تهديد يداهم رحلات جوية في سماء العراق
شفق نيوز/ كشفت صحيفة "واشنطن تايمز" الامريكية، يوم الجمعة، عن تعرض نظام تحديد المواقع العالمي المرتبط بالأقمار الاصطناعية (GPS) لعمليات "انتحال وتضليل" ما تسبب باغلاقه، وهو ما أثر على رحلات جوية عراقية مؤخرا وعلى سلامتها اذا كان من المحتمل ان تقوم الدفاعات الجوية الايرانية باسقاطها.
واوضح التقرير الامريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، نقلا عن مجموعة "OpsGroup" الخاصة المتخصصة بأمن الطائرات، ان "اشارات الكترونية كاذبة تحاكي المواقع التي تحددها الاقمار الصناعية، سجلت بالقرب من ايران، واغلقت انظمة الاتجاهات على متن 12 رحلة جوية على طول مسار رحلة في شرق العراق مواز لايران.
ونقلت الصحيفة الامريكي عن بيان تحذيري من جانب المجموعة الملاحية، قوله إن هناك "تطوراً جديداً مثيراً للقلق يظهر في المجال الجوي حيث يتم استهداف الطائرات بإشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المزيفة، مما يؤدي الى فقدان سريع لكامل لقدرتها الملاحية".
واشار التقرير الامريكي، الى ان "طاقم طائرة من طراز "بوينغ 777" كانت تحلق بالقرب من جنوب شرق العراق متجهة نحو بغداد، فقدت القدرة على استخدام نظام "GPS" الخاص بها في حادثة واحدة، مما جعل الطيار في حالة ظلام معرفي".
ولفتت مجموعة الملاحة الخاصة في بيانها الى ان الطيار سأل برج المراقبة "كم الساعة، واين نحن؟".
وذكر التقرير ان حادثة "الانتحال" هذه تعتبر الاولى التي يتم خلالها اكتشاف اشارات كاذبة لنظام (GPS) لاختراق انظمة الطائرات.
واوضح التقرير ان الحوادث العراقي هذه تختلف عن محاولات التشويش السابقة على نظام "GPS"، مشيرا الى ان حواث تشويش سابقة جرت تم اكتشافها على اشارات نظام ال GPS" لطائرات مدنية في اماكن اخرى بما في ذلك بالقرب من كوريا الجنوبية والشرق الاوسط.
واوضح التقرير ان الجديد يتمثل في ان اشارات "GPS" الكاذبة جرى تلقيها بواسطة انظمة ملاحية حديثة تسمى أنظمة " IRS" والتي كان من المعتقد حتى الان انها محصنة ضد الاشارات الكاذبة لتحديد المواقع الكاذبة، حيث ان هذا النظام الحديث يقوم بتجميع الاشارات من الاقمار الصناعية على فترات منتظمة لكي يتمكن بشكل امن من تحديد وقت وموقع الطائرة خلال طيرانها.
وتابع التقرير ان الاشارات الكاذبة التي تلقتها الطائرة المتجهة الى بغداد، اظهرت على ما يبدو ان الطائرة انحرفت عن مسارها الفعلي بما يتراوح بين 69 ميلا الى 92 ميلا.
ونبه التقرير الى ان عملية انتحال نظام "GPS" تشكل خطورة بشكل خاص في المنطقة لان الطائرة كان من الممكن ان تجازف بتعرضها للاسقاط في حال ضلت طريقها داخل المجال الجوي الايراني، حيث ان المنطقة التي وقعت فيها الاحداث تعتبر منطقة صراعات وتتعرض الطائرات لمخاطر محتملة بهجمات ارهابية، وبرغم ذلك، فان العديد من شركات الطيران، بما في ذلك شركة طيران اوروبية والعديد من شركات الطيران في الشرق الاوسط والطائرات الخاصة، تستخدم هذا المجال الجوي.
واضاف التقرير ان ادارة الطيران الفيدرالية ومنظمة الطيران المدني الدولية والقيادة المركزية الامريكية، لم تعلق كلها على هذه الاحداث. وكشف التقرير الامريكي ان اشارات مزورة جرى اكتشافها ايضا من جانب طائرات بالقرب من مدينة اربيل، وبالقرب من شمال ايران وشرق تركيا، وبالقرب من باكو في اذربيجان.
