رغم التحصينات مع سوريا.. قلق عراقي من تصاعد خطر داعش داخلياً
شفق نيوز/ أفاد تقرير
أمريكي، بتزايد المخاوف بين المسؤولين العراقيين من احتمال امتداد تأثيرات
الاقتتال في سوريا المجاورة "خصوصا بعد سيطرة المسلحين المتمردين على ثاني
كبرى المدن السورية حلب"، إلى أراضي العراق، غير المستقر فعلياً.
وذكر تقرير لإذاعة
"صوت امريكا" ترجمته وكالة شفق نيوز، أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع
السوداني وخلال اتصاله الهاتفي بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء الماضي، أعلن
أن "العراق لن يكتفي بالتفرج على التطورات الخطيرة في سوريا"، وأن بغداد
"سيتذل كل الجهود للحفاظ على أمن البلاد وأمن سوريا".
وأضاف التقرير، أن "كبار
المسؤولين العراقيين اعربوا عن دعمهم لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد بعد التقدم
السريع لمسلحي المعارضة في الجزء الشمالي الغربي من البلاد، في حين ظهرت تقارير عن
ان ميليشيات عراقية مدعومة من ايران، معظمها مع قوات الحشد الشعبي، تتحرك الى
سوريا من اجل دعم حكومة دمشق".
ونقل التقرير عن الباحثة
في "معهد دول الخليج العربية" في واشنطن رشا العقيدي قولها إن التصريحات
الرسمية والمشاهد المصورة "تشير الى ان القوات العراقية تحركت بشكل كبير الى
الحدود، الا انه لا شيء يظهر حتى الان ان اي فصائل قد دخلت الى سوريا بالفعل".
ولفت التقرير إلى ان قادة
الحشد الشعبي ومسؤولون عراقيون اخرون نفوا ايضا دخول اي مجموعات مسلحة عراقية الى
سوريا"، وبحسبها فإن أبرز مخاوف العراقيين تتمثل في احتمال عودة تنظيم داعش
الذي سيطر في السابق على مساحات واسعة من الاراضي في كل من العراق وسوريا".
وقالت العقيدي، وفق
التقرير، إن "هذا التنظيم قد تدفعه التطورات السورية، الى عودة الظهور لاعادة
تأكيد حضوره ولكي "يظهر للعالم انه لا يزال موجودا بينما تنشط الفصائل المنافسة
له".
وبرغم ذلك، فان
العقيدي اعتبرت انه لن تكون خطوة حكيمة من جانب العراق ان يقوم بنقل قوات نحو
الحدود السورية، لان من شأن ذلك ان يخلق فراغا يستغله داعش في اماكن مثل نينوى
وكركوك، والتي قد تصبح عرضة لهجمات كر وفر.
كما نقل التقرير
الأمريكي، عن عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة نينوى محمد الكاكئي قوله إن "المسؤولين
العسكريين في الموصل ومحافظة نينوى، قاموا بتعزيز الاجراءات الامنية على طول
الحدود السورية لمنع تمدد العنف الى العراق".
وأوضح الكاكائي، انه
جرى "نصب كاميرات امنية حرارية على طول حدود محافظة نينوى مع سوريا"،
مضيفا ان "حرس الحدود العراقيين مستعدون لاي تهديد على الموصل والعراق ككل".
وبحسب الكاكئي، فان
السلطات العراقية عززت جهود التنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد
ومدعومة من الولايات المتحدة والتي تبسط سيطرتها على جزء من الجانب السوري من
الحدود، مضيفا ان هناك "غرفة عمليات مشتركة بين قواتنا وقوات سوريا
الديمقراطية، ونتبادل المعلومات الاستخبارية بشان اي تهديد".
ونقل التقرير كذلك،
عن محلل الشؤون العراقية سيف السعدي قوله ان هناك قيودا قانونية على انخراط العراق
في النزاع السوري، موضحا ان "المادة 8 من الدستور العراقي، تنص على انه يجب
على العراق الالتزام بعلاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
الاخرى والسعي الى حل النزاعات سلميا".
وخلص السعدي، إلى
القول إن "رئيس وزراء العراق الذي هو ايضا قائد القوات المسلحة، مطالب بموجب
القانون، "بحماية الحدود ومنع الجماعات المسلحة مثل الحشد الشعبي من التوجه
الى سوريا، لان ذلك قد يكون له اثار سلبية على العراق".