تقرير غربي: هكذا يجند داعش النساء ويستغل توترات أربيل-بغداد
شفق نيوز/ قال مسؤولون عسكريون عراقيون لموقع "ميدل ايست آي" البريطاني ان مسلحي تنظيم داعش يعيدون تجميع أنفسهم في شمالي العراق، ويعتمدون على تجنيد النساء لتأمين حاجاتهم اللوجستية في منطقة حوض حمرين بالقرب من كركوك.
وبعد هزيمة داعش ميدانيا في العام 2017، فان عناصر التنظيم قيدت حركتهم الى المثلث الواقع بين صلاح الدين وديالى وكركوك، بما فيها جبال حمرين، وهي مناطق وعرة ولا يمكن اختراقها، وتعتبر من أخطر المناطق التي يتجمع فيها المسلحون المتطرفون من السنة والكورد منذ عقود، والتي يلتجأ اليها مسلحو داعش عندما تضيق الاجراءات الامنية في وجههم في الاماكن الاخرى.
وتقع المنطقة في مناطق متنازع عليها بين قوات الامن الاتحادية وقوات حكومة اقليم كوردستان المتمثلة بالبيشمركة، وفق التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز.
ونقلت "ميدل ايست آي" عن مسؤول عسكري كبير لم تحدد اسمه قوله "رصدنا زيادة كبيرة في نشاط التنظيم في هذه المناطق خلال الشهر الماضي، مقارنة بالشهور التي سبقته، ونفذ داعش ثلاثة عمليات كبيرة وهذا أمر لا يمكن التغاضي عنه وتجاهله"، مشيرا بذلك الى مسؤولية التنظيم عن الهجوم الانتحاري المزدوج الذي وقع في بغداد والهجمات على قوات "الحشد الشعبي".
وتابع المسؤول العسكري "ما زالوا يشكلون تهديدا حقيقيا، لكن هجماتهم الحالية تستهدف فقط اثبات وجودهم، باعتبار ان التنظيم لم يعد قادرا على السيطرة على اراض".
واعتقلت القوات العراقية والدولية او قتلت العشرات من عناصر التنظيم في منطقة حوض حمرين خلال الاسبوعين الماضيين، من بينهم "نائب الخليفة" ابو ياسر العيساوي الذي قتل بغارة جوية في منطقة وادي الشاي، الى الجنوب من كركوك.
والوادي، بحسب مسؤولين عسكريين، احد اهم خطوط الامداد بالنسبة الى داعش في شمال العراق، اذ يربط محافظات كركوك وديالى والمعبر الى سلسلة جبال حمرين التي تمتد على طول ما بين 25 الى 30 كيلومتر وبعمق ما بين 7 و8 كيلومترات، ما بين صلاح الدين والسليمانية في الشرق والغرب وكركوك الى الشمال وديالى الى الجنوب.
ونقل الموقع البريطاني عن قائد اللواء الثالث في قوات التدخل السريع رافع سعيد قوله "هذه المناطق شديدة الوعورة، وغير مأهولة ومن الصعب الاحتفاظ بها، وهذا ما تستخدمه فصائل داعش لتسليم او نقل الامدادات بين كركوك وديالى".
تجنيد النساء
وبينما يسعى داعش الى تعزيز قوته، يبدو انه يعمل على تجنيد النساء. وبحسب الموقع البريطاني، فان الجماعات الارهابية لطالما اعتمدت على النساء في تنفيذ هجمات انتحارية والقيام بمهمات لوجستية. وغالبا ما يتسنى للنساء تخطي الحواجز الامنية من دون تفتيش بالنظر الى الحساسيات الدينية.
وقال ضابط عراقي ان داعش اعاد تفعيل خلاياه النسائية النائمة. واعتقلت قوات التدخل السريع المنتشرة في حمرين، خمسة نساء في بداية الاسبوع، بعد كشف بعض المعتقلين مخابئهن.
وقال المقدم في قوة التدخل السريع طارق الغزالي إن "النساء ينقلن الاموال والرسائل والطعام الى مخابئ التنظيم ومنها الى عائلات المقاتلين". واشار الغزالي الى ان النساء اللواتي اعتقلن مؤخرا هن "زوجات وقريبات لمسلحي داعش، ولهذا من السهل اجتذابهن وتجنيدهن".
وأضاف ان داعش يعتمد بشكل كبير على النساء مجددا بسبب القيود الاستخباراتية الهائلة التي فرضت على اعضائه والذين كشفت هويات العديد منهم، والتنظيم يراهن الان على الوضع الحساس للنساء في المجتمع العراقي لتمرير كل ما يريده.
التوتر الكوردي
وفي الماضي، فان غالبية الهجمات التي نفذها داعش كانت في صحاري المناطق المحيطة بالانبار ونينوى، بالاضافة الى المناطق المتنازع عليها بين بغداد وبين حكومة اقليم كوردستان.
وقال مسؤولون عسكريون للموقع البريطاني ان العديد من الهجمات تتزامن عادة مع تصاعد التوتر بين بغداد واربيل. ووصلت هذه الهجمات الى مستويات عالية جديدة. وترفض بغداد ان تدفع رواتب موظفي القطاع العام في كوردستان الذين يصل عددهم الى اكثر من 700 الف شخص الى ان تدفع حكومة الاقليم الاموال التي تحصلها من مبيعات النفط.
وقال مسؤول عسكري كبير انه منذ سنوات يستغل داعش التوترات بين حكومتي بغداد واربيل "لزيادة معدل عملياته، لان معظم موارده هي في مناطق تعتبر انها تفتقر الى الامن.. مناطق تسيطر عليها القوات الاتحادية من جهة، وقوات البيشمركة من جهة ثانية".
واضاف ان "التصعيد في الخلافات بين الطرفين، يوفر دائما، بشكل مقصود او غير مقصود، مساحة لهذه الجماعات لتنفيذ عملياتها، وهذا تماما ما حدث في قبل العام 2014 خلال صعود داعش وسيطرته على غالبية المدن والقرى في المنطقة". وختم بالقول ان "هذه المشكلة لن تنتهي الى ان ينتهي هذا النزاع بين بغداد واربيل، مرة واحدة والى الابد".