ثلاثة أجيال توّثق.. ايرانيات "يتحايلن" على القيود الصارمة بالصور الفوتوغرافية

ثلاثة أجيال توّثق.. ايرانيات "يتحايلن" على القيود الصارمة بالصور الفوتوغرافية
2023-06-27T18:48:03+00:00

شفق نيوز/ أجرت صحيفة "الغارديان" البريطانية قراءة في كتاب ايراني جديد حول التصوير الفوتوغرافي، يحمل عنوان "مساحة التنفس" الذي يرصد اعمال ثلاثة اجيال مختلفة من النساء الإيرانيات اللاتي تحايلنّ على القيود الاجتماعية، للتعبير عن انفسهن.

واشار التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان غلاف الكتاب الايراني يصور امرأة ترتدي معطفاً وحجاباً وحذاء باللون الأسود وفقاً لقواعد اللباس الاسلامي، نظراتها مباشرة وترتدي في يديها قفازيّ ملاكمة حمراء، وهو ما يعكس فكرة الكتاب حيث ان المرأة تمتثل ظاهريا للقواعد، الا انها متحدية ومستعدة للقتال.

طريق الحرير

وبحسب التقرير، فإن محررة الكتاب هي اناهيتا غابيان التي كانت قد أسست أيضاً "معرض طريق الحرير" الذي هو بمثابة اول مساحة في طهران مخصصة للتصوير المعاصر.

وتابع التقرير ان كتاب "مساحة تنفس" يعرض اعمال 23 مصورة ايرانية عبر ثلاثة اجيال، ويشمل الكتاب الصور الشخصية والمشاهد المعدة، وهو يعكس عدسة انثوية من خلال مشاهدة البلد، في وقت لفتت النساء الايرانيات بنضالهن من اجل حقوقهن، انتباه العالم.

وبعدما اشار التقرير الى قضية مقتل الايرانية مهسا اميني في ايلول/ سبتمبر الماضي، وسيطرة الجمهورية الاسلامية على شعبها، تساءل التقرير كيف يمكن لهؤلاء النساء ان ينتجن الاعمال والعروض وحتى ايجاد الشهرة في الداخل والخارج.

وضع خاص وغريب

ونقل التقرير عن غابيان قولها انه "ما من احد يقبل كل القيود في ايران، وهو وضع خاص وغريب للغاية هنا"، موضحة ان هناك "العديد من الصعوبات والتحديات، الا ان الفنانين يتحايلون على القيود للتعبير عن انفسهم ، ليقولوا ما يجب ان يقولوه".

وتابعت قائلة ان "المسألة ليست مثل التواجد في بريطانيا حيث تتمتع بالحرية في قول ما تريده، ولكن ليس صحيحا ايضا انه نظرا لوجود قيود، فإن الجميع سيصمت ويجلس في المنزل ولا يفعل شيئا".

واوضح التقرير ان تاريخ ايران الطويل حافل بالكثير من الديكتاتوريات والغزاة والقمع، ولهذا فإن الفن الايراني غير مباشر بشكل عام، ويعتمد على استخدام الاستعارة والرموز للتعبير عن اشياء محظورة او غير مقبولة.

الحرب العراقية الايرانية

وبحسب التقرير فإن كتاب المصورات الايرانيات الجديد، يعكس مسار هذه الحساسية، حيث تشمل الموضوعات المشتركة الحرب الايرانية -العراقية، ومشاعر الحنين الى الماضي والخسارة في الحياة المعاصرة، وازمة الارض والمناخ.

ونقل التقرير عن غابيان قولها ان "الحرب العراقية الايرانية خلفت ندبة عميقة في النفسية الايرانية".

وتشير غابيان الى اعمال المصورة الايرانية شادي غديريان التي كانت طفلة خلال تلك الحرب، والى اعمال المصورة مريم تاختكيشيان التي تحمل مجموعتها عنوان "لا جندي قد عاد من الحرب" والتي تعكس الخسارة الشخصية التي تكبدتها عائلتها باستخدام صور الابيض والاسود لتقدم صورا غير واضحة تجعل الجنود في الصورة مجهولي الهوية وشبحية.

عيون الأرض

وفي الوقت نفسه، فإن سلسلة صور "عيون الارض" للمصورة سولماز دارياني فإنها تقدم مشهد تأثير الجفاف السريع لبحيرة اورميا التي كانت ذات يوم اكبر بحيرة للمياه المالحة في الشرق الاوسط، مع صور مثيرة للصدمة لهياكل عظمية للطيور واطارات مهملة ملقاة في الملح الجاف.

وبنيما ذكر التقرير ان هذا التصوير الفوتوغرافي، وخاصة من قبل النساء، هو شكل من اشكال الفن الشاب في ايران، الا انه يعكس تطوره الواضح.

ترجمة وكالة شفق نيوز

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon