تقرير يستبعد "أفغنة" العراق لكنه يحث على بقاء امريكي طويل الأمد

تقرير يستبعد "أفغنة" العراق لكنه يحث على بقاء امريكي طويل الأمد
2021-08-27T18:10:02+00:00

شفق نيوز/ دعت مجلة "ناشيونال انترست" الامريكية الى وجود عسكري امريكي طويل الأمد في العراق الذي يواجه مخاطر الانقسامات الداخلية سياسيا وعسكريا والفساد المستشري في نظام الحكم، وذلك من أجل منع انزلاقه الى "الفشل الذريع"، مذكرة بان المرة الاخيرة التي رحل فيها الاميركيون، كاد البلد يسقط بالكامل في قبضة تنظيم داعش. 

وبعدما أشارت المجلة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إلى أنه بعد سقوط أفغانستان ظهر اجماع بين العراقيين على أن بلدهم قد يلحق به مصير مشابه، مذكرة بانه يعاني من الفساد وسوء الادارة وقوى أمنية منقسمة، لفتت الى انه قرار القوات الاميركية الرحيل من افغانستان، تشجعت الميليشيات العراقية للضغط على بغداد لتطلب من الأمريكيين المغادرة. وذكرت بانه "في اخر مرة غادر فيها الامريكيون، كاد العراق يسقط في أيدي تنظيم داعش" في العام 2014. 

لكن المجلة الامريكية لفتت الى ان "هناك اختلافات يجب ملاحظتها"، من بينها أنه لا وجود لقوة عراقية موحدة ومقبولة وطنيا، كما ان ايران وهي لاعب رئيسي في العراق، تدعم عراقا فيدراليا، وهي لها وجود باق.

لكن المجلة في تقريرها التحليلي عادت تشير إلى أن هذا الوضع قد لا يكون كافيا، كما أظهرت الحرب ضد داعش سابقا، حيث انه في العام 2014 انهارت القوات الامنية امام داعش، مشيرة إلى أنه كان لدى الجيش العراقي جنود وشعبية أكثر من نظيره الافغاني، كما كان مجهزا بأحدث الاسلحة ومدرب بشكل جيد. 

وبرغم ذلك، اشارت المجلة الى انه "لا وجود لقوة مقبولة وطنيا لها وجود في جميع مناطق العراق"، موضحة أن كل قوة بارزة يقتصر وجودها على جغرافيتها، حيث أن السنة في الغرب والكورد في الشمال، والشيعة في الجنوب "وهم الأكثر قوة بين القوى العراقية وأكثرهم توحيدا". 

كما اعتبرت ان "شيعة العراق بشكل عام موالون لايران، وايران تعارض أي ان تحاول جماعة واحدة السيطرة على البلد بأكمله، حيث ان لطهران حلفاء بين الشيعة والكورد والسنة، وهي المجموعات الرئيسية الثلاث في البلاد". 

ولهذا، اعتبرت المجلة "ان الانسحاب الامريكي من العراق لن يترك فراغا خلفه". 

وبعدما أشارت إلى ان إيران تخشى من قيام عراق قوي، بتشجيع من إسرائيل والدول الغنية في الخليج، لأن ذلك يمكن ان يزعزع استقرار الجمهورية الاسلامية، وهو ما قد يجعل بغداد تصبح مرة اخرى مركزا للتحالف المناهض لها في حال "وقع العراق تحت سيطرة حزب مهيمن واحد". 

ومع ذلك، اشارت المجلة الى أن ايران عملت منذ العام 2003 ، من اجل عراق اتحادي، مضيفة أنها "مصلحة تتشاركها طهران مع واشنطن" بحث تضمن هذه الفيدرالية حكما ذاتيا للكورد في الشمال" الذين وصفتهم المجلة بأنهم "حلفاء اميركا الوحيدون المتبقون في العراق". 

ولفتت ايضا الى ان ايران احتفظت بعلاقات وثيقة مع كورد العراق وذلك من اجل احتواء سكانها الكورد، مضيفة انه عندما كان داعش على أبواب اربيل، كانت إيران هي التي أنقذت المدينة من السقوط.

واضافت ان "انسحاب القوات القتالية الامريكية يمكن ان يقنع طهران بان الوجود الامريكي في العراق لا يشكل تهديدا لطهران، مما يسهل التوصل الى اتفاق في المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015". 

وتابعت المجلة أنه رغم ذلك، فانه عندما اصبحت اربيل اخر معقل للقوات الامريكية، بدات الميليشيات الموالية لايران في استهداف اربيل"، مضيفة انه في مواجهة الانسحاب الامريكي، قد تتدخل ايران من اجل انقاذ المنطقة من خلال الموازنة بين حلفائها. 

وأضافت انه "عندما غادرت واشنطن أفغانستان وخططت لتخفيض قواتها في العراق، بدأت طهران واربيل في استعادة العلاقات بينهما". 

وذكرت المجلة بواقعة رفع العلم الكوردي الى جانب العلم الايراني عندما استقبلت طهران رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، وهو ما أثار غضب السلطات العراقية في بغداد، لكن وزارة الخارجية الايرانية وصفت ما جرى بأنه "خطأ بروتوكول"، رغم ان هذا الإعلان يهدف بوضوح الى ارضاء حلفاء إيران في العراق.

وتابعت المجلة أن "العلم الكوردي معروف فقط لعدد قليل من الناس، وهو غير متوفر في كل مكان، مما يعني أن وزارة الخارجية الايرانية اشترت العلم بناء على طلب خاص، وأنه بالاضافة الى ذلك، فان ايران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف بالحكومة الكوردية في العراق. 

واشارت المجلة الى ان انقرة تفضل من جهتها، عراقا موحدا وقويا يمكن أن يجبر حزب العمال الكوردستاني على الخروج من اراضيه. 

وقالت إن "تأثيرات الانسحاب الامريكي من العراق قد تكون محدودة، حيث انه يشمل فقط القوات المقاتلة، وليس الوجود الكامل"، حيث أن واشنطن ساهمت في الحاق الهزيمة بداعش بشكل اساسي من خلال القوة الجوية والدعم اللوجستي، وهو ما يعني ان التفوق العسكري الامريكي برهن انه في الجو وليس على الارض. 

ولهذا، ختمت المجلة بالقول انه من خلال قوتها الجوية وحلفائها على الارض، يمكن بإمكان واشنطن أن توقف تقدم اي قوة لمسلحين. واضافت انه من خلال تكلفة محدودة، بإمكان الولايات المتحدة ان تمنع المشاكل طويلة الامد وتتجنب الاضطرار الى العودة الى العراق في المستقبل" مثلما جرى معها في العام 2014. 

وخلصت الى القول ان "ان العراق يفتقر الى جيش وطني، وقوته مشتتة بين قبائل وجماعات مسلحة وأحزاب سياسية مختلفة، والفساد منتشر والحاجات الاساسية مفقودة في اجزاء كثيرة من البلاد، فيما فقد العراقيون الثقة في سلطتهم". وحذرت من احتمال مجيء مرحلة قد يفضل العراقيون خلالها جماعة "متطرفة" على جماعة "فاسدة" غير قادرة على تلبية حاجاتهم. ولهذا، اعتبرت ان "الوجود العسكري الامريكي طويل الامد في العراق قد يمنع وقوع الفشل الذريع". 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon