تقرير أمريكي يحذر: قوى "اللادولة" قد تحول العراق إلى منصة لهجمات اقليمية

تقرير أمريكي يحذر: قوى "اللادولة" قد تحول العراق إلى منصة لهجمات اقليمية
2022-02-25T17:25:43+00:00

شفق نيوز/ اعتبرت مجلة "فوربس" الامريكية ان سلسلة من الحوادث عبر هجمات بطائرات مسيرة، تشير الى مخاوف متزايدة من ان اراضي العراق اصبحت تستخدم من جانب قوى وجماعات من خارج مؤسسات الدولة الرسمية، لتنفيذ هجمات ضد دول مجاورة.

وذكّرت المجلة الامريكية بمجموعة من الهجمات من بينها هجوم في 2 فبراير/ شباط الحالي؛ حيث انطلقت طائرات مسيرة من العراق لاستهداف مدينة ابو ظبي الاماراتية، وتبنت مجموعة عراقية تطلق على نفسها اسم "ألوية الوعد الصادق" الهجوم بصفته انتقاما من سياسات دولة الامارات في حرب اليمن. 

ولفت التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان ذلك لم يكن الهجوم الاول من نوعه بطائرة مسيرة من جانب الميليشيات يتم الاعلان عنه من العراق ضد دولة في المنطقة، مشيرا الى هجوم مشابه استهدف المملكة السعودية في 23 يناير/كانون الثاني العام 2021؛ حيث قال مسؤول ميليشيا مجهول لوكالة "اسوشييتد برس" الامريكية ان الطائرات المستخدمة جرى جلب اجزائها من ايران وتجميعها في العراق لاطلاقها من هناك.

كما اشار التقرير الى انه خلال الاشتباكات بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة في مايو/ ايار الماضي، قال رئيس الحكومة الاسرائيلي انذاك بنيامين نتنياهو ان ايران قامت بارسال طائرة مسيرة مسلحة الى اسرائيل "من العراق او من سوريا". كما ان وكالة "رويترز" اشارت في آب/اغسطس 2018، الى ان قيام ايران بتزويد جماعات موالية لها في العراق بصواريخ، ونقلت اليهم الخبرة لتصنيع هذه الصواريخ محليا، وهي صواريخ قادرة على تهديد كل من السعودية واسرائيل، في حال تم نشرها في غرب او جنوب العراق.

ولهذا، اعتبرت المجلة ان هذه الحوادث تشير على ما يبدو الى ان العراق تحت خطر متزايد من استخدام اراضيه من قبل جماعات غير حكومية، للقيام بهجمات بطائرات مسيرة او صاروخية ضد دول المنطقة.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انتقد في السابق ما اسماه "الجماعات الخارجة على القانون" محذرا اياها من استخدام الاراضي العراقية "كنقطة انطلاق للعدوان على دول الجوار". واشار التقرير الى ان معظم العراقيين يرفضون استخدام اراضي بلادهم منطلقا لشن مثل هذه الاهداف. 

ونقل التقرير عن الباحث في "المجلس الاطلسي" الامريكي انطوني بفاف قوله انه في حين ان ايران ترغب بالتأكيد استخدام العراق كقاعدة لعمليات وكلائها للعمل اقليميا، الا ان هناك مشاعر قوية من جانب الشعب العراقي لمنع حدوث ذلك"، مضيفا ان هذه المشاعر "لعبت دورا مهما في الانتخابات الاخيرة حيث لم يحقق القوميون المرتبطون بالصدر مكاسب كبيرة فقط، بل ان الاحزاب المرتبطة بايران خسرت ايضا". 

وتابع قائلا انه "اذا فعلوا ذلك على نطاق واسع فمن المحتمل ان يكون هناك رد فعل كبير. لذلك فانني بينما لا استبعد ذلك، لكن اعتقد ان هناك حدودا لما يمكن ان يقوم به الايرانيون".

