"حماقة فكرة الانسحاب".. دعوة لبايدن لتجنب الاستسلام أمام إيران

"حماقة فكرة الانسحاب".. دعوة لبايدن لتجنب الاستسلام أمام إيران
2024-02-02T18:49:17+00:00

شفق نيوز/ حذر "معهد غيتستون" الأمريكي المتخصص بالسياسات الخارجية، من إقدام الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق وسوريا، معتبرا أن قرارا كهذا يعد "استسلاما" كالذي جرى في أفغانستان، وسيخلق فراغا سيحتله اعداء امريكا والعالم الحر، في وقت تسعى إيران الى توسيع ما وصفه التقرير بأنه "نفوذها الخبيث". 

واعتبر التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ انه في ظل عزم إيران على تعزيز مواجهتها مع الولايات المتحدة، فإنه سيكون من الصعب تصور أن هناك لحظة أسوأ بالنسبة إلى ادارة بايدن للتفكير في سحب أي من القوات الأمريكية المتمركزة حاليا في الشرق الاوسط، مشيرا الى انه حتى قبل الهجوم الأخير على القاعدة الامريكية في الاردن، فان البيت الأبيض كان قد بدأ مفاوضات مع الحكومة العراقية حول مستقبل القوات الامريكية قوات التحالف المتمركزة في العراق. 

وبعدما لفت التقرير إلى أن المهمة الرئيسية لهذه القوات هي ضمان عدم عودة النشاط الإرهابي لتنظيم داعش في المنطقة، بالاضافة الى مراقبة الجماعات الارهابية العديدة التي تدعمها إيران في المنطقة، قال ان هناك اقتراحات ايضا بان تسحب واشنطن قواتها المتمركزة في الاراضي السورية والتي تشارك في مراقبة النشاطات الارهابية الايرانية في هذا البلد، وحراسة الآلاف من مقاتلي داعش الذي اعتقلوا منذ سقوط الخلافة في الرقة. 

وفي تعليق على اقتراح الانسحاب الأمريكي المحتمل، نقل التقرير عن الناشط المعارض في "مجلس سوريا الديمقراطية" سنام محمد قوله إنه في حال انسحبت الولايات المتحدة من سوريا، "فإن منطقتنا بأكملها ستكون في خطر، فنحن حاليا نحرس أكثر من 12500 من مقاتلي داعش المتشددين الذين سيتم إطلاق سراحهم مرة اخرى الى ساحات القتال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها"، مضيفا ان انسحابا اميركيا سيعني أيضا أن "مئات الآلاف من الأقليات المضطهدة التي أدت دورا حاسما في القضاء على طموحات داعش ستتعرض للانتقام من قبل نظام الأسد، ومن قبل الحكومة التركية ". وأضاف محمد قائلا انه سيكون هناك "استمرار لاضطهاد المسيحيين والديانات الاخرى، وخسارة المساواة الحالية للمرأة، والتطهير العرقي للأقليات الخاضعة للحماية". 

وفي حين تابع التقرير أن البيت الأبيض نفى وجود خطط للانسحاب من سوريا، إلا انه ذكر بان 4 مصادر داخل وزارتي الدفاع والخارجية أكدت لمجلة "فورين بوليسي" الامريكية ان البيت الابيض لم يعد مهتما بالاستمرار في المهمة في سوراي والتي يعتبر انها لم تعد ضرورية وأن هناك نقاشات داخلية تجري لتحديد كيف ومتى يمكن أن يجري الانسحاب.

وبينما لفت التقرير الى دور القوات الامريكية في مواجهة الميليشيات المدعومة من ايران والتي تنفذ هجمات على المنشآت والقواعد الامريكية في المنطقة، الا انه اشار الى ان الهجوم على القاعدة في الاردن، بالقرب من الحدود السورية، يمثل تصعيدا كبيرا في حرب الوكالة التي تقوم بها إيران ضد الولايات المتحدة. 

واوضح التقرير انها المرة الاولى التي يؤدي فيها هجوم برعاية ايرانية الى مقتل امريكيين في الفترة الأخيرة، مضيفا انه تطور من شأنه أن يجبر إدارة بايدن على اعادة النظر بجدية في خطط انسحابها، مشيرا الى ان الاولوية الان بالنسبة الى البيت الابيض يجب ان تكون تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وليس تقليصه، مضيفا أن "الأسوأ من ذلك هو أن الفراغ الذي سينشأ عن أي انسحاب للقوات الأمريكية، من المؤكد أن يملأه أعداء الولايات المتحدة والعالم الحر". 

واعتبر التقرير أنه بعد الاستسلام الامريكي الذي حصل في افغانستان، فان اي انسحاب أميركي من الشرق الاوسط الان، سيكون بمثابة "هروب" للولايات المتحدة مجددا. 

وبالاضافة الى ذلك، قال التقرير إن التهديد الذي تمثله إيران على الأمن في الشرق الأوسط، في ظل تحذير الخبير النووي الأمريكي ديفيد اولبرايت من أن طهران لديها ما يكفي من اليورانيوم لصنع 12 قنبلة نووية خلال 5 شهور، يجعل من وقوع مواجهة كبرى بين الولايات المتحدة وإيران، احتمالا حقيقيا.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن البنتاغون يوضح بأن الضربات الانتقامية ضد إيران هي بمثابة خيار واضح، ولهذا فانه في ظل مثل هذه الأوضاع، "سيكون من الحماقة ان تفكر إدارة بايدن في تخفيض القوات الأمريكية في المنطقة". وتابع قائلا إنه في ظل عزم إيران على المضي قدما بحربها بالوكالة ضد الولايات المتحدة وحلفائها، فإن الولايات المتحدة بحاجة لكي تظهر تصميمها على منع طهران من توسيع نفوذها الخبيث في الشرق الأوسط، ولكن عوضا عن الاستسلام في مواجهة العنف الإيراني".

ترجمة: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon