"حرب الصواريخ" بين الفصائل والتحالف تُبقي النازحين في كوردستان.. "نعمتان لن تتركان"

 "حرب الصواريخ" بين الفصائل والتحالف تُبقي النازحين في كوردستان.. "نعمتان لن تتركان"
2021-07-27T20:06:26+00:00

شفق نيوز/ يفضل النازحون في كوردستان، البقاء بالإقليم على العودة الى مناطق سكناهم في الأنبار الواقعة تحت نيران الصواريخ المتبادلة بين الفصائل العراقية والتحالف الدولي، ويبرر النازحون ذلك بالقول "لا يوجد عاقل يتخلى عن نعمة الامن والعمل".

الكثير من الأُسر التي نزحت إلى إقليم كوردستان، فضلت البقاء نتيجة ما عاشته طيلة سنوات تواجدهم في الإقليم، حيث أن استقرار الأمن، والحياة الإجتماعية التي وصفوها بـ"المميزة" عن باقي مدن البلاد، دفعتهم للبقاء وترك مدنهم التي تتطاير من فوقها الصواريخ المتبادلة بين الفصائل والتحالف.

وفي ناحية البغدادي التابعة لقضاء هيت غربي الأنبار، حيث تقع قاعدة عين الأسد الجوية التي تتمركز داخلها قوات التحالف الدولي، كشف مسؤول محلي بارز فيها، أن "اكثر من عشرين أسرة، ترفض العودة إلى المنطقة خوفاً من أن تطالهم صواريخ القصف المتبادل بين التحالف والفصائل الولائية".

ويضيف المسؤول ذاته لوكالة شفق نيوز"، طالباً عدم ذكر إسمه، أن "أصوات اطلاق الصواريخ وسقوطها وحدها تثير رعب السكان كباراً وصغاراً، وهذا أبرز ما يعيق غلق ملف النزوح في الناحية، بل انه من الممكن أن يتسبب بهجرة الموجودين حتى".

وتابع أن "اهل ناحية البغدادي أناس بسطاء مادياً، ولو كان باستطاعتهم دفع تكاليف إيجار منزل، لغادروا المنطقة اليوم قبل الغد".

وفي البغدادي ذاتها، يقول المواطن ث،ح ( الأربعيني من العمر )، أنه "لو كان باستطاعتي لبقيت هناك مع أخي في محافظة السليمانية، و لا أفكر في العودة إلى منطقة تتحرر من ظالم ليحتلها ظالمين إثنين".

ويضيف راجياً عدم كتابة إسمه، "في اليوم الذي يحدث به قصف على عين الأسد، لا يمكن للأطفال النوم وحتى البكاء ونحن نلتزم الدعاء لننجوا من حرب هؤلاء القتلة، ولا يمكنني حتى أن اسمح لهم باللعب خارج المنزل، كونهم من الممكن أن لا يبقوا على قيد الحياة إذا سقط صاروخ على المنزل".

واما عن قضاء القائم الحدودي مع سوريا غربي الأنبار، فيقول محسن محمود ( 32 سنة )، معدداً أسباب عدم عودته بسخرية "أعطني سبباً واحداً يدفعني للعودة ؟، هل أعود لسماع موسيقى الصواريخ وعيش حالة الرعب ؟ ام إلى انعدام الخدمات ؟ ام إلى حملات الاعتقال العشوائي وتلفيق التهم والبطالة والعيد العديد من القضايا الغير إنسانية".

ويضيف محمود، والذي يقطن في اربيل عاصمة إقليم كوردستان، لوكالة شفق نيوز، بالقول "لن أعود إلى القائم طالما الأوضاع باقية على حالها، فلا يوجد عاقل يتخلى عن نعمة الأمن والعمل والاطمئنان، فمنذ قدومي إلى اربيل وانا اعمل في المطاعم والمقاهي المحيطة بقلعة أربيل، ولا يعاملونني كظيف حتى، بل كأنني منهم".

من جهته يقول مستشار محافظ الأنبار لشؤون النازحين، مازن الريشاوي لوكالة شفق نيوز، إن "أكثر العوائل التي فضلت البقاء في اربيل، هو بسبب فرص العمل التي وجدتها هناك، ومنهم من استقر فيها نتيجة عاشوه من حياة آمنة مستقرة، وعدم إحساسهم بكونهم نازحين".

ولفت الريشاوي، الى أن "اكثر من 90% من العوائل التي نزحت إلى اربيل عادت بفضل تعاون حكومة إقليم كوردستان بغلق ملف النزوح في الأنبار، ومن تبقى هم الراغبين بالبقاء بسبب فرص العمل او حب العيش في مناطق الإقليم".

ويرى الصحفي المختص في الشأن الأمني، محمد الجميلي، أن "هنالك الكثير من العوائل الإخبارية خاصة سكان مناطق اعالي الفرات، فضلت البقاء بإقليم كوردستان بسب ما يحصل عمليات عسكرية تشهدها المناطق الصحراوية والمدن الغربية، التي لا تزال تعد مناطق ساخنة".

ويقول لوكالة شفق نيوز"، إن "ما تتعرض إليه قاعدة عين الأسد الجوية وارتال الدعم اللوجستي من هجمات متكررة، منع عودة الكثير من سكان تلك المناطق أيضا، نظرا لما تشكله من خطورة على حياتهم".

وبين الجميلي، بأن "الاستقرار الأمني الذي الكبير الذي تشهده محافظات إقليم كوردستان، وتوفر فرص العمل فيها، دفع عشرات العوائل إلى بيع منازلهم حتى، من أجل شراء منازل بديلة داخل إقليم كوردستان، بحثاً عن حياة خالية من الخوف والقلق".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon