تقرير امريكي عن إلغاء احتفالات البطريركية الكلدانية: وضع "مأساوي" لمسيحيي العراق
شفق نيوز/ اعتبرت اذاعة "صوت امريكا"، يوم الإثنين، الغاء الطائفة الكلدانية الكاثوليكية، التي تعتبر أكبر طائفة مسيحية في العراق، احتفالاتها بعيد الفصح، يعكس الضغوطات المتزايدة التي يواجهها مسيحيو العراق والاقليات الاخرى من جانب القوى المدعومة من إيران، وهو ما يشكل "وضعا مأساويا" لهم.
وكانت الطائفة الكلدانية الغت احتفالاتها لهذا العام احتجاجا على قرار الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد الغاء لقب بطريرك عن كاردينال الكاثوليك الكلدان لويس ساكو. ويتضمن إلغاء الاحتفال، الاكتفاء بالصلاة فقط والغاء المواكب الجماهيرية والتغطية الاعلامية واستقبال المسؤولين الحكوميين، وذلك كتعبير عن التضامن مع الكاردينال ساكو.
ولفت التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الى أن عيد الفصح يعتبر أهم مهرجان في التقويم المسيحي حول قيامة السيد المسيح.
ورأى التقرير الامريكي ان هذه الخطوة تسلط الضوء على التوترات السياسية بين الجماعات المرتبطة بالميليشيات المدعومة من إيران، وبين من يعارضها لمحاولتهم الهيمنة بشكل متزايد على الحكومة والحياة اليومية".
ولفت التقرير إلى انه احتجاجا على موقف الرئيس العراقي، فان الكاردينال ساكو، انتقل من بغداد الى اربيل حيث استقبلته القيادة الكوردية في الاقليم.
واشار التقرير الى ان النائب المسيحي ريان الكلداني الذي وصفه بانه "مارق" ويتزعم ميليشيات مرتبطة بإيران، ساهم في التأثير على قرار الرئيس العراقي، مضيفا ان وزارة الخزانة الامريكية كانت فرضت عقوبات على الكلداني في العام 2019 بسبب انتهاكات مفترضة لحقوق الانسان، بينما يتهمه اخرون بمحاولة السيطرة على اصول الكنيسة الكلدانية، بما في ذلك الممتلكات التي يشرف عليها الكاردينال ساكو.
ونقل التقرير عن رئيسة منظمة "الحريات الدينية الدولية" نادين ماينزا التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، وتعمل على تعزيز الحرية الدينية في 40 دولة حول العالم بينها العراق، قولها إن إلغاء احتفالات عيد الفصح في يشير الى الضغط المتزايد الذي يواجهه المسيحيون والاقليات الاخرى بسبب النفوذ الإيراني المتزايد في العراق.
وبحسب ماينزا، فان "الوضع بالنسبة للمسيحيين مأساوي"، مضيفة ان "الميليشيات الايرانية كانت تشكل تهديدا باعتبارها طرف فاعل غير حكومي، الا ان تاثيرها حاليا على الحكومة العراقية نفسها، اصبح مثيرا للقلق ايضا"، مضيفة "نرى بيئة معادية للعراق، وهذا هو السبب خلف مغادرة الكاردينال ساكو بغداد وانتقاله الى اقليم كوردستان".
وأعربت ميانزا عن قلقها وقالت، "نرى ما يعنيه هذا بالنسبة لواحدة من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم".
وذكر التقرير بان الكاردينال ساكو ساهم في تحقيق الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس الى العراق وذلك خلال جائحة فيروس كورونا في العام 2021.
ونقل التقرير عن ساكو قوله إن زيارة البابا تركت انطباعا كبيرا على العراقيين العاديين وقتها، الا ان هناك حكومة عراقية مختلفة موجودة الآن، وهي متأثرة بإيران. واعرب ساكو عن الأمل ان تحقق الزيارة المقبلة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الى واشنطن، فوائد.
وبحسب ساكو فإن "الوضع شديد الحساسية، والمسيحيون ليس لديهم ثقة بالمستقبل لأنه لا توجد رؤية ولا خطط لتغيير حقيقي من اجل دولة القانون والديمقراطية والاحترام التي يمكن للجميع العيش فيها بكرامة وحرية".
ونقل التقرير عن ساكو قوله إن المسيحيين "لا يزالون يغادرون البلد لانه لا توجد افعال، وإنما وعود فقط، ورئيس الوزراء سيزور الولايات المتحدة وآمل أن يتمكنوا من القيام بشيء، ويطلبوا منه ما هو في مصلحة المسيحيين وابقائهم في أرضهم ليعيشوا فيها بكرامة وحرية".
وتابع ساكو قائلا ان "الشعب العراقي مختلف، فهو لطيف للغاية معنا. لقد غير البابا رأيهم خلال زيارته. انهم يعبرون لنا عن تضامنهم، ولكن ليس الطبقة السياسية".
وبحسب ماينزا فإنه يطلق تحذيرا من انه طالما ان زعيما مسيحيا رفيع المستوى مثل ساكو، وجد أن التهديدات في بغداد صعبة بما يجبره على الانتقال الى كوردستان، فانه بالامكان تخيل الاحساس بالضعف الذي يشعر بها المسيحيون الآخرون في التهديدات المتزايدة من الميليشيات المدعومة من إيران.
ونقل التقرير عن الدكتور في جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية جريغ كروتشيك قوله ان "القوى السياسية الاكبر حجما في العراق، لا تتخذ قراراتها لصالح مجتمعات الاقليات، وانما بناء على منافساتها مع بعضها البعض والتي غالبا ما يكون لها تأثير ضار على المسيحيين وغيرهم من الاقليات الاخرى".
وختم التقرير بالتذكير بأنه قبل الغزو الأمريكي للعراق، كان هناك حوالي 1.5 مليون مسيحي، الا ان العنف الطائفي ادى على مر السنين الى تضاؤل اعدادهم الى حوالي 150 ألفا وفقا لتقرير العام 2022 حول الحرية الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.
ترجمة: وكالة شفق نيوز