أحداث بغداد تفرض القلق: تساؤلات غربية حول "انقلاب" أم "حرب أهلية"

أحداث بغداد تفرض القلق: تساؤلات غربية حول "انقلاب" أم "حرب أهلية"
2022-08-02T13:49:21+00:00

شفق نيوز/ استحوذت الأحداث الجارية في العراق على اهتمام وسائل الإعلام الغربية، والتي وصفتها بأنها الاسوأ والاطول من نوعها منذ سنوات، فيما عبر بعضها عن المخاوف على مستقبل الاستقرار السياسي والأمني في البلد، واحتمال ان يستمر الانسداد السياسي فترة اطول وعدم وجود وصفة للحل. 

وتحدثت شبكة " سي ان ان" الأمريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ عن الهزة التي أحدثتها استقالات النواب الصدريين من البرلمان في حزيران/يونيو الماضي، وأشارت الى اقتحامات الصدريين للمنطقة الخضراء والتظاهرة المضادة التي نظمها أنصار خصومه في "الإطار التنسيقي". 

وفيما وصفتها بانها اسوأ واطول ازمة سياسية في العراق منذ سنوات، نقلت عن أستاذ العلوم السياسية في بغداد احسان الشمري قوله ان "إيران طرف في هذه الأزمة"، مضيفا ان "الصدر يدرك أن إيران يمكن أن تكون هي من يدفع الإطار التنسيقي لمحاولة تضخيم نفوذها في المشهد السياسي بالعراق". 

كما نقلت "سي ان ان" عن الباحث في "معهد بروكينجز" الأمريكي رنج علاء الدين قوله إن "النظام السياسي في العراق على وشك انهيار غير قابل للإصلاح، والبلد يتجه نحو حرب أهلية بين الصدر وخصومه المتحالفين مع إيران". 

الا ان الشمري أعرب عن اعتقاده أن "الأسباب الكامنة خلف هذا النزاع هي داخلية بالأساس، وليست نتيجة للانقسامات حول إيران"، موضحا ان "هناك تحولات تجري داخل السياسة العراقية وأطراف مختلفة لها طموحات متزايدة تسعى الى تعزيز سلطتها"، معتبرا أن الاتهامات المتعلقة بوجود ارتباطات مع إيران، صارت بمثابة اداة تستخدمها الكتل غير المتحالفة مع إيران بهدف تشويه سمعة خصومهم.

وبينما اعتبر تقرير "سي ان ان" انه برغم جهود تبذل من أجل تخفيف التوتر، إلا أنه نقل عن علاء الدين قوله إنه يعتقد أنه من الصعب أن نرى الصدر يتراجع ما لم يحصل على الحكومة التي كان يريدها في الأساس، مضيفا انها الأزمة السياسية الأطول في العراق منذ العام 2003، مشيرا الى انه من غير المرجح ان هذه الازمة حتى لو جرى حلها، ستكون الأخيرة في البلد. 

واعتبر علاء الدين أن النظام السياسي يواجه معوقات كبيرة، ومحذرا من ان الوصول الى لحظة الاصطدام ستشير إلى أن الانقسام وصل الى مستويات غير مسبوقة. 

ومن جهتها، اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية ان تظاهرات بغداد تؤجج المخاوف من وقوع المزيد من الاضطرابات في ظل عشرة شهور من الجمود السياسي حول تسمية الرئيس الجديد للحكومة. 

ولفتت "الجارديان" إلى أن دعوة الصدر لاسقاط النظام السياسي القائم منذ العام 2003، تشكل "التحدي الأكثر خطورة" أمام العراق منذ اجتاح تنظيم داعش الموصل وشارف على اقتحام بغداد نفسها في حزيران/يونيو العام 2014. 

وتابع التقرير البريطاني أن انضمام المتظاهرين من القوى المدعومة من إيران، الى المواجهة في الشارع، يعزز المخاوف من انتشار العنف داخل المكونات الشيعية وتعميق الفوضى في بلد يعاني من سلسلة من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.

