تقرير أمريكي عن "المقاومة الإسلامية" في العراق: ترسانتها التسليحية مثيرة
شفق
نيوز/ اعتبر موقع "رابطة الأخبار اليهودية" الأمريكي، أن احتمال قيام إيران
بالرد على إسرائيل من داخل الأراضي العراقية، يعبر عن ضعفها ويزعزع علاقتها بـ"وكلائها"
العراقيين في إطار "محور المقاومة"، لكن طهران قد تعمد إلى تعزيز حضورها
في العراق وسوريا، كرد على إضعاف نفوذها في لبنان وغزة.
وأشار
التقرير الأمريكي إلى أن إيران عبرت عن استعدادها لمهاجمة إسرائيل "لتحطيم أسنانها"،
بعد الانتخابات الأمريكية التي جرت الثلاثاء الماضي، كرد على الهجمات الإسرائيلية
في 26 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مثلما فعلت طهران بهجماتها الصاروخية في 13
نيسان/ أبريل والأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضيين.
إيران
تشعر بالخطر
وبعدما
لفت التقرير إلى تقارير أمريكية تحدثت عن استعداد إيران لمهاجمة إسرائيل عبر
"وكلائها الإقليميين" وأنها من أجل ذلك تقوم بنقل طائرات مسيرة وصواريخ
باليستية إلى قواتها الوكيلة في العراق، نقل التقرير عن الباحثة في المعهد الدولي
لمكافحة الإرهاب ميري آيسن قولها إن "هذا القرار من جانب إيران يعكس الضعف"،
مضيفاً أن "إيران تشعر حالياً بأنها معرضة للخطر بسبب الافتقار إلى الدفاع
الجوي، ولهذا فإن الهجوم من الأراضي العراقية يمثل وسيلة لحماية نفسها".
لكن
آيسن اعتبرت أيضاً أن قراراً كهذا قد يضعف علاقة إيران بـ"وكلائها"،
موضحة أنه "في كل مرة لا تهاجم فيها إيران من الأراضي الإيرانية، فإن الوكلاء
يلاحظون ذلك".
وتابعت
قائلة "في المرتين، عندما هاجمت إيران إسرائيل، في نيسان/ أبريل وتشرين الأول/
أكتوبر الماضي، كان يتحتم عليها أن تظهر استعدادها للهجوم من الأراضي الإيرانية
نفسها".
وفي
حين لفت التقرير إلى أن الحكومة العراقية نفت التقارير التي تحدثت عن هجمات وشيكة
على إسرائيل انطلاقاً من الأراضي العراقية باعتبارها "ذرائع واهية"
لتبرير الهجمات على العراق، قال التقرير إن سيطرة الحكومة محدودة للغاية على مناطق
شرق العراق حيث تنشط الميليشيات بدرجة كبيرة.
وأشار
التقرير إلى أن ما يجري يعكس "الأهمية المتزايدة للعراق في إطار الإستراتيجية
الإيرانية في الشرق الأوسط، حيث قام الجيش الإسرائيلي بإضعاف حماس وحزب الله
اللبناني"، مضيفا أنه من الممكن أن تقوم إيران "بالتركيز بشكل أكبر على
بناء قوتها في العراق وسوريا لتعويض الخسائر في قطاع غزة ولبنان".
وتابع
قائلاً إن "قرب إيران من العراق، وتطوير الميليشيات الوكيلة والشريكة لها
طوال العقدين الماضيين، يجعل من العراق قاعدة عمليات غير إيرانية جذابة لمحور
المقاومة".
حماس
من قطر إلى العراق
وأضاف
التقرير أن احتمال نقل قيادة حماس من قطر إلى العراق، والذي تم الإعلان عنه يوم
الجمعة الماضي، يشير إلى الدور المتزايد للميليشيات العراقية في محور إيران في
المنطقة.