وفي حين استبعد بفاف ان تستقطب الهجمات الصغيرة للميليشيات ضد القوات الامريكية اهتماما كبيرا، الا انه اعتبر ان الهجمات التي تستهدف دولا مجاورة "مثل تلك التي طالت السعودية والامارات من اليمن، ستكون مسالة مختلفة"، مؤكدا ان "العراقيين لا يريدون الانجرار الى صراع اقليمي". 

وفي هذا الاطار، اعرب بفاف عن شكوكه من احتمال ان تحدث عمليات اطلاق صواريخ من جانب الميليشيات الموالية لايران من العراق الى الدول المجاورة، موضحا ان بالامكان اطلاقها من اليمن "لان الحوثيين يعتبرون انفسهم في حالة حرب مع السعودية والامارات، في حين ان العراقيين لا يريدون ان يكونوا في حالة حرب مع احد، لذا فان اي شيء يفعله الايرانيون لجرهم الى حرب من المحتمل ان يواجه معارضة". 

ولم يستبعد الباحث ان تحاول ايران القيام بذلك، لكنه لفت الى ان هجوما من جانب وكلاء ايران في العراق قد يعني ان الولايات المتحدة وشركائها سيستفيدون من الفرصة "لاتخاذ اجراءات اقوى ضد ايران وكذلك عزلها عن المجتمع الدولي". 

ونقل التقرير عن محلل شؤون الشرق الاوسط كايل اورتن، قوله ان ايران "مسؤولة بشكل واضح" عن هذه الهجمات، مشيرا الى ان حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق وافرع حزب الله في سوريا وقوات الدفاع الوطني السورية والحوثيين في اليمن، جرى دمجهم واصبحوا جزءا عضويا من الحرس الثوري الايراني. 

وبعدما لفت اورتن الى ان هجمات مثل هجوم 2 فبراير / شباط على ابوظبي، حصلت في الغالب على اذن من طهران ومباركتها، قال ان هذه الجماعات "تحيل قرارات تكتيكية وشخصية اصغر الى المركز، لذلك لا يتم التفكير في اي هجوم جديد او تصعيدي ما لم تعطي ايران الامر حوله"، مشيرا الى ان توقيت الهجوم على الامارات كان مدفوعا بغضب ايران من زيارة الرئيس الاسرائيلي الى ابو ظبي، وليس له علاقة باي شي في العراق، وذلك في حال كان الهجوم انطلق فعلا من العراق نفسه. 

واستبعد اورتن ان تتمكن الحكومة العراقية من التصدي لمثل هذه الهجمات لان "ميزان القوى" ليس في صالحها نهائيا. 

وخلص الى القول انه مع مرور الوقت ستتمكن ايران من انشاء "مسارحها المختلفة سعيا وراء اهدافها الثورية للقضاء على اسرائيل واستبدال ممالك الخليج بجمهوريات اسلامية"، مضيفا في الوقت نفسه، انه من غير المرجح ان تتحقق هذه الاهداف قريبا، لكن "التهديد الذي تتعرض له المناطق السكانية في جميع هذه الدول من الصواريخ والطائرات المسيرة القادمة من مختلف الاتجاهات، ستكون سمة من سمات تقدم الحياة". 

كما نقل التقرير عن المدير في مركز رفيق الحريري وبرامج الشرق الاوسط في "المجلس الاطلسي" ويليان وشسلر، قوله "اعتقد ان العراق معرض لخطر كبير بان يصبح منصة انطلاق للمجموعات غير الحكومية التي تطلق اسلحة دقيقة عبر الحدود"، مضيفا ان "مثل هذه الهجمات محورية في السياسة الايرانية، وهو تكتيك لا تستخدمه اي دولة اخرى في العالم". 

وختم بالتساؤل اذا كانت ايران توفر مثل هذه القدرات لوكلائها في دول مثل لبنان وسوريا واليمن "فلماذا يكون العراق مختلفا؟". 

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon