"جرس" الازدحامات المرورية يدق مع دوام المدارس إيذاناً ببدء "معاناة البغداديين"
شفق نيوز/ مع انطلاق العام الدراسي الجديد 2024 – 2025، شهدت العاصمة بغداد، اليوم الأحد، ازدحامات خانقة لاسيما في مناطق باب المعظم والقاهرة والعطيفية.
ويرى مراقبون أن قرار تغيير أوقات الدوام الرسمي في عدد من الوزارات والدوائر بالعاصمة بغداد لم يحل أزمة الازدحامات المرورية الخانقة والتي جعلت دوام الموظفين والطلاب على 4 "شفتات".
ويقول الخبير في النقل، حسين هليجي، إن "أزمة الاختناقات المرورية مستمرة بسبب زيادة عدد السيارات لزيادة عدد السكان وزيادة الدخل حتى أصبح للعائلة الواحدة أكثر من سيارة، في ظل بقاء الطرق على حالها منذ عقود".
ويشير هليجي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "تغيير أوقات الدوام وإنشاء بعض الجسور حلول ترقيعية غير نافعة، والحل بتوسعة الشوارع وإنشاء طرق حولية حول المدن، وكذلك نقل الجامعات التي يرتادها آلاف الطلبة إلى خارج المدينة، وتفعيل النقل الجماعي الذي ينقل 40 شخصاً في سيارة واحدة، والمترو الذي ينقل آلاف الأشخاص تحت الأرض".
يذكر أن مجلس الوزراء العراقي قرر في آذار/مارس الماضي، اعتماد توقيتات جديدة للدوام الرسمي في وزارات ومؤسسات الدولة تحت التجربة لمدة 3 أشهر، لتقليل الزخم الحاصل من الموظفين الحكوميين الضاغط على شوارع العاصمة، وتقليل ذروة الدخول والخروج من دوائرهم ووزاراتهم.
وقسّم قرار مجلس الوزراء، دوام وزارات ومؤسسات الدولة على 4 أنواع من التوقيتات، الأول من 7 صباحاً إلى 2 ظهراً، والآخر من 8 إلى 3، وأيضاً من الـ9 إلى 4، وأخيراً من الساعة 10 إلى 6 قبل الغروب.
وتعاني بغداد من ازدحامات مرورية خانقة لاسيما في ساعات الذروة عند بداية الدوام ونهايته، ما دفع الحكومة إلى جانب تغيير أوقات الدوام، تشييد عدد من الجسور والأنفاق الجديدة في العاصمة للتخفيف من حدتها.
وفي هذا السياق، يؤكد المتحدث باسم وزارة الاعمار والاسكان، نبيل الصفار، أن "مشاريع فك الاختناقات المرورية في حزمتها الأولى شارفت نسبة كبيرة منها على المراحل النهائية".
ويوضح الصفار لوكالة شفق نيوز، "فبعد افتتاح ستة من هذه المشاريع، وكذلك جزء من مشروع ساحة النسور المتمثل بالمجسر الرابط بين شارع محمد مهدي الجواهري وشارع دمشق، سيتم دخول أربعة مشاريع أخرى إلى الخدمة وصولاً إلى نهاية هذا العام".
وتبدأ هذه المشاريع - بحسب الصفار - من مجسرات ساحتي عدن وصنعاء التي وصلت إلى مراحلها النهائية بنسب إنجاز تجاوزت الـ96%، مروراً بمشروع تقاطع دورة سيدية ومشروع تقاطع مجسرات 77- القدس – العبور، وصولاً إلى مشروع تقاطع المشن الذي يضم نفق باتجاهين من الزعفرانية إلى الكرادة وبالعكس، وكذلك مجسر يعبر طريق سريع الدورة من بغداد الجديدة إلى الزعفرانية.
ويقول الصفار؛ إن "باقي المشاريع المتمثلة بتقاطع الطلائع وجسر غرة وجسر الجادرية الثاني وتأهيل شارع أبو نؤاس، وكذلك مشروع ربط جسر الطابقين بالجسر المعلق وإنشاء مجسر في تقاطع المصافي ونفق في ساحة الحسنين، فهذه المشاريع سيتم إكمالها في منتصف عام 2025، كوننا بدأنا بها لاحقاً وفق الجداول الزمنية الموضوعة لها".
وعن ملف النقل الجماعي، يؤكد المتحدث باسم وزارة النقل، ميثم الصافي، أن "الوزارة أعدت خطة متكاملة لتفعيل عدد من الخطوط الخاصة بنقل الطلبة إلى الجامعات منها (البيان وبغداد والتكنولوجية)، وهناك عمل على توسعة الخطوط لنقل الطلبة إلى المحافظات، إلى جانب مشروع متكامل سيتم انطلاقه في الأيام المقبلة في عدد المحافظات منها الأنبار (الرمادي) ونينوى والمثنى وواسط وذي قار تباعاً".
ويضيف الصافي لوكالة شفق نيوز، أن "هناك 34 خطاً عاماً تم افتتاحها في بغداد من أصل 72 خط، وسيتم افتتاح البقية تباعاً، وهذه سوف تساهم في نقل الطلبة، وأن هذه الخطة تنسجم مع خطة أكبر لفك الزخم المروري التي تتضمن جسور وتقاطعات وتوسعة طرق، وبانتظار إكمال إنشاء الجسور في بعض المناطق لافتتاح عدد من الخطوط فيها".
وكانت مديرية المرور العامة، أكدت في تصريحات سابقة، أن عدد السيارات في العراق - عدا إقليم كوردستان - بلغ أكثر من سبعة ملايين سيارة، لكن الغريب أن العاصمة بغداد وحدها نالت العدد الأكبر من تلك السيارات، حيث سجلت وجود 4 ملايين سيارة، في شوارعها.
كما حددت المديرية ثلاثة حلول لمواجهة مشكلة الازدحامات المرورية عبر اللجنة المشكلة لهذا الشأن بأمر من رئيس مجلس الوزراء، وحددت اللجنة الحلول الآنية بـ"فرض القانون المروري على المخالفات التي تسبب الزخم المروري ومنها عدم الامتثال للإشارات المرورية سواء كانت ضوئية أو يدوية".
أما الحلول قريبة الأمد، فهي - بحسب اللجنة - "تغيير أوقات الدوام والعمل على التاكسي النهري وأيضاً العمل على تشجيع المواطن أن يستقل مركبات النقل الجماعي، أما بعيدة الأمد هي الثورة الاعمارية التي نشهدها حالياً في محافظة بغداد من بناء الجسور وإنشاء الطرق وتعبيدها ورصفها كذلك رفع السيطرات في محافظة بغداد لتسهيل السير وحركة المرور".