حرصا على "العمق العربي" للبنان: السعودية والكويت تعيد علاقاتها مع بيروت

حرصا على "العمق العربي" للبنان: السعودية والكويت تعيد علاقاتها مع بيروت
2022-04-08T17:29:08+00:00

شفق نيوز/ تنفس مسؤولو الحكومة اللبنانية الصعداء مع عودة العلاقات الدبلوماسية مع دول خليجية الى مجاريها، بعد قطيعة استمرت نحو 6 شهور بسبب تصريح لوزير لبناني وقتها، ما شكل عقابا صارما من جانب "الأشقاء" تجاه لبنان وهو يمر بأسوأ ظروفه الاقتصادية والمعيشية.

وأعلن في لبنان اليوم وصول سفيري المملكة السعودية وليد بخاري والكويت عبد العال سليمان القناعي، وذلك بعد غياب دام عدة شهور عن بيروت بقرار من حكومتي بلادهما.

وكانت السعودية الإمارات والبحرين والكويت واليمن سحب سفراءها من لبنان في تشرين الاول/اكتوبر 2021، كما طالبت من سفراء لبنان مغادرة بلادهم، وذلك في ذورة التوتر الدبلوماسي مع حكومة نجيب ميقاتي بسبب تصريحات تلفزيونية لوزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي أدلى بها قبل أن يتولى منصبه الحكومي بشهور، لكن أعيد نبشها فجأة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحويلها الى حملة خليجية على حكومة بيروت، دفعت قرداحي الذي اشتهر بتقديمه برنامج "من سيربح المليون" التلفزيوني، إلى الاستقالة.

 وتحدث قرداحي في شهر أغسطس/آب في برنامج شبابي على قناة تلفزيونية عربية، وصف فيها الحرب على اليمن بانها بمثابة "عدوان"، لكنه أيضا دعا الأطراف العربية المتحاربة الى وقف القتال فيما بينها. ولم تنفع توضيحاته اللاحقة وتأكيده الحرص على علاقات الاخوة والعروبة التي تربطه بدول الخليج، في ثني هذه الدول عن المضي قدما في مقاطعة لبنان سياسيا واقتصاديا.

 وربط مسؤولون سعوديون قرار الرياض بالاعلان عن اكتشاف محاولات لتهريب المخدرات الى السعودية من الاراضي اللبنانية، على الرغم من ان المسؤولين الامنيين في لبنان اكدوا مرارا أن محاولات تهريب أطنان من المخدرات اكتشفتها الاجهزة الامنية اللبنانية ومنعت وصولها الى الدول العربية وفي أحيان كثيرة بالتنسيق مع الاجهزة الامنية في هذه الدول الخليجية.

ومنذ سحب السفراء الخليجيين وإبعاد سفراء لبنان من تلك الدول، لم يكف المسؤولون اللبنانيون عن التأكيد على رغبتهم في اصلاح العلاقات مع نظرائهم الخليجيين، وأن تصريحات قرداحي لا تمثلها، لكنهم لم يلقوا آذانا صاغية تبادلهم التعبير عن الحرص الخليجي على العلاقات مع لبنان.

وكان من اللافت ان الاعلان عن عودة السفراء الخليجيين الى بيروت، جاء بعد نحو أسبوعين على الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الايراني حسين اميرعبداللهيان الى بيروت حيث اعلن من هناك، استعداد ايران لدعم اللبنانيين في تأمين القمح في ظل الازمة العالمية التي تسببت بها الحرب الروسية-الاوكرانية، ما ادى الى ارتفاع ثمنها في وقت يشهد لبنان ازمة اقتصادية خانقة. كما كرر عبداللهيان التعبير عن استعداد طهران لمساعدة لبنان في بناء معامل لتوليد الكهرباء ومجالات إنمائية أخرى.

وبعد مرور أيام على سحب السفراء من بيروت، تحدث وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، بان القرار الخليجي لم يتخذ بسبب تصريحات قرداحي، حيث قال في مقابلة تلفزيونية أنه "ليست هناك أزمة مع لبنان، بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران عليه".

ولم يتضح ما الذي تغير بالنسبة الى نظرة السعودية حول "هيمنة وكلاء إيران" على لبنان، خاصة بعد زيارة عبداللهيان، وما الذي دفع الخليجيين الى تغيير موقفهم الان.

لكن في ديسمبر/كانون أول الماضي، أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مكالمة هاتفية مشتركة مع ميقاتي خلال زيارة ماكرون الى المملكة في محاولة لتخفيف التوترات بين بيروت والرياض.

وفي يناير/ كانون الثاني، رد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله على الموقف السعودي متهما الرياض بالمساهمة في نشر التطرف والإرهاب في جميع أنحاء العالم وأخذ آلاف اللبنانيين الذين يعملون في منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط ”كرهائن".

وبكل الاحوال، اشاد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في تغريدة على "تويتر" بالخطوة الخليجية لاستعادة العلاقات قائلا ان لبنان "يفخر بانتمائه العربي ويتمسك بأفضل العلاقات مع دول الخليج"، واصفا إياها بأنها "كانت وستبقى السند والعضد". كما أن العديد من مسؤولي الحكومة اللبنانية، والمسؤولين السياسيين من احزاب مختلفة، رحبوا بالقرار الخليجي في بيانات وتغريدات صادرة عنهم.

وكانت وزارة الخارجية السعودية قالت أمس الخميس إن قرار إعادة سفيرها بخاري الى بيروت يأتي"استجابة لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان" وبعد تصريحات ميقاتي بخصوص إنهاء جميع الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تؤثر على السعودية وغيرها من دول الخليج.

وشدد البيان السعودي الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية على "أهمية عودة جمهورية لبنان إلى عمقها العربي".

وفي الوقت نفسه، اعلنت حكومة اليمن التي لا تتخذ من صنعاء مقرا لها مساء الخميس، عودة سفيرها إلى لبنان لممارسة عمله، وذلك "استجابة لإعلان الحكومة اللبنانية، التزامها وقف كافة الأنشطة والممارسات والتدخلات العدوانية المسيئة للدول العربية، وتماشيا مع الجهود المبذولة لعودة لبنان لعمقها العربي".

ووفقا لوزارة الخارجية الكويتية الخميس فإنه "في ضوء التجاوب اللبناني مع المبادرة الكويتية الخليجية و استجابة للمناشدات التي أطلقتها القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان وتفاعلا مع الالتزام الذي قطعه رئيس الوزراء في جمهورية لبنان الشقيقة باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع دولة الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووقف كافة الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس دول مجلس التعاون الخليجي فإن دولة الكويت تعلن عودة سفيرها لدى جمهورية لبنان الشقيقة".

وجاءت المقاطعة الخليجية للبنان والتي لم تنضم اليها لا قطر ولا سلطنة عمان، في وقت يشهد اللبنانيون احد اسوأ ثلاثة ازمات اقتصادية في العالم منذ أكثر من قرن، دفعت ملايين اللبنانيين الى براثن الفقر.

خاص: وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon