"إخفاء للحقائق".. إلى أين وصل مشروع مترو بغداد وقطار كربلاء السريع؟

شفق نيوز/ كشفت لجنة النقل والاتصالات في البرلمان العراقي، يوم الثلاثاء، عن وجود "إخفاء للحقائق" بشأن مشروعي مترو بغداد وقطار كربلاء السريع، حيث لا توجد أي أعمال للمشروعين على أرض الواقع حتى الآن، فيما رأت أن المجسرات التي تم إنشاؤها في العاصمة قد تُسبب تقاطعات مع المترو، لذلك "لن يرى النور".
وأطلق رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، في (8 شباط/فبراير 2024)، فرصتين استثماريتين أحدهما مشروع مترو بغداد، والآخر مشروع قطار النجف - كربلاء السريع، خلال حفل توقيع عقد بين وزارة النقل وتحالف شركتي CHSS وHSS، وهما شركتان لبنانية وماليزية ستقدمان خدماتهما الاستشارية للمشروع.
واختارت الحكومة العراقية، شركتي "سيسترا" و"إس.إن.سي.في" الفرنسيتين وشركات "ألستوم" و"تالجو" و"سينر" الإسبانية وعدداً من شركات الإنشاءات التركية، فضلاً عن "دويتشه بنك" الألماني، لمشروع تصميم وتنفيذ وتشغيل مشروع قطارات الأنفاق بالعاصمة "مترو بغداد".
ووضعت خطط مشروع قطارات الأنفاق في العاصمة العراقية لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي لكنها تأجلت بسبب سنوات من الحرب والعقوبات الدولية. وسيكون المشروع هو الأول من نوعه في العراق إذا تم تنفيذه.
ويتكون مشروع مترو بغداد من 7 خطوط، و14 محطّة طرقية متوزعة بين مناطق؛ العلاوي، والشعب، وساحة الطيران، والبلديات، والكاظمية، ومطار بغداد، والدورة، وساحة ميسلون، والزعفرانية، وساحة عدن، والبياع، والقادسية، ويمر في مسارات متعددة، بطاقة نقل استيعابية تصل إلى ثلاثة ملايين راكب يومياً. ويغطي 85% من مساحة العاصمة بغداد.
وبحسب بيان حكومي، سيتم اعتماد القطارات من النوع السريع بسرعة تقدر (80- 140 كم/ ساعة)، بنظام مترو رقمي مؤتمت يعمل بالطاقة الكهربائية وبدون سائق وفيه كل وسائل الاتصالات.
وتدخل مسارات السكّة بأنفاق يصل عمقها إلى 20 متراً، لتجنب أي تعارضات مع الشوارع وخدمات البنى التحتية، وتضم المحطّات منشآت لاستقبال القادمين والمغادرين، ومصاعد وسلالم متحركة وثابتة ومحال تجارية وكافتريات وحمامات وغرفاً إدارية وخدمية ومواقف للسيارات والحافلات، ومحطات توليد للكهرباء، وتتكون المحطة من رصيفين للمغادرة والاستقبال منفصلين تماماً عن بعضهما، كما يضم المشروع ورشاً ومستودعات لصيانة القطارات وغسلها وتنظيفها، وصيانة ممرات سكك الحديد لتغيير المسارات.
وكان مستشار رئيس الوزراء، ناصر الأسدي، أوضح في 25 يوليو/تموز 2024، أن المشروع تبلغ تكلفته التقديرية 18 مليار دولار، وسيغطي مسافة طولها 148 كيلومتراً مقسمة على سبعة خطوط و64 محطة مترو، متوقعاً اكتمال المشروع في غضون أربعة أعوام.
أما مشروع قطار النجف - كربلاء، فيتكون المشروع من 4 محطات رئيسة تبدأ من مطار النجف، مروراً بمطار كربلاء، وصولاً إلى مرأب بغداد في مدينة كربلاء، على خط سكة حديد مرتفعة، وبمسافة (90) كم بنظام مترو عالي الكفاءة، وبعربات مكيفة بسرعة (240) كم في الساعة، تضم مقصورات خاصة للنساء والأطفال، ومقاعد لذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، فضلاً عن اشتمال المحطات على محال تجارية وكافتريات ومرافق خدمية متنوعة.
وبهذا السياق، يقول عضو لجنة النقل النيابية، عقيل الفتلاوي، إن "مشروع مترو بغداد أو قطار بغداد المعلق والفرص الاستثمارية التي تحدث عنها الكثير وخصوصاً مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل ناصر الأسدي منذ العام الماضي والوعود بإبصار المشروع النور لكنه إلى الآن لا توجد أي معالم لقطار بغداد".
ويضيف الفتلاوي لوكالة شفق نيوز، أن "قيمة العقد الكلية ما بين 15 إلى 17 مليار دولار، وفاز تحالف 9 من كُبريات الشركات لتصميم وتنفيذ القطارات في العالم، ويغطي مشروع مترو بغداد 85 بالمائة من بغداد، وبسبعة خطوط، و64 محطة، وسيمر على جميع المراقد الدينية في العراق، ومعظم جامعات بغداد، و7 وزارات، وملاعب كرة القدم، والأسواق العامة والجملة، ومناطق سياحية وترفيهية، لكن لم نر واقعاً ملموساً لكلام المستشار".
ويضيف، "كما تم الحديث عن مرور مترو بغداد بنهر دجلة في 3 مناطق، ويتكون المترو من 4 مواقف للسيارات وكل موقف يحتوي على 10 آلاف سيارة، وقال المستشار إنه المشروع الأكبر في المنطقة وسيحل من أزمة الاختناقات المرورية".
ويشير الفتلاوي، إلى أن "المشروع بإدارة ومستشارية وزارة النقل في رئاسة الوزراء ومستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل ناصر الأسدي وأمانة بغداد، وشكلت هيئة الاستثمار لجنة لهذا المشروع بعد سحبه من السكك، وتم توفير الأموال من قبل المستثمر، حسب كلام المستشار".
ويرى الفتلاوي، أن "هناك إخفاءً للحقائق من قبل الحكومة العراقية في هذا الجانب، لذلك تم رفع كتاب رسمي إلى رئاسة مجلس الوزراء وإلى مستشارية وزارة النقل في رئاسة الوزراء، كما تمت استضافة المستشار ناصر الأسدي أكثر من مرة في اللجنة بخصوص هذا الموضوع".
كما يرى النائب، أن "من الصعوبة تنفيذ مشروع مترو بغداد بعد المجسرات التي نفذت في العاصمة، لأنه ستكون هناك تقاطعات في مسارات القطار الجديد الذي له 7 خطوط متقاطعة وعبور نهر دجلة في 3 مناطق، لذلك لن يرى هذا المشروع النور ما دامت هناك مجسرات والتي لم تفك الاختناقات رغم صرف عليها أكثر من 6 تريليونات دينار وتخصيصات رئاسة الوزراء في موازنتي 2023 و2024 بحدود 9 تريليونات دينار".
ويشير الفتلاوي، إلى أن "قطار كربلاء النجف يعاني من نفس المشاكل، وهو يعود لنفس الجهة التي أُحيل إليها وهي ائتلاف 9 شركات ولكن لم يرَ النور لغاية الآن، ويبقى مجرد كلام وهواء في شبك، إذا لم تباشر الشركات المعنية بالعمل على أرض الواقع".