صور.. خطر مميت يحيط بسكان محافظة عراقية ويتربص بهم داخل منازل
شفق نيوز/ ما زالت المواد المتفجرة والمخلفات الحربية التي تركها تنظيم داعش في الأنبار، إبان سيطرته على مدن المحافظة، تودي بحياة العشرات من المواطنين والفرق الأمنية التي تعمل على إزالتها.
حيث قال مصدر مسؤول في مديرية الدفاع المدني بمحافظة الأنبار، لوكالة شفق نيوز، إن "الألغام التي خلفها داعش وحرب طرده من الأنبار، تسببت بسقوط وإصابة العشرات من المواطنين خلال الفترة الماضية، وذلك نتيجة الأعداد الهائلة من المخلفات الحربية والالغام الموجودة، خاصة في المناطق الصحراوية والزراعية والمفتوحة حول المدن".
وفي هذا السياق، قال محافظ الانبار علي فرحان الدليمي، لوكالة "شفق نيوز، إن "مخلفات تنظيم داعش وحرب طرده، صعبة ومعقدة، وكان لنا اجتماع مع منظمات دولية متخصصة بالألغام لبحث هذا الملف وإمكانية تطهير عموم مناطق المحافظة من المخلفات التي تهدد حياة سكان بعض المناطق، مثل قضاء راوة غربي الانبار".
واشار الى ان "الأنبار بحاجة إلى جهد دولي كبير جداً بهذا الشأن، كون داعش نفذ واحدة من أكبر اجنداته في الانبار، وهو ان يلوث المنطقة بالعبوات والالغام، وان يستهدف البنى التحتية التي طالها الدمار بنسبة قاربت 85% وتجاوزت 90% في بعض المفاصل والمنشأة الحكومية، وهذا الامر ليس بالغريب".
واختتم الدليمي، قائلا "نتوقع أن تكون هناك ضحايا على مرور الزمن اذا لم يكن هناك جهد دولي كبير وواسع بالانبار، لرفع الالغام وتطهير المدن".
ويقول مواطنون، في أحاديث متفرقة مع وكالة شفق نيوز، ان المخلفات الحربية الموجودة بالقرب من مناطق سكناها باتت تمنعهم من العودة إلى منازلهم، خشية على سلامة أبنائهم.
ويشير بعض ذوي الضحايا، إلى أن مخلفات حربية انفجرت في مناطق سكناهم وحتى منازلهم، بعد العودة من النزوح، والإعلان عن تطهير مناطقهم.
المواطن عباس نوري (24 عما) وهو أحد ضحايا المخلفات الحربية، في قضاء الفلوجة، يقول لشفق نيوز "بعد تحرير الانبار والسماح بدخول العوائل إلى المناطق التي تم تطهيرها، قدمت من إقليم كوردستان برفقة صديقي لنرى منازلنا في حي الشهداء جنوبي الفلوجة، وعند دخولنا إلى منزل صديقي الذي سبق وأن أكدت لنا العناصر الأمنية أنه آمن، انفجر علينا لغم، توفي على إثره صديقي الذي كان معي وبترت ساقي".
ويضيف "بعد بتر ساقي خلعتني خطيبتي السابقة، وأتمنى أن يعود بي الزمن إلى الوراء لكنت بقيت في الإقليم طوال حياتي ولا أفكر في العودة إلى مدينة لا يأبه مسؤوليها بحياة المواطن، فقد كان على رجال الأمن أن يكونوا متأكدين من أن المنزل الذي سمحوا لنا بالدخول إليه آمن، ولكن للأسف حياتنا بلا قيمة لديهم".
أما السيدة إيهاب عبد الله (37 عاما) وهي من سكان قضاء راوه غربي الأنبار، فتقول "استأجرت منزلاً في مدينة الرمادي منذ أن عدنا إلى الانبار بعد التحرير، كون إحدى المناطق القريبة من منزلي ما تزال حقلاً للألغام ولم يتم تطهيرها حتى الان".
وأوضحت في حديثها لشفق نيوز، قائلةً "لدي ثلاثة أطفال، ولا يمكنني أن اجازف بحياتهم من أجل التخلص من تكاليف استئجار المنزل، وأتمنى من الحكومة المحلية أن تنظر بحالنا وتعجل بتطهير مناطقنا أو تدفع عنا مبالغ الإيجار".
بدوره أفاد المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، بأن "هناك جهوداً كبيرة في رفع المخلفات، واعتقد أنه تم رفع أعداد هائلة من تلك المخلفات من قبل قيادة العمليات المشتركة وبالتعاون مع منظمات المجتمع الدولي، بالإضافة إلى الحكومة المحلية بمحافظة الانبار".
وأكد الخفاجي، أن "الجهود مستمرة بتطهير وتنظيف المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش في السابق، وخصوصا في محافظة الانبار التي عانت ما عانته إثر احتلال داعش لأراضيها".
ويقول مدير المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب، عمر الفرحان، ان "من أكبر المشاكل التي واجهها المجتمع العراقي ولا سيما المناطق المحررة من تنظيم داعش، هي المخلفات الحربية التي تركتها التنظيمات المسلحة ومنها داعش، في تلك المناطق، والتي أودت بحياة عدد كبير من المواطنين العزل، وخصوصاً في الانبار، وتعد مدن الفلوجة، الرطبة، الصقلاوية، الكرمة، وراوه، من أكبر مدن الانبار تضرراً بهذا الشأن، فضلا على مدن محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى، وأن خطورة هذه المخلفات تكمن بأنها اجسام غير مرئية".
وأضاف الفرحان في حديثه لشفق نيوز، أن "تعمد التنظيمات الارهابية إبقاء هذه المخلفات في المحافظات المحررة، هدفه قتل اكبر عدد من المواطنين، اذ سجلت المنظمات الدولية والمراكز الحكومية خلال عام 2018، أكثر من خمسة آلاف حالة وفاة جراء المخلفات الحربية، وذلك بمحافظة الانبار لوحدها".
واتهم الفرحان الحكومة العراقية بعدم التحرك لمعالجة هذه المشكلة، قائلاً "على الرغم من أن هناك تبرعات وجهوداً من قبل الأمم المتحدة لدعم هذا الملف، لكن للأسف الشديد فإن الجهود الدولية قاصرة، وأما الحكومة فلا تحرك ساكناً، وبالتالي المتضرر الوحيد هو المواطن".