واضاف انه رغم قرار الإطار التنسيقي سحب مؤيدة من الشارع أمس الاثنين، و اللهجة التصالحية التي أثارت ارتياح كبار المسؤولين، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة من ان ما جرى يوم الاثنين، هو بمثابة بروفة لما سيحدث في الايام والاسابيع المقبلة، إذ من الممكن أن تتفاقم التوترات، خاصة إذا التزم الصدر بتهديده بالاطاحة بالنظام. 

اما صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية فقد تساءلت عما اذا كان العراق على وشك أن يشهد انقلابا، لكنها تابعت أن مسار البلد لا يتجه نحو ذلك، وإنما نحو المزيد من إضعاف السلطة المركزية، فيما لا يبدو أن هناك وصفة لتقوية البلد واستقراره. 

وتساءل التقرير الاسرائيلي عما اذا كان الصدر جادا بشأن الاصلاح ام انه فقط من الطراز الشعبوي الذي يرفض السيطرة على السلطة، ويتصرف وكأنه متظاهر من الخارج، لكنه في الواقع بينما يسيطر على أكبر عدد من نواب البرلمان، فإنه لا يستخدمهم من اجل تشكيل ائتلاف، وإنما للانسحاب من البرلمان، ثم يرسل المتظاهرين الى المنطقة الخضراء، ويقول الان انها "فرصة ذهبية" للمطالبة بالاصلاح في العراق.

واعتبرت الصحيفة الاسرائيلية أن المتظاهرين لا ينفذون انقلابا، وفي الوقت نفسه ما من قوة او مؤسسة اخرى في الدولة بإمكانها القيام بذلك على ذلك، بما في ذلك الميليشيات الموالية لإيران في ظل انقسامها ولا يمكنها بالتالي الإمساك بزمام السلطة بنفسها، حتى لو ان الجيش العراقي نفسه ليس قويا. 

وختم التقرير الاسرائيلية بالقول ان المسار العام للعراق لا يتجه نحو الانقلاب، وإنما نحو المزيد من الاضعاف لسلطة المركز الوسط، فيما ستستمر القوى الكبرى، مثل الجارتين تركيا وايران، باستخدام جارهما الضعيف، اي العراق، وهو ما قد يؤدي الى ظهور المزيد من المتطرفين أو يدفع الى مزيد من النزاع الأهلي.

أما وكالة "اسوشييتدبرس" الامريكية، فقد اعتبرت ان الاحداث العراقية الاخيرة، دفعت التطورات السياسة نحو مركز الصدارة، وتسببت في إغراق البلد في ازمة سياسية أكثر عمقا، مع اندلاع الصراع على السلطة بين القوتين الشيعيتين الرئيسيتين.

وأضافت الوكالة الامريكي ان الاستيلاء على البرلمان، يظهر ان الصدر يستخدم قاعدته الشعبية الكبيرة كتكتيك ضغط بمواجهة منافسيه في الإطار التنسيقي. 

إلا أن التقرير الأمريكي لفت الى وجود خطوط حمراء في الأحداث التي جرت خلال اليومين الماضيين، حيث ان الطريق المؤدية إلى مبنى مجلس القضاء الأعلى، القريب من البرلمان كان مغلقا بتواجد قوات امنية كبيرة حوله، مشيرا إلى أن اختراق المبنى كان سيمثل انقلابا، ولهذا فقد  امر الصدر انصاره بالابتعاد عنه.

ومن داخل البرلمان، لفت التقرير إلى أن المتظاهر حيدر جميل احتل مقعد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وراح ينظر الى زملائه المتظاهرين ويقول "لن نتراجع الى ان تتحقق مطالبنا". 

وفي الخارج، كان المتظاهر سمير عزيز يمسح العرق عن جبينه وهو يبيع حلوى السكاكر، ويقول "انا هنا لكي أكسب لقمة عيشي".

ترجمة: وكالة شفق نيوز 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon