا وواضحا بالحرب أطلقه الايرانيون على الصدر".

وقال السياسي الشيعي المقرب من إيران، أن "الفتوى هي مجال خاص برجال الدين، أي أن المخابرات والحرس الثوري ليس بامكانهم ان يلعبوا في هذا الميدان. وإذا لم يكن هذا البيان قد صدر عن مكتب خامنئي نفسه، فإنه صدر بعلمه وموافقته".

من كان يقاتل من؟

وذكر التقرير انه بعد اقل من 24 ساعة على الهدوء الذي حل في بغداد، توترت الأوضاع في البصرة وبابل وكربلاء، حيث استهدف التيار الصدري مكاتب وقادة عصائب اهل الحق، الفصيل المسلح الموالي لإيران، كما هاجموا مجمع القصر الرئاسي في البصرة حيث تقع ثكنة لمقاتلي الحشد الشعبي حيث استهدف الهجوم مقاتلي عصائب اهل الحق بشكل محدد. 

وتابع التقرير أن غضب التيار الصدري الموجه فقط ضد مقاتلي عصائب أهل الحق كان غير مبرر، لكن قادة التيار الصدري قالوا ان العصائب كان أحد أبرز التنظيمات التي حاربت الصدريين في المنطقة الخضراء. وقال أحد القادة الصدريين "قتلوا أبنائنا دعونا ننتقم أولا، ثم نتحدث".

الا ان التقرير لفت الى ان منصات اعلامية مرتبطة بعصائب اهل الحق نفت ان يكون مقاتليها او اي قوة اخرى من الحشد الشعبي، قد قاتلوا الصدريين في بغداد. غير أن ثلاثة من كبار قادة الحشد، اثنان منهم شاركا في القتال، قالوا ان مقاتلي الحشد هم الذين تصدوا للصدريين ومنعوا مسلحي "سرايا السلام" من دخول المنطقة الخضراء.

 ونقل التقرير عن القادة الثلاثة ان الالوية المؤلفة من 1500 مقاتل والمرتبطة برئيس اركان الحشد الشعبي ابو فدك المحمداوي، هي التي كانت تقاتل طوال الوقت، وأن (ابو فدك) تولى الإشراف على المعركة بأمر فالح الفياض.

وتابع القادة الثلاثة ان معظم قادة الفصائل الموالية لإيران "اتفقوا على تلقين الصدر واتباعه درسا" باستثناء ثلاثة "رفضوا بشكل حاسم المشاركة في القتال لأي سبب من الاسباب".

 وقال أحد القادة المقربين من (أبو فدك)، ان منظمة بدر وكتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء هي التي رفضت ارسال اي مسلحين للقتال او المساعدة في التصدي للصدريين.

التدخل!

وذكر التقرير انه قبل حلول منتصف ليل الاثنين، فقد حاول كثيرون وقف الاشتباكات، إلا أن ذلك كان يعتمد بشكل كامل على قادة سرايا السلام والقيادة الصدرية. 

واضاف انه على الطرف المقابل، فان الحشد والقوات الاخرى كانوا ببساطة يسعون الى التصدي لتقدم الصدر، كما طلبت عدة أحزاب من قادة التيار الصدري البارزين التدخل لإقناع مقاتلي الصدر بوقف اطلاق النار.

ولفت التقرير الى ان قادة التيار الصدري توصلوا الى اتفاق في مرحلة ما لتهدئة الاشتباكات بحلول منتصف ليل الاثنين، الا ان هذا الترتيب لم يتحقق. ونقل التقرير عن احد القادة السياسيين الشيعة الذين حاولوا الوساطة قوله ان "الصدريين كانوا غاضبين جدا، وبدا كأنهم كانوا ينتظرون هذه الفرصة منذ سنوات".

وتابع، أن إطلاق النار تواصل حتى الساعة 1 من مساء الثلاثاء ولم يتوقف الا بعد سبع دقائق من اصدار الصدر أوامره الواضحة لمقاتليه بالانسحاب.

واضاف ان الصدر المح في خطابه الى تدخل ما اجبره على التراجع، وهو ما فتح الباب امام التكهنات. 

وتابع ان الصدر اشار لاحقا الى انه كان يتحدث عن نيته اعتزال السياسة، وذلك كرد على تصريح الحائري.

 إلا أن عددا من انصار الصدر راحوا يروجون الرواية التي تفيد بأن آية الله علي السيستاني، طالب الصدر بوقف الاشتباكات، و"زعم" البعض ان السيستاني هدد بادانة الصدر علنا في حال لم يتدخل.

واشار الى انه بعد توقف اطلاق النار، فإن بعض القادة المدعومين من ايران وجهوا الشكر للسيستاني على دوره وتدخله. 

وتابع التقرير أنه بعد ذلك بيوم، افادت تقارير بأن الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ، هو من تدخل بامر من ايران.

إلا أن التقرير نقل عن مصادر قولها، إن "لا السيستاني ولا نصرالله تدخلا"، وقالت مصادر في النجف ان السيستاني لم يتدخل لأن ما يجري كان صراعا سياسيا، بينما قالت مصادر داخل الحزب اللبناني ان نصر الله لم يتدخل لانه يوجد خلاف بينه وبين الصدر منذ سنوات، وان الصدر لا يثق بزعيم حزب الله ولا يقبل بوساطته.

 وختم التقرير بالقول ان العديد من الأشخاص في التيار الصدري بمن فيهم من هم في المواقع العليا محبطون وغاضبون، ويشعرون ان الصدر اما خذلهم او تلاعب بهم، وان الخسائر التي وقعت يوم الاثنين كانت نتيجة انعدام التنسيق والتسرع وتقلب المزاج السائد في التيار الصدري. وقال قيادي صدري ان "الوضع شديد السوء. مزاج الصدر وقراراته غير المدروسة ستمنح خصومنا نصرا تلو الآخر"، ملمحا إلى احتمال حدوث معارك جديدة وانشقاقات ما لم يعالج الصدر تداعيات الازمة الاخيرة.

 

 

 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon