ثاني أكبر بحيرات العراق تحتضر أمام الجفاف والإهمال
شفق نيوز / سلطت شبكة "ايه بي سي" التلفزيونية الأمريكية الضوء على قصة احتضار بحيرة الرزارة، ثاني أكبر بحيرات العراق، بعد أن جفت مياهها بمستوى كبير وأصيبت بالملوحة ونفقت فيها الأسماك، بعدما كانت فيما مضى أحد المعالم السياحية الشهيرة في العراق.
وتقع بحيرة الرزازة التي تعرف أيضا باسم بحيرة "الملح" بين محافظتي الأنبار وكربلاء، وهي ثانية كبريات بحيرات العراق وجزء من وادي واسع يتضمن بحيرات الحبانية والثرثار وبحر النجف.
نفوق وجفاف
وذكر التقرير الأمريكي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن بحيرة الرزازة الواقعة بين محافظتي الأنبار وكربلاء، اشتهرت فيما مضى بمشاهدها الجميلة، ووفرة الاسماك التي يعتمد عليها السكان في معيشتهم، لكنها الان تعاني من الاسماك النافقة المرمية على ضفافها، بينما تحولت الارض الخصبة حولها الى صحراء قاحلة".
ولفت التقرير، إلى أن "الرزازة، تعاني من الانخفاض الملحوظ في مستويات المياه كما اصيبت بالتلوث والملوحة بمستويات عالية".
ونقل التقرير عن الصياد صالح عبود، قوله إن بحيرة الرزازة كانت "مصدراً للرزق، وعاشت فيها أسماك منها الزعنفة الصفراء والبني والشبوط لان مستوى المياه فيها كان جيدا. لكنها الان اصيبت بالجفاف".
أزمة المياه
واوضح التقرير الأمريكي، أن "البحيرة هي إحدى الضحايا الجديدة لأزمة المياه في العراق المعروف باسم بلاد ما بين النهرين أي دجلة والفرات، حيث تسببت السدود في تركيا وسوريا وإيران في اضمحلال الأنهار وروافدها، في حين تراجع معدل تساقط الأمطار الموسمية".
ولفت التقرير إلى أن "المئات من الاسر العراقية كانت تعتمد على الصيد في الرزازة كمصدر لرزقها، لكن الاسماك النافقة اصبح عددها الان اكبر من عدد الاسماك التي يمكن اصطيادها".
وتابع أن "البحيرة انشأت كمحاولة للسيطرة على فيضانات الفرات ولاستخدامها لتكون بمثابة خزان مياه مخصصة لاغراض الري"، مضيفا أن "العراقيين والسياح كانوا يتوجهون اليها خلال شهور الصيف الحارة للترفيه ع انفسهم والاستجمام، إلا أن الوضع تبدل الان مع انكماش حجم البحيرة سنويا".
وأوضح التقرير، أن "البحيرة لم تتأثر في السنوات الماضية بنقص المياه فقط، وإنما أصابها الجفاف وعانت من الإهمال وزيادة مستويات التبخر خلال فترات درجات الحرارة المرتفعة في الصيف، كما أصابها التلوث بسبب تحويل مياه الصرف الصحي اليها والاستيلاء بالسرقة على حصص المياه المخصصة لها".
وختم التقرير، بقول المستشار في وزارة الموارد المائية عون ذياب: "لا يمكن استخدام بحيرة الرزازة من أجل توجيه موارد المياه، لاننا لا نمتلك ما يكفي من كميات المياه التي ترفدها".