تقرير اميركي: لامبالاة بايدن منحت ايران اليد العليا في العراق ومكنت المالكي قيادة انقلاب قضائي

تقرير اميركي: لامبالاة بايدن منحت ايران اليد العليا في العراق ومكنت المالكي قيادة انقلاب قضائي
2022-08-26T09:31:55+00:00

شفق نيوز/ انتقد "معهد واشنطن" الأمريكي "اللامبالاة" التي تعاملت فيها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الانتخابات العراقية وما تلاها من تطورات والتي تسببت في خلق فراغ ملأته طهران سريعا، ومكنها من "سرقة" النصر بعدما اصبح العراق أولوية لايران وليس لواشنطن، متهما رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي بالاسم بانه من دبر "الانقلاب القضائي".

وذكر التقرير الامريكي انه "أصبح شديد الخطورة السماح للديمقراطية الناشئة في بغداد بالاعتناء بنفسها" لوحدها، مشيرا الى ان بايدن تباهى قبل ستة أسابيع في مقال ل"واشنطن بوست" بان الشرق الاوسط اصبح "اكثر استقرارا وامانا" مما كان عليه مع سلفه دونالد ترامب، حيث اشار الى سبيل المثال الى العراق وتقلص الهجمات الصاروخية ضد القوات والدبلوماسيين الأمريكيين.

واعتبر التقرير انه بينما ان بايدن محق في انه تم استهداف عدد اقل من الامريكيين، الا انه لفت الى ان هذا المقياس الوحيد بالكاد يكفي لدعم ادعائه حول الاستقرار، موضحا انه من خلال كل المقاييس الاخرى تقريبا، فان العراق اصبح حاليا اقل استقرارا مما كان عليه في كانون الثاني/يناير العام 2021 (تاريخ تولي بايدن منصبه) والمصالح الامريكية فيه تحت تهديد اكبر.

وتحدث التقرير عن تحول ملحوظ في الأحداث خلال الشهور ال10 الماضية، اذ بعدما بدا ان العراق بمقدوره تشكيل حكومة ملتزمة بتقليص الدور المدمر الذي تلعبه الميليشيات المدعومة من ايران وفرض سيادة العراق في مواجهة جارتها الاكبر، الا ان الحلفاء السياسيين لايران اصبح لهم لهم اليد العليا حاليا، حيث صارت الديمقراطية الهشة مهددة بشكل لا سابق له بينما اصبح العنف، حتى بين القوى الشيعية نفسها، امرا محتملا للمرة الاولى منذ عقد من الزمان.

واعتبر التقرير ان الوضع "لم يكن يجب ان يكون على هذا النحو" بعدما خرج السيد مقتدى الصدر باعتباره الرابح الاكبر في الانتخابات التي جرت في اكتوبر/تشرين الاول الماضي والذي دعا الى عراق لا تسيطر عليه واشنطن ولا طهران.

وبعدما اشار الى حلفاء ايران أخروا تشكيل حكومة حاول الصدر تشكيلها مع الكورد والسنة، تابع ان الصدر وشركائه الكورد لم ينتهزوا اللحظة المؤاتية لهم تماما، لكنهم على الاقل كانوا يحققون تقدما بطيئا، الا ان تحالف قوى الاطار التنسيقي، "لعب الورقة الرابحة" لمنع هؤلاء من اختيار رئيس الحكومة والوزراء، من خلال استخدام سيطرته على القضاء الفاسد حيث قضت المحكمة العليا انه، وللمرة الاولى، ليست هناك هناك ضرورة من اجل تشكيل الحكومة، الحصول على الاغلبية البسيطة، وانما يجب الحصول على اغلبية الثلثين في البرلمان.

وبعدما تساءل التقرير عمن دبر هذا "الانقلاب القضائي"، قال انه "لا احد سوى نوري المالكي، والمعروف بفساده الهائل والطائفية، التي ساهمت الى حد كبير في صعود داعش"، مشيرا الى ان "صانع الملوك" هذا، نجا بصعوبة في يناير/كانون الثاني 2021 من عقوبات من جانب ادارة دونالد ترامب.