وتحدث التقرير علن "نمط متماثل" من عمليات التشويش التي سجلت، حيث جرى توجيه اشارات مزيفة لنظام "GPS" الى الطائرة المستهدفة، وهي اشارات تسببت في قيام المعدات بتحديد موقع الطائرة بشكل خاطئ، وهو ما انتج "فشلا في الملاحة" عن طريق تداخل التشابك بين اجهزة الكمبيوتر في الطائرة والبيانات المتضاربة.
الا ان التقرير فلت الى ان بعض اطقم هذه الطائرات، تمكنوا من منع الاعطال من خلال قطع الاشارات الواردة الى نظام ال"GPS" بشكل تام وفوري.
وبحسب التقرير فان عملية التشويش الاحتيالية هذه بامكانها ان تشكل "خطرا كبيرا للغاية"، وهو ما يجعل الطيارين يلجأون الى الحصول على دعم ملاحي معتمدين على ما يسمى "الابر الخضراء" التي هي عبارة عن مساعدين ارضيين حيثما كان ذلك متوفرا.
ولفت الى ان هذا النوع من الانتحال الالكتروني في الحوادث الاخيرة، ليس بامكانه التأثير سوى على انظمة الملاحة للطائرات المدنية، ذلك ان الطائرات العسكرية مجهزة بمعدات استقبال خاصة بنظام "GPS" جرى تصميمها لتكون محمية من الاشارات المضللة، وهو ما يعني ان الانظمة الالكترونية للطيران المدني هي المعرضة للانتحال والتشويش.
وذكر التقرير الامريكي ان المجموعة الملاحية الخاصة لم تحدد مصدر الاشارات الكاذبة سوى بقولها انها بالقرب من ايران.
وتابع ان هذه الاشارة بانها بالقرب من ايران تعني ان طهران ربما تكون قد طورت قدرات حرب الكترونية متطورة لاحباط طائرات المخابرات المدنية أو الاجنبية مثل الطائرات المسيرة.
وبعدما اشار الى اعلان الايرانيين عن تركيز على استخدام الحرب الالكترونية منذ العام 2017، ذكر بتصريح لمسؤول كبير في وزارة الدفاع الايرانية في العام 2021، قال فيه ان ايران كانت الاولى في المنطقة في قدرات الحروب الالكترونية، مشيرا الى ان بناء انظمة الحرب الإلكترونية تزايد بمقدار خمسة اضعاف في ذلك العام.
واضاف انه من المعروف بان ايران تستخدم ما لا يقل عن نوعين من الطائرات للحرب الالكترونية: الطائرة المسيرة "Kaman-12 "، وطائرات "بوينغ 707 " المجهزة للحرب الالكترونية. وبحسب مجموعة "OpsGroup" الخاصة، فان هناك 10 تقارير منفصلة عن عمليات انتحال لاشارات نظام "GPS" العالمي، تصفها المجموعة بانها "كلها مثيرة للقلق" لسببين: تعقيد المنهجية المعتمدة، والاختراق غير المتوقع لنظام IRS الجديد.
وبحسب التقرير فان مجموعة "OpsGroup" تضم طيارين من شركات الطيران الخاصة وشركات الطيران الكبيرة. واشار التقرير الى انه جرى الحصول على التقارير الـ 12 المضللة من تقارير ارسلها الطيارون خلال الاسابيع القليلة الماضية على طول مسار رحلة في شرق العراق مواز لايران.
واوضح ان الطائرات التي استهدفت بالتضليل تتضمن طائرات "بوينغ 777 " و "747 " و "737 "، "وامبراير 190" و"امبراير 600"، وطائرات "جلف ستريم جي 650" و"بومباردير تشالنجر 650" و"غلوبال اكسبريس" و"داسو فالكون 8X.".
واوضح التقرير ان معظم هذه الطائرات كانت تحلق في منطقة طيران تسمى"اير واي يو ام 688" في المجال الجوي العراقي والتي تمتد شمالا وجنوبا على طول الحدود الغربية لايران.