حظر الطيران إلى العراق.. تدابير احترازية أم اشارات فعلية باستهداف مرتقب؟

حظر الطيران إلى العراق.. تدابير احترازية أم اشارات فعلية باستهداف مرتقب؟
2025-01-03T19:04:31+00:00

شفق نيوز/ أثار قرار "طيران الإمارات" بتمديد تعليق رحلاته من وإلى بغداد حتى نهاية الشهر الجاري، المخاوف من هذا "الإجراء الاحترازي" الذي قد يشير إلى وجود تهديدات محتملة للأجواء العراقية خلال الأيام المقبلة. 

وأعلنت "طيران الإمارات" مؤخراً تمديد تعليق رحلاتها من وإلى بغداد وبيروت حتى 31 كانون الثاني/ يناير الحالي، مشيرة إلى أنه لن يتم قبول المسافرين المتجهين إلى بغداد وبيروت عبر دبي.

ولفتت الى أن رحلات شركة "فلاي دبي" إلى بغداد مستمرة في العمل كالمعتاد، وسيسمح للمسافرين الذين يحملون حجوزات مؤكدة مع "فلاي دبي" ولديهم بغداد كوجهة نهائية بالسفر، وينصح العملاء بمتابعة حالة رحلاتهم بشكل منتظم عبر الموقع الإلكتروني لشركة "فلاي دبي".

وأكدت "طيران الإمارات" أنها تواصل متابعة الأوضاع في المنطقة عن كثب وهي على تواصل مستمر مع الجهات المختصة بشأن أي تطورات.

وعن أسباب هذا القرار، يقول الخبير في مجال النقل، باسل الخفاجي، إن "الوضع الإقليمي مرتبك عموماً، حيث إن سوريا ولبنان مهددتان بالضربات الإسرائيلية في أي وقت، والعراق مرشح بالدخول إلى هذا الوضع المربك، فهو البلد الوحيد المتبقي بالاستهداف بعد سوريا ولبنان واليمن وإيران، لكن من غير المعلوم موعد الاستهداف الإسرائيلي للعراق".

ويضيف الخفاجي لوكالة شفق نيوز، أن "كل دولة لديها رؤية وطريقة بالتعامل مع الخطوط الوطنية، واتخاذ الإمارات هذه الخطوة الاحتياطية قد يكون لرؤيتها للوضع في الأيام المقبلة، والتي قد لا تبشر بخير بالنسبة للعراق ولبنان، لذلك اتخذت هذا الإجراء الاحترازي".

ويؤكد، أن "من حق الإمارات وأي دولة أن تتخذ الحيطة والحذر، بل هو واجب عليها، لذلك سوف تدرس بعض الدول الأخرى هذه الخطوة أيضاً، بعد دراسة مدى جدية ما سوف يحصل على أرض الواقع".

ويتوقع الخفاجي، أن "تلتحق بعض الدول الخليجية ومجلس التعاون الخليجي بقرار الإمارات بعد القناعة بأهمية هذا القرار، والأكثر ترجيحاً هي (قطر والبحرين وسلطنة عمان)".

وبما أن القرار شمل لبنان أيضاً، فقد أوضح مصدر في وزارة النقل اللبنانية لوكالة شفق نيوز، أن "الإمارات قررت عندما بدأت الحرب في لبنان تعليق طيرانها على أمل استئنافه هذه الفترة، لكن بسبب الأوضاع الحالية والخروقات الإسرائيلية التي تتكرر، قررت الإمارات تمديد تعليق طيرانها لنهاية الشهر الجاري".

لكن يبدو الوضع في العراق مختلف عن لبنان حتى الآن، حيث يقول المتحدث باسم وزارة النقل العراقية، ميثم الصافي، إن "الأجواء العراقية مفتوحة أمام الشركات كافة ولم يتم تسجيل أو رصد أي مشاكل، وأي شركة ترغب باستئناف رحلاتها فأن العراق مستعد سواء على مستوى البنى التحتية أو على مستوى إدارة الأجواء".

ويؤكد الصافي لوكالة شفق نيوز، أن "الأجواء العراقية مهيأة وجاهزة لاستقبال الطائرات كافة، وبلغ معدل الطائرات العابرة للأجواء العراقية أكثر من 600 طائرة يومياً خلال الشهر الماضي، فيما تقدر الطائرات الهابطة والمغادرة من 110 إلى 130 طائرة يومياً للفترة نفسها".