وبعدما
قال التقرير إن الميليشيات العراقية هي مجموعة كبيرة من التنظيمات المفككة، غير أنه
لفت إلى أن مستوى التعاون والتنسيق فيما بينها تزايد بشكل كبير منذ بداية الحرب،
مضيفاً أنه منذ 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، تعمل الجماعات الرئيسية كافة
المدعومة من إيران تحت مظلة "المقاومة الإسلامية في العراق".
ونقل
التقرير عن آيسن قولها إن "المال يأتي من إيران، والإيديولوجية تأتي من إيران،
والقدرات تأتي من إيران، وغالبية المدربين يأتون من حزب الله اللبناني"،
مضيفاً أن "الميليشيات العراقية ليست قادرة على البقاء من دون إيران، ولن
يكون لديهم التدريب أو القدرات. ولا تقتصر المسألة على إيران وحدها، بل هم بحاجة أيضاً
إلى حزب الله وفيلق القدس في الحرس الثوري".
وفي
حين ذكر التقرير أن "المقاومة الإسلامية في العراق" أعلنت مسؤوليتها عن
عن 242 هجوماً ضد 285 هدفاً في إسرائيل منذ تشكيلها، قال التقرير إن بالإمكان رؤية
الدور المركزي المتزايد لهذه المقاومة ضمن المحور الإيراني، من خلال التصاعد الحاد
في حجم ونطاق هجماتها على إسرائيل منذ مقتل زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله،
وزعيم حركة حماس الفلسطينية يحيى السنوار.
أهداف
إيرانية في العراق وسوريا
وأوضح
التقرير الأمريكي أنه منذ بداية الحرب، فإن إيران قسمت اهتمامها بين أهداف في إسرائيل
وأهداف أمريكية في سوريا والعراق، مذكرّاً بأن الهجوم الرسمي الأول الذي نفذته
"المقاومة الإسلامية في العراق"، تمثل بهجوم بطائرة مسيرة على قاعدة
حرير الجوية في إقليم كوردستان.
ونقل
التقرير عن آيسن قولها إن أحد الأهداف الرئيسية للميليشيات العراقية كان يتمثل في إعطاء
إيران "العمق من أجل شن هجمات ضد القدرات الأمريكية"، إلا أنه في الفترة
الأخيرة تحولت "المقاومة الإسلامية" إلى استهداف الأصول الإسرائيلية
بشكل شبه حصري.
وبينما
ذكر التقرير أن الهيكل الدقيق لـ"المقاومة الإسلامية" ليس واضحاً تماماً،
لفت إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية، تقول إن الميليشيات المركزية الأربع التي
تتألف منها هي، حركة أنصار الله الأوفياء، وكتائب حزب الله، وحركة النجباء، وكتائب
سيد الشهداء، إلا أنه من شبه المؤكد أن ميليشيات أخرى أصغر حجماً منخرطة أيضاً،
بما في ذلك منظمة بدر وكتائب الإمام علي.
ترسانة
تسليحية مثيرة
وبين
التقرير أن الخبراء يعتقدون أن قدرات "المقاومة الإسلامية" يمكن أن تشكل
تهديداً خطيراً لأمن إسرائيل، مشيراً إلى أن قوتها على الصعيد البشري تتراوح 40 ألف
عنصر و80 ألف مقاتل، بالإضافة إلى أن التهديد الحقيقي لإسرائيل من جانبها يتمثل في
ترسانتها التسليحية المثيرة.
وبحسب
آيسن، فإن "القدرات العسكرية للميليشيات العراقية مشابهة لتلك التي بحوزة
الحوثيين"، موضحة أنها تتضمن بالأساس طائرات مسيرة وصواريخ مصدرها من إيران
لمهاجمة إسرائيل، إلا أنها اعتبرت أنه ليس بإمكان الميليشيات إطلاق أعداد كبيرة من
الطائرات المسيرة بوابل كبير.
ترجمة
وكالة شفق نيوز