رؤية اسرائيلية حذرة لـ3 ملفات اقليمية يجب مراقبتها خلال عام 2023
شفق نيوز/ حددت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية ثلاثة ساحات في الشرق الاوسط يتحتم مراقبتها خلال العام 2023 لمعرفة ما إذا كانت التغييرات التي ستحدث في المنطقة خلال العام الجديد، ستكون نحو الأفضل أو نحو الاسوأ.
وبعدما أشار التقرير الاسرائيلي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى ان عدم الاستقرار يميز الشرق الأوسط مع بداية العام 2023، والى ان العالم العربي حافل بانظمة سياسية مهشمة ومنهارة جزئيا، لفت في هذا الاطار الى ان الانقسامات التي تعاني منها دول مثل اليمن وليبيا وسوريا ووقوعها تحت الاحتلالات الاجنبية.
كما لفت الى ان العراق ولبنان، خاضعان فعليا للسيطرة من جانب إيران في نواحي كثيرة، مضيفا ان الامال التي ظهرت قبل عقد من الزمن مع الانتفاضات الشعبية، أصبحت بعيدة المنال حاليا.
وبعدما تساءل التقرير عما اذا كانت التغييرات ستكون للأفضل ام للأسوأ خلال العام الجديد، قال التقرير ان التكهن قد يكون بمثابة حماقة في منطقة تتسم باحداث غير متوقعة ودرامية. الا انه اعتبر ان بالامكان القاء نظرة سريعة على الخريطة الاقليمية للكشف عن الاحداث الجارية واستخلاص بعض الاستنتاجات بشكل حذر.
ايران
وحول ما يجري في ايران، ذكر التقرير بانتشار الاحتجاجات التي تبعت مقتل الكوردية الايرانية مهسا اميني في ايلول/سبتمبر الماضي بسبب ارتدائها الحجاب بشكل غير لائق، معتبرا أنها "أخطر موجة مناهضة للنظام منذ ولادة الجمهورية الاسلامية في العام 1979".
واشار التقرير الى ان مطالب المتظاهرين تجاوزت قضية الزامية الحجاب، حيث كان هتاف "الموت للديكتاتور" أكثر ما سمع خلال الاحتجاجات، في وقت قتل فيه
أكثر من 500 شخص حتى الآن وبينهم عناصر من قوات الأمن، وينتظر 26 آخرون حكم الإعدام بحقهم.
واعتبر التقرير أن "الاضطرابات في ايران ستستمر، لكن لا يبدو ان النظام حاليا يواجه خطر الانهيار الوشيك". وتابع ان "الانتفاضة الايرانية تفتقر في الوقت الحالي إلى قيادة متماسكة".
واشار الى ان هناك بعض التنظيم لهذه التظاهرات حيث تقدم الحركات القومية الكوردية النصح لهذه الاحتجاجات في المناطق الكوردية، في حين أن مكونات البلوش والاحواز العربية ينشطون في محافظاتهم. أما المجموعات المؤيدة للملكية، فإنها تتمتع ببعض الدعم بين الفرس.
ومع ذلك، فإنه لا وجود لقيادة واحدة وموحدة الصفوف في الموقف الذي يمكنها من التنافس على السلطة مع النظام الإسلامي، كما أنه لم تظهر مؤشرات على حدوث انقسامات كبيرة في قوات الأمن، مذكرا بأن المتظاهرين كانوا يراهنون في البداية على انحياز عناصر من الجيش الايراني النظامي "غير المسيس" الى جانبهم، لكن ذلك لم يحدث بعد.
وخلص التقرير الى القول ان ذلك يعني أن السيناريو الأكثر ترجيحا خلال العام 2023 هو استمرار الاضطرابات وتضرر النظام وابقاءه مشغولا، وإنما من دون الإطاحة به.
سوريا
وحول القضية السورية، وصف التقرير سوريا خلال الأعوام الثلاثة الماضية بأنها في حالة من الجمود والتقسيم الفعلي، إذ أن هناك ثلاث مناطق: منطقة نظام الأسد، بدعم من روسيا وايران، وهناك المنطقة الكوردية (قوات سوريا الديمقراطية) بدعم من الولايات المتحدة، وهناك المنطقة التي يسيطر عليها "الجهاديون" بدعم من تركيا.