وفي حين اشار التقرير الى الاعتصامات المتبادلة بين المعسكرين في المنطقة الخضراء، قال التقرير انه في ظل استمرار المأزق، تتزايد التوترات بين الشيعة في العراق، وانه بغض النظر عن كيفية تسوية الازمة، فإن المرجح هو ظهور ايران بموقف قوي في بغداد، مما سيحبط ارادة الناخبين الذين صوتوا باغلبية ساحقة من اجل التغيير في انتخابات اكتوبر الماضي.

وخلص التقرير الى القول انه لا يبدو ان الادارة الامريكية "بذلت اي جهود لاحباط هذا السيناريو"، حيث انه خلال 9 شهور بين الانتخابات واستقالة نواب الصدر، فان كبار مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية ومجلس الامن القومي زاروا العراق مرتين فقط، بينما قام وزير الخارجية انطوني بلينكن باجراء عدد قليل من الاتصالات الهاتفية مع صناع القرار العراقيين.

وتابع التقرير انه في اطار في محاولة التأثير على التطورات على الارض، فإن السفيرة الامريكية الجديدة الممتازة في العراق الينا رومانوفسكي، ربما تكون قد ضغطت بعد وصولها الى بغداد في يونيو/ حزيران ايضا، الا انها في جميع الاحوال، قامت بذلك من دون دعم كاف من جانب واشنطن.

واعتبر التقرير ان عدم مشاركة مسؤولين اميركيين رفيعي المستوى في جهود محاولات العراق تشكيل حكومة، ليس سهوا بل كان قرارا مقصودا، مذكرا بأن احد كبار مسؤولي ادارة بايدن تحدث بلامبالاة في ديسمبر/كانون الاول الماضي، بأن خطتهم تتمثل في "ترك الامر للعراقيين ليقرروا".

ولفت التقرير الى ان ديمقراطية العراق وليدة وهي تكافح من اجل البقاء تحت ضغط الذراع الطويلة لايران في العراق، والمتمثلة بميليشيا الحشد الشعبي التي يبلغ قوامها 100 الف فرد، مضيفا ان الانتخابات كان بمقدورها اضعاف قبضة ايران، الا ان فك الارتباط الامريكي خلال عملية تشكيل الحكومة، خلف فراغا ملأته طهران.

وفي حين تحدث عن الزيارات العديدة التي قام بها المسؤولون الإيرانيون، بمن فيهم قائد قوة القدس اسماعيل قااني الى العراق، لتهديد شركائهم المحليين وخصومهم واقناعهم بكيفية تنظيم الحكومة، اعتبر التقرير ان هذا التباين يشير الى ان نهج واشنطن كان يتمثل بسياسة عدم التدخل، حيث لم تستخدم الادارة الامريكية النفوذ الدبلوماسي والاقتصادي من اجل حماية العملية السياسية التي تتعرض لهجوم من طهران.

وختم التقرير بالقول ان "كل هذا مهم لان العراق مهم للولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة"، مذكرا بان الالاف من الامريكيين لم يخسروا ارواحهم واطرافهم فقط من اجل المساعدة في بناء عراق ما بعد صدام حسين، وانما، على عكس افغانستان، فان العراق هو شريك فعلي في مكافحة الارهاب ولديه فرصة حقيقية ليصبح ديمقراطية كاملة".

واوضح ان العراق يقع على "منطقة جيوستراتيجية حيوية، ولديه خامس اكبر احتياطي نفطي عالميا، وهو في خط المواجهة ضد جهود ايران لتوسيع نفوذها في كافة انحاء الشرق الاوسط".

وبعد الاشارة الى اقتراب واشنطن من التوصل الى اتفاق نووي مع طهران، لفت التقرير الى ان "مواجهة تدخل ايران في بغداد اصبحت اكثر الحاحا، سواء بالنسبة للولايات المتحدة او لشركائها الاقليميين"، مضيفا ان نهج

عدم التدخل الذي تبنته ادارة بايدن في عملية تشكيل الحكومة، سمح للملالي (في ايران) بسرقة النصر من بين فكي الهزيمة". وتابع قائلا انه "من اجل سبب غير مفهوم ، يبدو ان العراق الذي خاضت فيه الولايات المتحدة حربين رئيسيتين خلال العقود الماضية، لم يعد اولوية بالنسبة لواشنطن،وانه لسوء الحظ ، اصبح اولوية لطهران".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon