تقرير يربط بين تعثر إصلاح قوات البيشمركة وتغيير قيادة "العزم الصلب"
شفق نيوز/ ربطت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بين إعلان الجيش الأمريكي تعيين الجنرال جويل فاول لتولي قيادة عملية "العزم الصلب" لمحاربة تنظيم داعش في العراق وسوريا، وبين الرغبة الأمريكية والغربية عموماً بإعادة تنشيط جهود توحيد قوات البيشمركة الكوردية.
وذكّر التقرير الإسرائيلي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، بأن إعلان الجيش الأمريكي حول تعيين فاول صدر الخميس الماضي، وأن مراسم نقل سلطة قيادة المهمة جرت في بغداد في 22 آب/ أغسطس الجاري، وذلك خلفا للجنرال ماثيو ماكفارلين، وبحضور قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا.
حافة الحرية
ونقل التقرير عن الجنرال كوريلا قوله متوجهاً إلى ماكفارلين إن "قيادتكم خلال هذه الفترة الحافلة بالتحديات والتغيرات المعقدة، كانت رائعة، ولقد تمكنتم من إدارة المزيد من المخاطر بشكل يومي أكثر من أي قائد في القوة المشتركة حول العالم".
وبحسب قوات التحالف، فإن الجنرال فاول قال "نحن نعيش على حافة الحرية. مهمتنا هنا هي مواصلة هزيمة داعش، ومساعدة القوات الشريكة لنا على التحسن، والاستقلال. وهذا ما سيكون تركيزي".
وذكر بيان التحالف أنه "في ظل استمرار نضوج قدرات القوات الشريكة للتحالف، ستركز قوة المهام المشتركة المتمثلة بعملية العزم الصلب، على تقديم المشورة والمساعدة والتمكين لها من أجل ضمان إلحاق الهزيمة بداعش وبناء الأسس للحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
إصلاح البيشمركة
وذكّر التقرير بأن رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني استقبل خلال الأسبوع الماضي الجنرال ماكفارلين حيث بحثا التحديات التي تواجه الإقليم.
وأكد التقرير أن إصلاح قوات البيشمركة قضية مهمة بالنسبة إلى الإقليم وأيضا بالنسبة إلى الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى التي تدعم حكومة الإقليم، مشيرا إلى أن محادثات نيجيرفان بارزاني والجنرال الأمريكي تناولت التحديات التي تواجه عملية إصلاح البيشمركة.
وبعدما ذكر التقرير بأن صلة البيشمركة بتاريخ الكورد ونضالهم من أجل الاستقلال ومقاومتهم أيضاً ضد نظام صدام حسين، أوضح أنه من المفترض أن تساعد وزارة البيشمركة في توحيد البيشمركة والحد من تأثر هذه القوة العسكرية بالعلاقات السياسية، وهي محاولات تجري منذ أكثر من عقد من الزمان.
وأشار إلى أن قوات البيشمركة لعبت دوراً رئيسياً في الحرب على داعش، مضيفا أن الجهود المبذولة لتوحيدهم تعثرت جزئياً بسبب الحرب، كما تضررت أيضاً من أزمة العام 2017 عندما هاجمت القوات الاتحادية العراقية والوكلاء المدعومين من إيران، الكورد في كركوك وسنجار.
لكن التقرير لفت إلى وجود آمال حالياً بأن تشهد البيشمركة تقدماً، مضيفاً أن الجنرال ماكفارلين المنتهية ولايته، أعرب عن خيبة أمله إزاء عدم تحقيق تقدم في بعض جوانب مذكرة التفاهم الموقعة بين وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة شؤون البيشمركة في أيلول/ سبتمبر من العام الماضي والتي تركز على التزام واشنطن بدعم البيشمركة في الحرب ضد داعش، مقابل التزام وزارة البيشمركة بتعزيز احترافية قواتها وإدخال إصلاحات مؤسسية.
ونقل التقرير عن ماكفارلين قوله للصحفيين في أربيل، إن "المراجعة الأخيرة أظهرت أن وزارة شؤون البيشمركة قد حققت بعض التقدم في تنفيذ معالم مذكرة التفاهم، لكن غياب وزير وزارة شؤون البيشمركة يتسبب في إضعاف المؤسسة وعرقلة التقدم في الجهود المبذولة لتوحيد القوة وإضفاء الطابع المهني عليها".
هزيمة داعش
إلى ذلك، ذكر التقرير أن الجنرال فاول لعب دوراً رئيسياً للقوات الأمريكية في آسيا على مدى السنوات القليلة الماضية، وهو منذ صيف العام 2021، يتولى منصب قائد القوات الأمريكية في اليابان.
وأضاف أن مهمة "العزم الصلب" التي تولى قيادتها، نجحت في إلحاق الهزيمة بداعش، وهي الآن تساعد قوات مثل البيشمركة والقوات العراقية وكذلك قوات سوريا الديمقراطية من أجل تعزيز هزيمة داعش.
ولفت التقرير إلى أن الكورد لعبوا دوراً أساسياً في هزيمة داعش، لكنهم يواجهون تحديات في العراق وسوريا، حيث تواجه قوات "قسد" العداء التركي، بالإضافة إلى أن الإيرانيين يعملون أيضاً في سوريا على طول وادي نهر الفرات ويهددون قوات "قسد" والقوات الأمريكية، كما أن هناك القوات الروسية العاملة في سوريا.
وأوضح التقرير أن ذلك يعني أن قوات "قسد"، المدعومة من الولايات المتحدة، يجب أن تتعامل مع تعقيدات العمل في سوريا ضد داعش بينما تواجه في الوقت نفسه معارضة من إيران وتركيا وعلاقة معقدة مع روسيا، في وقت عززت روسيا من مضايقاتها للقوات الأمريكية في سوريا بينما أرسلت الولايات المتحدة طائرات "F22" إلى المنطقة لردع روسيا.
وتابع قائلاً أن واشنطن تسعى أيضاً إلى ردع إيران، فيما تدعم طهران وكلاء لها في العراق وسوريا لمهاجمة القوات الأمريكية.