رصد امريكي للتهديد المتزايد للطائرات المسيرة الايرانية في العراق
شفق نيوز/ ابرزت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، يوم الثلاثاء، التهديد الايراني المتزايد المتمثل بالطائرات المسيرة على الوجود الامريكي في العراق وسوريا، وخطرها الاقليمي، بالإضافة إلى الحصانة التي تتمتع بها الميليشيات التي تنفذ هذا التهديد.
واوضحت الصحيفة الاسرائيلية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، انه بالاستعانة بالتقرير الربع سنوي للمفتش العام في الكونغرس الامريكي حول عملية "العزم الصلب"، يتبين ان هجمات الطائرات المسيرة على القوات الامريكية في العراق وسوريا من قبل الميليشيات الموالية لايران "تمثل تهديدا ناشئا في المنطقة".
واشارت الى ان التقرير يغطي الفترة من تشرين الاول/ أكتوبر الى كانون الاول/ ديسمبر العام 2021.
وبعدما لفتت الصحيفة الى انه يجري عادة نشر هذه التقارير بعد شهر او شهرين من تقديمها الى السلطات الامريكية والكونغرس، وتستند على معلومات من البنتاغون ووزارة الخارجية الامريكية والقيادة المركزية ومصادر اخرى، اعتبرت ان هذه التقارير الامريكية، لها أهيمتها لانها "تقدم ادلة على التهديد الايراني المتزايد في العراق وسوريا ضد القوات الامريكية".
إعادة تمركز
وفي حين ذكّر التقرير بالهجمات التي تصاعدت منذ ايار/ مايو عام 2019، والتي اوقعت العديد من القتلى والجرحى الامريكيين والمتعاقدين، والرد الامريكي بالغارات الجوية، لفت الى ان الميليشيات اعادت ضبط تكتيكاتها مع انتخاب الرئيس الامريكي جو بادين.
ولفتت الى ان واشنطن اعادت نشر قواتها وتمركزها في العراق من خلال الانسحاب من عشرات المواقع والمنشآت وتركيز تمركزها في بغداد وقاعدة عين الاسد الجوية واربيل في اقليم كوردستان الاكثر امنا.
ولهذا يعتبر التقرير انه كان يتحتم على الميليشيات المدعومة من ايران ان تغير تكتيكاتها، بالاضافة الى عامل اخر يتمثل بالمفاوضات النووية في فيينا حيث تعتبر ايران ان الحاق الضرر بالقوات الامريكية في العراق وسوريا، قد يتسبب بانتكاسة لموقفها التفاوضي نوويا.
وبحسب الصحيفة الاسرائيلية فان تقرير المفتش العام الجديد يتضمن العديد من الاشارات الى الطائرات المسيرة والتهديد الايراني، وينقل عن عملية "العزم الصلب" ان "الميليشيات المتحالفة مع ايران شكلت تهديدا امنيا متزايدا لقوات الولايات المتحدة وقوات التحالف ومهمة عملية العزم الصلب، واستمرت هذه الجهات في مضايقة قوات التحالف من خلال شن هجمات بطائرات مسيرة وهجمات صاروخية ضد قواعد التحالف".
وفي هذا الاطار، استعرض التقرير عددا من الهجمات بالطائرات المسيرة وغيرها، ضد قوات التحالف في العراق وفي سوريا ايضا، بالاضافة الى ان الهجوم الذي استهدف رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
تهديدات غير "مأهولة"
يتضمن تقرير المفتش العام الامريكي عدة اشارات الى الحاجة لتحديث المعلومات المتعلقة بالتهديدات "غير المأهولة" اي الطائرات المسيرة بلا طيار، بما في ذلك مراحل ما قبل نشر قوات في الخارج، وتحديد قدرات القيادة المركزية الامريكية لقدراتها على التعامل مع الصواريخ وانظمة الطائرات المسيرة والدفاع عن نفسها.
كما يتناول التقرير الامريكي تحديد عناصر الدعم الاستخباراتي والتقنيات والتكتيكات والاجراءات اللازمة لاستخدام الانظمة المضادة للطائرات المسيرة.
وفي المقابل، فان التقرير يشير الى ان وزارة الخارجية الامريكية افادت بانه لم تقع هجمات نيران غير مباشرة على منشآت بعثة العراق خلال هذه الفترة من تشرين الأول/ اكتوبر الى كانون الأول/ ديسمبر عام 2021 "من جانب الميليشيات المتحالفة مع ايران والجهات الخبيثة الاخرى".
واستدرك التقري "الا انه في 19 كانون الاول/ ديسمبر، تعرض موقع (يونيون 3) التابع للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش في بغداد بالقرب من السفارة الامريكية، الى هجوم ناري غير مباشر".
ونقل عن وزارة الخارجية قولها ان التهديد باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة وهجمات بقذائف الهاون لم يتطلب تغيير تقييمها الاستخباراتي لعمليات السفارة خلال هذه الفترة الزمنية من التقرير.
الا ان التقرير اشار الى ان الميليشيات المتحالفة مع ايران اوقفت معظم الهجمات على الافراد الامريكيين في الاشهر العديدة الاخيرة من العام 2021، لكن معدي تقرير المفتش العام، تحدثوا ايضا عن امكانية حدوث مواجهة خلال العام 2022.
تهديد ايراني
ونقل التقرير عن وكالة المخابرات التابعة لوزارة الدفاع، قولها ان الميليشيات المتحالفة مع ايران مستمرة في تشكيل تهديد للافراد الامريكيين في العراق خلال الفترة الزمنية المشمولة، حيث شن مسلحون في اواخر كانون الاول/ ديسمبر، هجوما بقذائف الهاون على السفارة الامريكية، وتم التصدي له بالنظام الدفاعي "سي- رام".
ولفتت الاستخبارات العسكرية الى ان الميليشيات ما تزال تتمتع بالقدرة على تنفيذ هجمات الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة ضد المصالح الامريكية، لكنها اوقفت الهجمات مؤقتا خلال الفترة الزمنية المحددة بتقرير المفتش العام بسبب عوامل عديدة، من بينها الرغبة في ادارة التصعيد واجراء تقييم للنوايا الامريكية بعد الاعلان عن قرار انهاء الولايات المتحدة دور قواتها القتالي بعد 31 كانون الاول/ ديسمبر الماضي.
وبشكل عام، تقول الصحيفة الاسرائيلية ان تقرير المفتش العام الامريكي يرسم صورة لتهديدات الطائرات المسيرة المتزايدة بدعم من ايران، وانه برغم ان الايرانيين اوقفوا الهجمات في الاشهر الاخيرة من العام 2021 ، الا انهم عززوا من قدراتهم، وهو ما يتجلى بوضوح في الهجمات الاخيرة على الامارات من جانب الحوثيين في اليمن، بالاضافة الى هجوم تموز/ يوليو الماضي على سفينة في خليج عمان، وهجوم آخر على الامارات شن انطلاقا من العراق، نفذته جماعة مدعومة من ايران.
وختمت الصحيفة بالقول ان هذا الوضع يثير "مخاوف بشأن حماية القوات الامريكية في العراق وسوريا، حيث يتزايد تعقيد الهجمات، كما ان الهجوم على الكاظمي يظهر ان الجماعات الموالية لايران تتمتع بالحصانة".
وتابع قائلا ان "هذه التهديدات لن تكن قبل عام على جدول الاعمال مثلما هي اليوم، والقيادة المركزية الامريكية تحذر من ان الطائرات المسيرة تشكل تهديدا رئيسيا الان في المنطقة، وهذا التهديد الان اخذ في الازدياد".