وذكر التقرير أنه في ظل هذا الوضع، تواصلت الحملة الاسرائيلية لمنع ايران من ترسيخ وجودها على أنقاض سوريا، مضيفا أن هناك مؤشرات حاليا على أن دبلوماسية الحرب السورية تتحرك مجددا، مشيرا بذلك الى توجه تركيا نحو التقارب مع نظام الأسد والتحالف معه ضد ما يعتبرونه سيطرة حزب العمال الكوردستاني على المنطقة الكوردية.
تابع التقرير أن أنقرة تبحث على ما يبدو في أن تعيد المنطقة الخاضعة لسيطرتها لتصبح تحت سيطرة الاسد، مشيرا الى ان الرئيس رجب طيب أردوغان، كان يهدد مؤخرا بشن هجوم عسكري جديد ضد الكورد، ولكن يبدو ان الضغوط الامريكية والروسية قد منعته.
والان، يشير التقرير الى عملية دبلوماسية تجري بوساطة روسية من أجل الجمع بين أردوغان والاسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة تعقد قبل حلول الصيف، مضيفا أن الرئيس التركي يواجه انتخابات عامة في حزيران/يونيو العام 2023 ، وهو يرغب في أن يقدم انجازات دبلوماسية حول الملف السوري، قبل حلول الانتخابات، حيث ان الجمهور التركي يرغب في رحيل اللاجئين السوريين، حيث ان وجود اللاجئين تحول الى نقطة مركزية في انتقاد أحزاب المعارضة لأردوغان.
الى ذلك، اعتبر التقرير انه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان الروس سينجحون في وساطتهم بالتوصل إلى اتفاق مرض للطرفين، إلا أن جهود روسيا وامكانية انفتاح الدبلوماسية فيما يتعلق بملف سوريا في حال تحققه، سيكون مفيدا لموسكو وحليفتها إيران، على حساب حلفاء الولايات المتحدة.
إسرائيل والفلسطينيون
ووصف التقرير السياسة الفلسطينية القائمة حاليا بأنها في حالة فوضى، وليس لدى حركة فتح ولا حركة حماس القدرة على إطلاق تمرد مسلح منظم ومركزي في الضفة الغربية كالذي شهدناه في أعوام 2000-2004، الا ان ذلك لا يعني أن الأمور ستظل هادئة.
وحذر التقرير من المشاعر الاسلامية من مسألة المخاطر التي تهدد المسجد الاقصى في القدس، والقادرة على إثارة غضب الشباب الفلسطيني، فيما يمثل شهر رمضان مناسبة يكون فيها الجمهور الفلسطيني أكثر استجابة للدعوات التي تثير الخطر المفترض والصادرة من المساجد.
وفي هذا الاطار، لفت التقرير إلى أن تعيين ايتمار بن غفير وزيرا للامن القومي، وهو المصمم بوضوح على تعزيز قضية حقوق اليهود في الصلاة في الحرم القدسي، قد يؤدي الى تعزيز احتمال اندلاع اشتباكات حول هذه القضايا القابلة للاشتعال.
وذكر التقرير في هذا الاطار، بإطلاق حركة حماس صواريخ على القدس بعد اندلاع أعمال شغب واسعة في العام 2021 مع المواطنين العرب في اسرائيل وذلك ردا على تهديد مفترض يطال المسجد الاقصى. كما فترة شهر رمضان والأشهر التي أعقبته في العام 2022 ، كان هناك ظاهرتين مرتبطتين، تتمثل الاولى بسلسلة من العمليات التي نفذها فلسطينيون يعلنون ولائهم لتنظيم داعش، ووقعت هجمات في بئر السبع والخضيرة والقدس.
ام الظاهرة الثانية، فإنها تمثلت في ظهور مجموعات مسلحة فضفاضة التنظيم من الفلسطينيين في جنين ونابلس، والتي تطلق على نفسها اسم "كتيبة جنين" وفي نابلس "عرين الاسود"، وهو ما يمثل شكلا جديدا من البنية المسلحة، حيث انها انها لا تخضع لسيطرة معينة أو تتبع اي فصيل فلسطيني محدد، وبامكان عناصرها الوصول الى الاسلحة ووسائل النقل ويتمتعون بالاستعداد لمهاجمة الاسرائيليين.
وأشار التقرير الى أن المؤشرات الأخيرة تظهر أن حماس والجهاد الاسلامي وداعميهم من الإيرانيين، قد لفتهم ظهور هذه المجموعات وهم يسعون الى دعمها في مدن اخرى في الضفة الغربية، مضيفا ان شهر رمضان للعام 2023، يبدأ في 22 آذار/مارس، وهو تاريخ يجب وضعه في عين الاعتبار.
ترجمة: وكالة شفق نيوز