جلولاء الملتهبة مدينة لا يحميها إلا أهلها.. ثلاثة عوامل تزيدها سخونة
شفق نيوز/ لازال ملف ناحية جلولاء المتنازع عليها (70 كم شمال شرق بعقوبة) محط تساؤلات واستفهامات كثيرة من الأوساط الشعبية والسياسية والمجتمعية كافة، بالرغم من الخطط الامنية وتواجد تشكيلات امنية متعددة إلا أنها لم تفلح ببسط الأمن والاستقرار وحماية السلم الاجتماعي.
ومنذ انسحاب البيشمركة من جلولاء والمناطق المتنازع عليها بديالى عام 2017 اصبحت تلك المناطق مسرحا للعمليات والهجمات المسلحة التي استهدفت القطعات الامنية والأهداف الحيوية والقرى الزراعية خاصة في الجزء الشمالي من المدينة بسبب الفراغات الامنية التي تركتها البيشمركة وانعدام التنسيق الامني بين القوات الاتحادية والقوات الكوردية.
مؤامرة سياسية
عضو الاتحاد الوطني الكوردستاني في جلولاء خليل خوداداد عزا التوتر الامني والاضطرابات التي تشهدها مناطق جلولاء الى مؤامرات سياسية وديمغرافية تهدف لإبقاء جلولاء تحت دائرة الاضطرابات الامنية، لاهداف سياسية تحمل أبعادا سياسية وديموغرافية تستهدف المكون الكوردي بشكل أساسي.
وانتقد خوداداد تهميش القوات الكوردية البيشمركة التي قدمت نحو 200 شهيد إبان تحرير جلولاء عام 2014، والبقية في معارك وهجمات مختلفة الى جانب 154 شهيدا كورديا سقطوا داخل المدينة من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية لأسباب طائفية وارهابية.
واعتبر خوداداد حل جلولاء الامني سياسي بحت، وسط تنويهات ودلائل تؤكد ان حكومة المركز تريد إبقاء اوضاع جلولاء على ما هي عليه الآن.
ووصف القيادي الكوردي اتفاق التنسيق الامني المشترك بين وزارتي الدفاع والبيشمركة عبارة عن (حبر على ورق) ولا يتعدى الإعلام على الرغم من ضرورة إشراك البيشمركة بالمساهمة في حفظ الامن في جلولاء وتفعيل التنسيق المشترك ميدانيا ومعالجة الثغرات الامنية التي اصبحت ملاذات للعناصر الارهابية لتحقيق الأهداف التي تتطلع إليها جميع مكونات جلولاء.
تنسيق قومي واجتماعي
بدوره؛ دعا عضو مركز تنظيمات خانقين للاتحاد الوطني الكوردستاني عباس محمود الى اشراك المكون الكوردي امنيا وسياسيا لتحقيق الاستقرار الامني في جلولاء وعموم المناطق المستقطعة من الاقليم.
ورأى محمود في حديثه لوكالة شفق نيوز؛ أن تولي قوات من خارج ديالى وخارج جلولاء والمناطق المستقطعة ملف جلولاء الامني بحاجة الى اعادة نظر ومشاركة تامة لجميع القوميات في حفظ الاستقرار الأمني والسياسي. وتابع: "نحن" في اشارة منه الى الكورد؛ نملك مفاتيح الحلول والتنسيق بين جميع المكونات والعشائر في جلولاء وعموم المناطق الاخرى شمالي حمرين.
وشدد محمود؛ على اعتماد حلول التنسيق والمشاركة الاجتماعية لجميع مكونات جلولاء للتصدي للمخاطر الارهابية ومعالجة اماكن تحشد الجماعات الارهابية في الفراغات الامنية بين القوات الاتحادية وقوات البيشمركة.
واضاف أن "اهل جلولاء دون تهميش أي مكون هم الأقدر على حفظ الامن وابعاد كوابيس الارهاب والموت والقلق الأمني المستمرة".
ارهاب داخلي
من جانبه؛ كشف مسؤول تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني في ديالى شيركو توفيق؛ عن وجود اياد ارهابية داخل جلولاء مسؤولة عن الفوضى الامنية والعمليات الارهابية التي تطال الشرائح المجتمعية كافة لأهداف ديمغرافية وقومية.
ولفت توفيق في حديثه لوكالة شفق نيوز؛ الى وجود مجاميع كبيرة من مكون معين كانت يدا للقاعدة قبل عام 2014 ويدا وعونا لداعش عام 2014 ابان سقوط المدينة بيد التنظيم الارهابي.
وكشف عن نزوح اعوان داعش عام 2014 الى مناطق ديالى بدلا من خانقين خوفا من سقوطهم بقبضة الاجهزة الامنية او هربا من مساءلات امنية كثيرة.
وأكد توفيق؛ أن اعوان داعش هم من حارب البيشمركة والجيش سابقا، وعادوا بعد تحرير جلولاء بعناوين ومسميات اخرى وهم يديرون اليوم جميع الهجمات والعمليات الارهابية في جلولاء التي تستهدف المدنيين والمزارعين البسطاء، سعيا لاجبارهم على النزوح والهيمنة على أراضي جلولاء ضمن مخططات ممنهجة.
وأشار مسؤول تنظيمات الحزب الديمقراطي الكوردستاني؛ الى وجود جهات وأطراف في جلولاء تمارس التخريب الأمني والسياسي لأهداف ومصالح شخصية وانتخابية وديمغرافية، ولا وجود لعناصر داعش بمسمياتها الحقيقية في جلولاء.
وطالب توفيق؛ بتطهير جلولاء من عناصر تخريبية حوّلت جلولاء الى بؤر نار ملتهبة تحصد ارواح الابرياء يوميا.
وشدد على ضرورة تفعيل التنسيق الأمني بين القوات الاتحادية والبيشمركة بشكل عملي وفاعل، واعادة جلولاء الى ما كانت عليه والحفاظ على التعايش السلمي والقومي في المدينة التي تعد مثالا لعراق مصغر متنوع القوميات.
وتمت استعادة جلولاء من قبضة تنظيم داعش قبل ست سنوات، لكن مظاهر الحرب لا تزال بادية على شوارعها، فهناك آلاف المنازل طالها الدمار في حين لم يحصل سكانها على تعويضات، ما أثار سخط تلك العوائل.
وتعتبر الناحية التابعة لقضاء خانقين ضمن محافظة ديالى، من المناطق المتنازع عليها بموجب الدستور العراقي، يطلق عليها العرب اسم جلولاء، والكورد يطلقون عليها اسم (كولاله)، أما التركمان فيسمونها (قرغان).
وأصبحت جلولاء ناحية عام 1958، ويبلغ عدد سكانها نحو 70 ألفا، وتقع على بعد (70 كم شمال مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى) وهي من المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، وتشهد توترا امنيا متواصلا منذ أواخر عام 2017 وحتى الان بعد انسحاب القوات الكردية (البيشمركة) منها انذاك، فضلا عن وقوعها ضمن منطقة حوض حمرين التي ما زالت تعد معقلا رئيسيا للجماعات المسلحة.