ديالى تفقد 70% من رصيدها المائي.. "رمال" تغطي أكبر خزين استراتيجي!
شفق نيوز/ أكد مختصون ومسؤولون في ديالى، يوم السبت، فقدان المحافظة لأكثر من 70% من إيراداتها المائية بسبب شح الأمطار وغياب مشاريع وخطط السيطرة والخزن طيلة الأعوام الماضية.
بحيرة حمرين (45 كم شمال شرق بعقوبة) والتي تعد أكبر خزين استراتيجي للمياه في ديالى، جفت بشكل شبه تام بسبب انعدام الأمطار للموسم الشتوي المنصرم، وتحولت إلى مقالع ومصادر للمواد الانشائية "الحصى والرمل"، ومصدر لتجارة التراب من قبل أصحاب الشاحنات، بحسب رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى "المنحل" حقي الجبوري.
الجبوري وخلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أكد أن "تأثير جفاف ونقص المياه في بحيرة حمرين يعد أزمة خطيرة لم تقتصر على حوض حمرين فحسب، بل امتد إلى عموم ديالى وبات يشكل تهديدا كبيرا للخطة الزراعية ومصادر ماء الشرب قبل حلول موسم الصيف".
أسباب الأزمة
وعزا أسباب أزمة ديالى المائية، إلى "غياب وانعدام خطط السيطرة والخزن لمياه الأمطار على مر المواسم الماضية من قبل الموارد المائية والإطلاقات المفرطة لمياه بحيرة حمرين نحو نهر ديالى وهدرها بالكامل، على الرغم من أنها تكفي لتمويل الخطط الزراعية ومحطات تصفية المياه لثلاث سنوات على الأقل لو استغلت بالشكل المطلوب وما يتناسب مع حاجة المحافظة".
وأشار الجبوري، إلى "التأثيرات السلبية المضاعفة لجفاف بحيرة حمرين وأبرزها نقص وشح المياه الجوفية وصعوبة الاستفادة من مياه الآبار التي أصبحت بعيدة المنال وتتطلب إعادة خطط ومشاريع الحفر بأعماق مضاعفة داخل التربة".
واعتبر رئيس اللجنة الزراعية، أزمة المياه في ديالى "حربا غير مباشرة تستهدف المزارعين والقطاع الزراعي بشكل عام وسط غياب المعالجات اللازمة رغم مكانة ديالى الزراعية".
من جانبه، تساءل الناشط السياسي والإعلامي علي عبد الستار الحجية "كيف أُفرغت بحيرة حمرين من المياه بهذا الشكل وكانت تحوي أكثر من ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه وكانت غالبية القصبات والقرى المطلة على نهر ديالى تعيشُ هاجس الغرق".
كوارث وخيمة
وبحسب المعطيات الميدانية والعلمية، رأى الحجية، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "من المفترض أن يكون هذا الخزين كافيا لثلاث سنوات على أقل تقدير، وفقا لتصريحات مسؤولي وزارة الموارد المائية أنذاك".
وحذر ممّا أسماه "كوارث وخيمة" قادمة بعد أن أصبحت بحيرة حمرين لا تغطي أو تكفي حتى للاستخدامات البشرية خلال الموسم الصيفي المقبل وربما للشهرين المقبلين اذا بقيَّ الحالُ على ما هو عليه الآن من قلة الإيرادات إليها والتي لا تتجاوز عشرة أمتار مكعبة في الثانية، فيما الاطلاقات منها بحدود ستين مترا مكعبا في الثانية".
الشلب وإيران
أزمة المياه وخطر نفاذ الموارد المائية دفع وزارة الزراعة إلى إصدار أوامر مشددة بمنع زراعة محصول "الشلب" الذي يحتاج للمياه بشكل دائم حفاظا على الخزين المائي وتأمين المياه للأغراض الضرورية للشرب وسقي البساتين، بحسب ما أفاد به مصدر حكومي في ديالى.
بدوره، قال رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية السابق والنائب الحالي فرات التميمي، في تصريحات تابعته وكالة شفق نيوز، إن "ديالى على أعتاب مرحلة خطيرة من الجفاف في الأشهر المقبلة"، مضيفاً أن "الوضع صعب ومعقد جداً في ظل انخفاض يصل إلى 70% من إيرادات الأنهر القادمة من إيران، ومنها سيروان التي تتدفق في بحيرة دربندخان ومنها يصب في نهر ديالى وصولا إلى بحيرة حمرين".
وتابع التميمي أن "وزارة الموارد المائية تعهدت بإجراءات لمفاتحة إيران من خلال وزارة الخارجية"، لافتاً إلى أن "رفع التجاوزات على الأنهر والجداول المائية ضرورة لتفادي كارثة في ديالى".