وعن مدى تأثر العراق بتمديد تعليق رحلات "طيران الإمارات"، استبعد الصافي حصول أي نقص بالرحلات، مبيناً أن "فلاي دبي تعمل في الأجواء العراقية، كما لدى الخطوط الجوية العراقية حوالي 14 رحلة أسبوعياً إلى الإمارات سواء إلى دبي أو الشارقة التي تم افتتاح هذا الخط في 26 من الشهر الماضي".

من جانب آخر، وعن موعد استئناف الرحلات مع سوريا، يوضح المتحدث باسم وزارة النقل، أن "الاستئناف يعتمد على المراسلات مع الجانب السوري والموافقات الأصولية في هذا الصدد".

ويؤكد، أن "المطارات العراقية جاهزة، لكن هناك مؤسسات يجب العودة إليها، وموافقات ينبغي أن تصدر من شركات التأمين للموافقة على رحلات معينة، وهناك اتصالات متواصلة مع وزارة الخارجية العراقية بهذا الخصوص، فهو موضوع سيادي لا يتعلق بوزارة النقل فقط". 

وعن الرحلات مع لبنان، يبيّن الصافي، أن "هناك رحلات إلى لبنان بمعدل رحلة واحدة يومياً، وهناك رحلات مجانية للراغبين بالعودة إلى وطنهم".

من جهته، يقول عضو لجنة النقل في مجلس النواب العراقي، عقيل الفتلاوي، عن تمديد تعليق رحلات "طيران الإمارات"، إن "الإيقاف بالتأكيد يعود إلى وجود سبب ما، ومع ذلك سيتم تقديم مذكرة احتجاج إلى (الأياتا) اتحاد النقل الجوي الدولي و(الإياسا) وكالة سلامة الطيران الأوروبية على هذا الأمر، لمعرفة الأسباب التي أدت إلى تعليق نقل المسافرين".

ويضيف الفتلاوي لوكالة شفق نيوز، أن "شركات الطيران حرة بتوجهاتها لكن هذا الإجراء يخالف اتفاقات منظمة الأياتا والإياسا، لأنه سوف يؤدي إلى خلل بعملية نقل المسافرين، وكان بالإمكان حل المشكلة بطريقة سلسة، لأن الخطوط الجوية العراقية لديها مقومات حقيقية لانسيابية حركة المسافرين".

ويكشف الفتلاوي، أن "لجنة النقل ستعقد اجتماعاً يوم غد السبت لغرض إعداد مسودة بهذا الخصوص ومن ثم رفعها إلى منظمة الأياتا والإياسا، على اعتبار هي الحاكم بيننا وبين الشركات العاملة".

ويشير إلى أن "قرار تعليق رحلات شركات الطيران ليس بيد العراق، لكن ما هو بأيدينا هو كيفية سد النقص الذي يحصل، وأن الخطوط الجوية العراقية لديها القدرة على سد هذا النقص".

ويتابع، "بل هناك حراكاً لرفع الحظر الجوي عن العراق، وأن هذا الأمر يقترن مع التوصيات إلى سلطة الطيران المدني بأن تبذل جهداً وجدية أكبر في مواصلة رفع الحظر الجوي، خصوصاً فيما يتعلق بشركتي الخطوط الجوية العراقية وفلاي بغداد".

جدير بالذكر أن الخطوط الجوية العراقية تواجه منذ ما يقرب من عقد من الزمان تحدياً كبيراً يتمثل في استمرار الحظر المفروض على طائراتها من قبل الاتحاد الأوروبي.

ويعود سبب هذا الحظر إلى عدم استيفاء الشركة للمعايير الدولية للسلامة الجوية التي يضعها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا).

وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، شدد في (23 حزيران 2023) على ضرورة الإيفاء بمتطلبات منظّمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، واتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) بأسرع وقت ممكن، ومواكبة التطوّر العالمي في مجال النقل الجوي للمسافرين والبضائع، وكذلك العمل على وفق توقيتات زمنية محددة لتحديد المستهدفات وإنجازها.

وأكد السوداني في بيان، أن رفع الحظر عن الخطوط الجوية العراقية من الملفات التي تحظى باهتمام كبير من قبل الحكومة، و هو ملفّ لا يمكن التهاون إزاءه، وبين أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقّ المقصرين تجاه الإيفاء بمتطلبات ومتابعة هذا الملف.

ويعود تاريخ فرض الحظر الأوروبي على الخطوط الجوية العراقية إلى عام 1991، في أعقاب غزو النظام العراقي السابق لدولة الكويت وفرض العقوبات الدولية على العراق.

وتم رفع الحظر لفترة وجيزة في عام 2009، قبل أن يعاد فرضه مجدداً في عام 2015 بسبب وجود مخالفات بشروط السلامة الجوية.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon