تقرير امريكي: لماذا دولة كوردستان الخيار المنطقي؟
شفق نيوز/ اعتبر موقع "انترناشيونال بوليسي دايجست" الامريكي في تقرير نشر، اليوم السبت، أن الهوية المتميزة للكورد وحكومة اقليم كوردستان الليبرالية، واقتصادهم أيضاً بالاضافة الى تاريخهم الحافل بالمهارة العسكرية، "تجعلهم مرشحاً رئيسياً لاقامة دولة تدعمها الولايات المتحدة".
وبعدما اشار التقرير الذي كتبه "بن سيغال"، وترجمته وكالة شفق نيوز، إلى وجود 35 مليون كوردي، في موطنهم الدائم على اراضي ايران وسوريا وتركيا والعراق، وهم اكبر مجموعة عرقية في العالم لا يتمتعون بدولة، ذكر أن البريطانيين كانوا قد وعدوا الكورد باقامة دولة، مثلما تلقى الشعب اليهودي بعد الحرب العالمية الثانية وعداً مشابها.
ويقول التقرير، بينما أمنت اسرائيل المستقبل للشعب اليهودي، ظلت فكرة الدولة للكورد في حالة تأخير دولياً، فيما يعاني الكورد من العنف العرقي العميق والعشوائي.
ولهذا، يدعو التقرير الولايات المتحدة الى تزعم الجهد الدولي "لدعم الانفصال السلمي لكوردستان عن دولة العراق الحالية"، مشيراُ إلى أن "فوائد دعم الدولة الكوردية عديدة والواجب الاخلاقي واضح".
ولفت التقرير إلى أن "القوات العسكرية الكوردية برهنت على أنها حليف قوي للولايات المتحدة طوال اكثر من ثلاثة عقود، حيث ساعد المقاتلون الكورد القوات الامريكية في الحرب ضد صدام حسين، ثم ضد تنظيم القاعدة، وأيضاً في الحاق الهزيمة بتنظيم داعش".
وتابع التقرير أنه "خلال اضطرابات حرب العراق، ظل اقليم كوردستان العراق مركزاً اقتصادياً مستقراً وسلمياً ومنفتحاً على التطور التكنولوجي والاستثمار الاجنبي، وأنه يتم تعريف الحكومة الكوردية بطبيعتها العلمانية، والتسامح القائم على الاحترام مع المكونات العربية الاخرى، مضيفاً أن "الهوية المتميزة للكورد وحكومتهم الليبرالية واقتصادهم، بالاضافة الى تاريخهم الحافل بالمهارة العسكرية، تجعلهم مرشحاً رئيسياً لاقامة دولة تدعمها الولايات المتحدة".
وأوضح التقرير، أن كوردستان "يمكن ان تكون بمثابة نجاح امريكي دائم في الشرق الاوسط"، مؤكداً "اذا بذلت الولايات المتحدة والحلفاء الجهود لتعزيز التنمية الوطنية لكوردستان، فانه سيتاح لشعبها الازدهار والتطور لاجيال".
ويرى التقرير أن "مثل هذا الدعم لدولة كوردية، سيمنح العديد من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، شريكاً تجارياً مهماً ومركزاً للاستثمار".
وتابع التقرير أنه "يمكن لجيش كوردي دربته وسلحته الولايات المتحدة، أن يشارك في عمليات مشتركة لمكافحة الارهاب، ويمنع عودة ظهور داعش، بالإضافة إلى أن توفر النفط والكفاءات الفكرية لكوردستان، من شأنه ان يجعل من اقامة الدولة خياراً منطقياً وفعالاً".
أما من المنظور الاخلاقي، فيقول التقرير إن "من شأن تزعم المجهود من اجل اقامة الدولة الكوردية، أن ينقذ مئات الالاف من الارواح"، مذكراً بأن "صدام حسين ارتكب عمليات تطهير عرقي خلال الثمانينيات عندما قتل 187 الف كوردي، ودمر مئات القرى الكوردية"، مشيراً إلى أن "استخدام صدام للاسلحة الكيماوية بشكل واسع، جعل (حملة الانفال) واحدة من أسوأ عمليات الابادة الجماعية في العالم في حقبة ما بعد المانيا النازية".
ولهذا، يؤكد التقرير أن "تأسيس دولة بحدود رسمية وجيش وطني سيمكن الكورد من اقامة مجتمع سلامة واستمرارية وحريات اساسية، بشكل مضمون وليس عبر المنح".
ولفت التقرير إلى أن "تركيا والمسلحين الاسلاميين المدعومين منها، هم العائق الرئيسي امام قيام الدولة الكوردية"، معتبراً أن "دولة كوردية جديدة يمكن ان تعرض وقف عمليات التمرد ضد تركيا، وكذلك مكاناً لتركيا لترحيل الكورد الذين تتعامل معهم بمثل هذا الازدراء".
وخلص التقرير الى القول أنه "يجب على الولايات المتحدة أن تختار دعم قيام دولة لحلفائها الكورد الموثوقين، حتى على حساب النظام التركي".
وتابع قائلاً إن الشعب الكوردي لا يستطيع بناء دولة بمفرده، والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تمتلك القدرات القيادية والعزيمة العسكرية والعلاقة التاريخية لدعم الدولة التي يحتاجها الكورد ويستحقونها"، مضيفاً أن "مثل هذه الدولة ستوفر الامان والفرص الاقتصادية لملايين الاشخاص المهمشين".
وختم التقرير بالقول، "على الولايات المتحدة القيام بدورها لترى أن الدولة الكوردية التي تتألق بالحرية والازدهار، ستتحقق قبل فوات الاوان".